في السنوات الأخيرة، أصبحت كوريا الشمالية (DPRK) واحدة من أكثر الدول إثارة للجدل في الساحة العالمية، ليس فقط بسبب برنامجها النووي ولكن أيضًا بسبب الأنشطة الاحتيالية التي تقوم بها لتعزيز هذا البرنامج. وفقًا لتقارير جديدة، يُزعم أن كوريا الشمالية قد سرقت حوالي 3 مليارات دولار من خلال عمليات اختراق إلكتروني معقدة، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي في مكافحة هذه الأنشطة الإجرامية. ### انتشار الأنشطة الإلكترونية الخبيثة مع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا، أصبحت الهجمات الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الدول والمنظمات حيث تسعى للحصول على الموارد اللازمة لتحقيق أهدافها. وكوريا الشمالية ليست استثناءً. وفقًا لتقرير نشرته مجموعة من خبراء الأمن السيبراني، تم استخدام مجموعة من القراصنة الفنيين أصحاب المهارات العالية لاختراق المؤسسات المالية والشركات الكبرى حول العالم. ### طرق الاختراق والأساليب المتبعة تستخدم كوريا الشمالية أساليب متعددة لاختراق الأنظمة المعلوماتية. من بين هذه الأساليب اختراق الأجهزة المالية من خلال استخدام البرمجيات الخبيثة، أو إدخال قراصنة مؤهلين إلى الأنظمة المصرفية. حيث تظهر التقارير أن هذه العمليات قد تتضمن هجمات تصيد لصنع معاملة مزيفة تسمح لهم بسرقة الأموال دون أن يُكتشفوا في البداية. أحد أشهر عمليات السرقة قد أعيد تسميتها بهجوم "سوني" الذي جرى في 2014، وقد مُنحت كوريا الشمالية اللوم بسبب ادعائها استهداف الشركة الأمريكية بسبب فيلم ذو مضمون ساخر عن النظام. ولكن الهجمات الأكثر خطورة كانت تلك التي استهدفت المصارف، مثل سرقة نحو 81 مليون دولار من البنك المركزي للبنك البنغالي في عام 2016، وهو شيء يؤكد على قدرة كوريا الشمالية على تنفيذ عمليات احتيالية معقدة بفعالية. ### تمويل البرنامج النووي يعتبر البرنامج النووي لكوريا الشمالية جزءًا كبيرًا من طموحات الحكومة، حيث يُنظر إليه على أنه وسيلة لحماية النظام ولتعزيز مكانته على الساحة الدولية. يُعتقد أن تمويل هذا البرنامج يحتاج إلى أموال طائلة، والكثير من التحليلات توضح أن المليارات التي تم سرقتها قد استخدمت بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم هذا البرنامج. في ظل العقوبات الدولية المفروضة على البلاد، أصبح التمويل الخارجي عبر سرقة المعلومات وتحويل الأموال ميزة رئيسية لأنشطة كوريا الشمالية الاستراتيجية. لذا، فإن الاحتيال عبر الإنترنت أصبح وسيلة لجمع الأموال الإضافية التي تحتاجها البلاد. ### حجم الخطر الأمني السيبراني العالمي النشاطات التي تشهدها كوريا الشمالية ليست مقصورة على تهديد فردي، إذ أن لها تأثيرات كبيرة على الأمن العالمي. إذ تشكل هذه الاختراقات تهديدًا متزايدًا للعديد من الدول ومنظمات الخدمات المالية، مما يجعل المجتمع الدولي أمام تحديات ضخمة في كيفية التعاون لمواجهة هذه التهديدات. تؤكد التقارير أن هذه الأنشطة مستمرة وتزداد تعقيدًا. التحذيرات مستمرة في صميم العمل لمجموعة من أجهزة الأمن السيبراني حول العالم، حيث يسعى المسؤولون للحماية وتأمين البنية التحتية المعرضة للخطر من مثل هذه الأنشطة. ### اتخاذ تدابير وقائية من أجل مكافحة هذه الأنشطة الخطرة، يجب على الدول آخذ الحيطة والحذر وتفعيل أنظمة الدفاع الأمثل. وهذا يعني تعزيز التعاون بين الدول المنخرطة في الأمن السيبراني، مع التركيز على تبادل المعلومات وأفضل الممارسات. بالإضافة إلى ذلك، يجب تحسين البنية التحتية الأساسية للأنظمة المالية لمواجه عصابات الاختراق. يمكن أيضًا توعية العامة حول المخاطر المرتبطة بالهجمات الإلكترونية، لتجنب أن يصبحوا ضحايا لهذه الأنشطة. ### الخلاصة إن استغلال كوريا الشمالية للأمان السيبراني لتمويل برنامجها النووي من خلال اختراقات إلكترونية تكشف عن التحديات المعقدة التي تواجه العالم في مواجهة هذه الأنشطة. بينما تعكف الدول على وضع الحلول لأمنها السيبراني، تبقى الحاجة ملحة للعمل جماعيًا وإيجاد طرق جديدة لمواجهة مثل هذه التهديدات المتزايدة. إن الاعتراف بخطورة هذا الوضع يتطلب أيضًا تفكيرًا عميقًا حول كيفية وقف تمويل مثل هذه الأنشطة المضرة، حيث يبقى استقرار المجتمع العالمي في خطر ما دام مثل هذه الأنشطة مستمرة.。
الخطوة التالية