خلال العام الماضي، شهدت سوق العملات الرقمية مجموعة من التقلبات التي أثرت بصورة ملحوظة على أداء العديد من العملات، بما في ذلك إيثيريوم. على الرغم من الارتفاع الملحوظ الذي حققته البيتكوين بزيادة تجاوزت 145%، ارتفع سعر إيثيريوم بنحو 66% فقط. وهذا أدى إلى تساؤلات عديدة حول مستقبل إيثيريوم، خاصة مع قرب حلول عام 2024. وفقًا لتوقعات العديد من الخبراء والمحللين، يواجه إيثيريوم تحديات كبيرة قد تكبح جماح ارتفاع سعره. من ناحية أخرى، تنتشر آمال لدى بعض المستثمرين في إمكانية تحقيق إيثيريوم لمستويات قياسية جديدة في عام 2024، ولكن الحقائق الحالية تشير إلى عكس ذلك. أظهرت استطلاعات الرأي أن حوالي 85% من المستثمرين يتوقعون عدم تحقيق إيثيريوم لرقم قياسي جديد هذا العام، وهو ما يعكس قدراً كبيراً من عدم الثقة في قدرة العملة على الصمود أمام التحديات. أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في هذه النظرة المتشائمة هو التأخير في إصدار صناديق الاستثمار المتداولة لإيثيريوم في الولايات المتحدة. كان الكثير من المستثمرين يأملون أن تساهم هذه الصناديق في تعزيز سعر إيثيريوم، ولكن هذه التوقعات لم تتحقق حتى الآن. ولعل التأخير في قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بشأن تداول الصناديق المعنية أضاف شعورًا بعدم اليقين في السوق. من الجدير بالذكر أن سعر إيثيريوم في الوقت الحالي يقترب من 2625 دولار، وهو ما يجعله بعيدًا عن قمة السعر التاريخية التي حققها في نوفمبر 2021 والبالغة 4800 دولار. في ضوء التحركات الحالية للسوق، يبدو أن إيثيريوم يعاني من نقص في الزخم المطلوب لتحقيق ارتفاع حاد في الأسعار. على الرغم من ذلك، هناك أصوات إيجابية في السوق تدعو إلى التفاؤل. يُشير بعض المحللين إلى أن هناك تشابهًا بين أداء إيثيريوم الحالي وأداء العملة خلال عام 2023. يشير المحلل المعروف أوليفر بايتل إلى أن إيثيريوم شهد حركة سوقية مشابهه في العام الماضي، حيث استغرق الأمر بضعة أشهر قبل أن يرتفع السعر بشكل حاد، مما يشير إلى إمكانية معاودة هذا الزخم في الأشهر القادمة. كما يعزز انخفاض أسعار الفائدة من قبل كل من الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي من فرص جذب المستثمرين إلى سوق العملات الرقمية. فعندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح من الأسهل على المستثمرين التعويض عن التكاليف وتمويل استثماراتهم. وقد ساهمت هذه الديناميكية في تحقيق بعض المكاسب لأول مرة منذ مدة. لكن هناك تساؤلات مستمرة حول مدى إمكانية تحقيق إيثيريوم للأرقام القياسية الجديدة في عام 2024. بالفعل، تمثل عتبة 4000 دولار تحدياً صعبًا، خاصة بعد أن تم تخطي هذا الرقم آخر مرة في عام 2021. على الرغم من تداولات إيثيريوم الإيجابية مؤخرًا، يبقى تحقيق قفزة كبيرة باتجاه الأرقام القياسية مستبعدًا وفق الكثير من التحليلات. في ختام العام، يبدو أن إيثيريوم يعتمد على ما سيحدث على الصعيدين الاقتصادي والسياسي لهذا العام. إذا استمر الاتجاه نحو خفض الفائدة وتعزيز الدعم للأصول الرقمية، قد نشهد استعادة لبعض الزخم الإيجابي. إلا أن استمرار حالة عدم اليقين وعدم الثقة داخل السوق في الوقت الحالي قد يجعل من الصعب على إيثيريوم أن يتحرك نحو ارتفاعات جديدة. ترقب مراقبون في سوق العملات الرقمية الأخبار والتطورات المتعلقة بالصناديق المتداولة، وأي تغييرات أخرى قد تؤثر على المشهد الاقتصادي الكلي. في الوقت الحالي، يبدو أن الكثير يعتمد على قدرة إيثيريوم على تجاوز العقبات الحالية وتقديم نتائج إيجابية للمستثمرين والشركات على حد سواء. بصفة عامة، تظل توقعات إيثيريوم لعام 2024 غامضة. مع وجود العديد من العوامل المؤثرة، منها السوق، التحليلات الفنية، وحالة الثقة بين المستثمرين، فإن الطريق أمام إيثيريوم للوصول إلى ارتفاعات جديدة لن يكون سهلاً. لمن يستثمر في العملات الرقمية، قد يكون من الحكمة التحلي بالصبر ومتابعة الأسواق بعناية لكشف الفرص التي قد تظهر مستقبلاً. في نهاية المطاف، فإن عبارة "السوق هو سيده" تعكس حقيقة استثمار العملات الرقمية. إذا استطاع إيثيريوم تكييف نفسه مع التغيرات وتقديم رؤية واضحة لمستقبل السوق، فقد يتمكن من استعادة الزخم اللازم لتحقيق طموحات المستثمرين. ولكن في الوقت الراهن، تبقى العديد من الأسئلة مطروحة حول إمكانية وصول إيثيريوم إلى أرقام قياسية جديدة، وينتظر الجميع بفارغ الصبر ما سيحمله المستقبل.。
الخطوة التالية