في عالم العملات الرقمية، يتميز المبتكرون بالقدرة على رؤية المستقبل واستشراف اتجاهاته. ومن بين هؤلاء المبتكرين، تبرز جيل غونتر، الخبيرة في مجال رأس المال الاستثماري في العملات الرقمية، التي لا تتردد في التعبير عن آرائها حول التحديات والفرص في هذا المجال المتنامي. في حديثها الأخير، تناولت جيل التحديات التي تواجه المشاريع التي تسعى لمنافسة الإيثريوم، وهي إحدى أكبر وأكثر الشبكات شعبية في عالم البلوكتشين. تأسست الإيثريوم في عام 2015 على يد فيتاليك بوتيرين، ومنذ ذلك الحين أصبحت منصة رائدة لبناء التطبيقات اللامركزية والعقود الذكية. ومع ذلك، يرى البعض أن هناك إمكانيات كبيرة لمشاريع أخرى قد يكون لها القدرة على تجاوز الإيثريوم. وتعتبر جيل غونتر واحدة من هؤلاء الذين يعتقدون أننا قد نشهد ظهور مشاريع جديدة قادرة على المنافسة. في حديثها مع "TechCrunch"، وضحت جيل أن العامل الرئيسي الذي سيحدد ما إذا كانت أي منصة جديدة سوف تتمكن من التغلب على الإيثريوم هو قدرتها على تقديم حلول فعّالة للمشكلات الحالية التي تواجه الإيثريوم. أحد أبرز هذه المشكلات هو الازدحام في الشبكة، الذي يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المعاملات وأوقات الانتظار الطويلة. إذًا، ما الذي يمكن أن تفعله المشاريع الجديدة لتحسين هذه الجوانب؟ تقول غونتر إن أحد الأبعاد التي يمكن أن تساعد في هذا السياق هو تحسين تقنيات التوسع. لقد شهدنا العديد من المشاريع التي تعمل على تطوير حلول مثل "طبقات الحلول الثانية" (Layer 2 solutions) والتي تهدف إلى تسريع العمليات وتقليل التكاليف. هذه التكنولوجيا قد تقدم حلًا جذريًا للمشاكل الحالية، ولكن التحدي يكمن في كيفية دمج هذه الحلول مع البنية التحتية الحالية للإيثريوم. من جهة أخرى، أكدت جيل على أهمية قابلية التوسع والتوافق بين الأنظمة المختلفة. فالعديد من المشاريع التي تهدف لمنافسة الإيثريوم لا تزال تواجه مسائل تتعلق بالتشغيل البيني. وبما أن المؤسسات والشركات الكبرى تبحث عن اعتماد حلول بلوكتشين، فإن القدرة على التعامل مع الشبكات المختلفة تعد عنصرًا حاسمًا. في نهاية المطاف، يعتمد نجاح أي مشروع على مدى قدرته على التكامل مع النظم الحالية. أيضًا، تسلط جيل الضوء على أهمية تجربة المستخدم. فقد تكون المنصات الجديدة مبتكرة للغاية، لكنها لن تنجح إذا كانت معقدة بالنسبة للمستخدم العادي. التحسينات في واجهات الاستخدام والتفاعل البسيط للمستخدم هي ضرورية لجذب جمهور أوسع. لذا، يجب أن تركز المشاريع الجديدة ليس فقط على الجوانب التقنية، ولكن أيضًا على كيفية تقديم هذه الحلول بطرق واضحة وسهلة الفهم للناس. من وجهة نظر غونتر، تلعب الشفافية والثقة أيضًا دورًا حاسمًا في نجاح منصة جديدة. في عالم يتم فيه تسليط الضوء على قضايا مثل الأمن والاحتيالات، تعد الثقة عاملاً حيويًا. يجب على المشاريع الجديدة العمل على بناء سمعة قوية والشفافية فيما يتعلق بالعمليات والتخطيط. هذا الأمر يمكن أن يساهم في جذب المستثمرين والمستخدمين على حد سواء. ومع ذلك، لا يمكن إنكار القوة الحالية للإيثريوم. رغم كل التحديات، تظل الإيثريوم واحدة من الأقوى في السوق، ولها مجتمع كبير يدعمها. وبالتالي، أي مشروع جديد يحتاج إلى أن يكون لديه رؤية واضحة واستراتيجيات مختلفة لاستقطاب المستخدمين والمطورين بعيدًا عن الإيثريوم. يجب عليهم تقديم شيء فريد ومبتكر يمكن أن يكون له تأثير فعلي على القضايا الملحة. تؤكد جيل أيضًا على أهمية الشراكات. يمكن للمشاريع الناشئة التعاون مع كيانات قائمة لتعزيز مكانتها في السوق. هذه الشراكات يمكن أن تؤدي إلى تحسين الميزات والوظائف والتوسع في الشبكة. باختصار، كونك متحدًا مع المشاريع الأخرى يمكن أن يسهم بشكل كبير في نجاح الظهور الأول في السوق. وفي تطرّقها إلى نظرتها المستقبلية، تأمّلت غونتر في كيف يمكن أن تتطور الساحة التكنولوجية في السنوات القادمة. هل ستظهر منصات تشفير جديدة قادرة على تجاوز الإيثريوم؟ أم أن الإيثريوم ستظل في الصدارة بسبب مجتمعها الراسخ والتكنولوجيا المتطورة التي تدعمها؟ في حين أن المستقبل غير مؤكد، فإن ما هو واضح هو أن الابتكار والتطور المستمر سيكونان الضرورة. إذاً، ما هي الأشياء التي يمكن أن ننتظرها في المستقبل القريب؟ تعتقد جيل أن الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي قد تلعب دورًا حاسمًا في تطوير الأنظمة الجديدة. قد يساهم استخدام هذه التقنيات في تحسين كفاءة المعاملات وسرعة المعالجة بشكل كبير. في الختام، تبقى الإيثريوم في قلب المناقشات حول مستقبل العملات الرقمية، لكن مع قبول مجموعة متنوعة من الحلول والتوجهات الجديدة، فإن المنافسة ستولد المزيد من الفرص. وفي عالم يتطور بشكل أسرع من أي وقت مضى، من المؤكد أن القادم سيكون مثيرًا ومليئًا بالتحديات والابتكارات. تأمل جيل غونتر ومجتمع التكنولوجيا في أن يشهدوا تلك التحولات قريبًا، حيث ستتضح الرؤية عندما يتنافس المستقبل بكل جوانبه.。
الخطوة التالية