تعتبر تكنولوجيا البلوكشين واحدة من أكثر الابتكارات تأثيرًا في عالم المالية والتكنولوجيا. ومع تزايد الاعتماد عليها في تداول العملات المشفرة، أصبحت الحاجة إلى تحليل بيانات البلوكشين أمرًا ضروريًا للعديد من الجهات، بما في ذلك وكالات إنفاذ القانون، وهيئات التنظيم، والشركات الخاصة. ومع ذلك، هناك بعض الأخطاء الشائعة في تحليل البيانات التي يمكن أن تعيق التحقيقات المتعلقة بالعملات المشفرة. في هذا المقال، سنستعرض ثلاثة من هذه الأخطاء وكيفية تجنبها لتحسين فعالية التحقيقات. أحد الأخطاء الشائعة التي تؤثر سلبًا على تحليل البلوكشين هي الافتراضات الخاطئة حول هوية المستخدمين. يتعامل الكثيرون مع مفهوم البلوكشين على أنه نظام يمكنه بسهولة تحديد هوية كل مستخدم. ومع ذلك، فإن البلوكشين يوفر مستوى من الخصوصية، مما يجعل من الصعب أحيانًا تحديد هوية المتعاملين. لهذا، قد يقع المحققون في فخ الاعتماد على الافتراضات. على سبيل المثال، قد يعتقدون أن عنوان محفظة معين مرتبط بشخصية عامة أو كيان ما، دون وجود أدلة قوية تدعم هذا الزعم. للتغلب على هذه المشكلة، يجب على المحققين استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب لتعزيز دقة التحليل. يجب الاعتماد على معلومات مُستقاة من مصادر مختلفة وموثوقة، بالإضافة إلى استخدام تقنيات متقدمة لتحليل البيانات. كما يجب أن يتذكر المحققون دائماً أن الخصوصية هي أحد الأسس التي تقوم عليها تقنيات البلوكشين، وبالتالي، فإن الاعتماد على فرضيات غير مدعومة قد يؤدي إلى نتائج مضللة. الخطأ الثاني الذي قد يقع فيه المحققون هو تجاهل البيانات الكبيرة. تعد البيانات الموجودة على البلوكشين هائلة ومتنوعة، وغالبًا ما تحتوي على معلومات قيّمة يمكن استخدامها لكشف الأنماط والتوجهات. ومع ذلك، قد يواجه البعض صعوبة في تحليل هذه البيانات الكبيرة مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مبنية على معلومات غير كاملة أو غير دقيقة. يمكن لمحترفي تحليلات البلوكشين التغلب على هذه المشكلة عن طريق الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. تساعد هذه التقنيات في تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة وبدقة، مما يمكّن المحققين من استخلاص المعلومات المفيدة من كميات ضخمة من البيانات. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمحققين أن يكونوا مستعدين لمواكبة التطورات المستمرة في تكنولوجيا تحليل البيانات، والتي قد توفر لهم أدوات جديدة لتحليل البيانات بشكل أكثر كفاءة. أما الخطأ الثالث والأخير الذي سنتحدث عنه هو عدم التعاون بين الوكالات المختلفة. غالبًا ما تتطلب التحقيقات المتعلقة بالعملات المشفرة التنسيق والتعاون بين مختلف الوكالات الحكومية، بما في ذلك وكالات إنفاذ القانون، وهيئات تنظيم الأسواق، والهيئات القضائية. إلا أن غياب التنسيق قد يؤدي إلى تفويت الفرص أو إضاعة الوقت في التحقيقات. لتحقيق التعاون الفعّال، يجب أن تُتاح للجهات المختلفة منصات مشتركة لتبادل المعلومات والخبرات. كما يجب أن يتم تنظيم ورش عمل مشتركة وتدريب مشترك للبناء على المعرفة والخبرات المختلفة. التعاون ليس فقط يسرع من وتيرة التحقيقات، ولكن أيضًا يساعد على خلق شبكة قوية من الخبراء القادرين على مجابهة التحديات المتزايدة التي تطرحها تكنولوجيا البلوكشين. في الختام، على الرغم من أن تحليل البلوكشين يعتبر أمرًا معقدًا، إلا أن تجنب الأخطاء الشائعة يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من جودة وفعالية التحقيقات المتعلقة بالعملات المشفرة. يتوجب على المحققين صقل مهاراتهم، اعتماد أساليب جديدة، وتطوير شراكات فعّالة مع وكالات مختلفة من أجل تذليل العقبات التي تواجههم. وفي ظل التطور السريع لتكنولوجيا البلوكشين، يبقى التحليل الدقيق والمبني على أسس علمية ضرورة لا غنى عنها لضمان سلامة وأمان التعاملات المالية الرقمية.。
الخطوة التالية