عنوان المقال: ترامب يشتري برغر بتكوين: عندما تمزج السياسة بالابتكار في حدث غريب ومفاجئ، قام المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، بشراء 50 برغر "سمش" مع مشروبات دايت كوك، مدعياً أنها "برغر بتكوين" في أحد بارات مدينة نيويورك التي تحظى بشعبية كبيرة بين محبي العملات الرقمية. لقد أثار هذا الحدث اهتمام العديد من المتابعين في عالم العملات الرقمية، وخصوصًا مجتمع بيتكوين. ولكن ما الذي حدث بالضبط، ولماذا يعتبر هذا الحدث مهمًا لترامب وعالم العملات الرقمية بشكل عام؟ في الأسابيع الأخيرة، وجد ترامب نفسه في موقف صعب بعد أن ارتبط مشروعه الجديد، "World Liberty Financial"، مع فكرة التمويل اللامركزي بشكل ينفر عشاق بيتكوين التقليديين. هذا المشروع، الذي يشمل عملة رقمية خاصة له، يعتبره الكثيرون بمثابة تجسيد لفكرة "الشيطنة" في عالم العملات الرقمية، مما أدى إلى تراجع دعم بعض المناصرين له. في ظل هذه الظروف، قرر ترامب القيام بزيارة إلى بار "PubKey" في نيويورك، وهو مكان شهير يرتاده محبو بيتكوين. وقد تم ترتيب هذه الزيارة في وقت مناسب، حيث كانت الأجواء مشحونة بالنقاشات حول قيمة وعد ترامب بالعودة إلى جذور العملات الرقمية الأصلية، وهو بيتكوين. خلال الزيارة، قام ترامب بالحديث مع الزبائن وتناول البرغر، ما أتاح له إعادة بناء بعض الثقة مع قاعدة مؤيديه. المفارقة الطريفة في هذه الزيارة كانت عندما استخدم ترامب مصطلح "كرِبتو" لوصف البرغر الذي اشتراه. ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يشير إلى بيتكوين باعتبارها العملة الرقمية المهيمنة، قام بنقل هذا المفهوم إلى عالم الطعام بطريقة غير معتادة، مما أوجد مساحة جديدة من الإبداع والغرابة. تم توثيق الحادثة من خلال مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُظهر ترامب وهو يناول البرغر إلى الحضور. لكن الحضور لم يترددوا في تصحيح خطأه عند استخدام كلمة "كرِبتو"، بتبني التعبير الأكثر دقة وهو "برغر بيتكوين". هذه اللحظة كانت بمثابة تذكير بأن ترامب ليس فقط رجل سياسة، بل أيضًا يستفيد من العناصر الغريبة والملونة التي يمكن أن يضيفها إلى تجربته السياسية. من المهم أن نفهم كيف تتداخل السياسة مع ثقافة العملات الرقمية. خلال السنوات الماضية، شهدنا تصاعد اهتمام السياسيين بالعملات الرقمية، ومعه زيادة في استخدام المصطلحات التقنية في الخطابات السياسية. ترامب، الذي يملك تاريخًا من التصريحات المثيرة للجدل، يدرك قوة وسائل الإعلام الاجتماعية وكيف يمكن لمثل هذه اللحظات الطريفة أن تجذب الانتباه. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا التوجه نحو خلق ارتباطات مفاجئة مع عالم العملات الرقمية قد يأتي بعواقب حقيقية. فعندما يتحدث ترامب عن برغر بيتكوين، فإنه ينقل إلى قاعدته الجماهيرية فكرة أن العملات الرقمية هي شيء ممتع ومثير، ولكنها أيضًا مضطربة ومعقدة. هذا يمكن أن يؤدي إلى التشتت بين بعض الناخبين الذين قد يرون أن وعود ترامب بشأن دعم بيتكوين قد تم إضعافها نتيجة لمشروعه الجديد والمثير للجدل. بعض المحللين في مجال العملات الرقمية التعبير عن خيبة أملهم من ترامب بعد أن أطلق هذا المشروع. حيث علق أحد الكتّاب المعروفين في مجتمع بيتكوين قائلاً: "إن فكرة أن ترامب قد أطلق عملة مشفرة جديدة قد تكون بمثابة الضربة القاضية لكل ما بناه في شهر يوليو الماضي خلال مؤتمر بيتكوين في ناشفيل". لقد كان ذلك المؤتمر فترة من الحماس حيث قدم ترامب مجموعة من الوعود المثيرة، بما في ذلك اقتراح إنشاء "احتياطي وطني للبيتكوين" والتخفيض من عقوبة المؤسس الموقوف لموقع "سيلك رود" الذي يدعى روس أولبريخت. الآن، مع ظهور هذا المخطط الجديد، يبدو أن تلك الأحلام آخذة في التلاشي. رغم ذلك، تمكن ترامب من استعادة بعض التعاطف خلال زيارته الأخيرة. فعندما كان يعبر عن مشاعره الودية تجاه حضّاره، أفادت التقارير أن الزبائن كانوا يمتدحون عزيمته على تقديم أشياء جديدة ومختلفة. حتى لو كانت هذه الفعالية ظاهرة سريعة، فقد كانت طريقتها في التواصل مع مؤيديه بعد فترة من الاضطرابات السياسية. وفي فترة تتسم بالاستقطاب الكبير بين مؤيدي ترامب ومعارضيه، يسعى المرشح الجمهوري إلى استعادة قاعدته الانتخابية التي قد تكون مفيدة. قد تنجح أحداث مثل زيارة "PubKey" في تعزيز الدعم حوله، حتى لو كان ذلك بطريقة مضحكة وغريبة بعض الشيء. في النهاية، يبدو أن ترامب مستعد لاستخدام كل ما في جعبته من استراتيجيات جديدة لجذب الناخبين وجذب الانتباه إلى حملته. سواء كان ذلك من خلال "برغر بيتكوين" أو من خلال وعوده السياسية، فإنه قد يجد في هذه اللحظات القصيرة الفرصة لإعادة إحياء شعبيته في عالم مليء بالتحديات والفرص. تتبقى لنا فترة قصيرة فقط قبل الانتخابات، مما يجعل هذه اللحظات أكثر أهمية في تشكيل نتيجة الحملة الانتخابية.。
الخطوة التالية