مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تترقب صناعة التكنولوجيا المالية (Fintech) التغيرات المحتملة في السياسات التي قد تؤثر على نموها واستدامتها. تحت إدارة الرئيس ترامب السابقة، شهدت التكنولوجيا المالية تغييرات جذرية، ومع استمرار الصراع السياسي، يبقى السؤال المطروح: ماذا ينتظر هذا القطاع المهم في حالة فوز ترامب مرة أخرى؟ أولاً، يجب أن نتناول التأثيرات التي أحدثتها إدارة ترامب على السوق المالية بشكل عام. خلال فترة ولايته، كانت هناك تحولات عديدة في السياسات المالية والتنظيمية التي تؤثر بشكل مباشر على الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. وبفضل سياسات تقليل القيود، شهدت شركات التكنولوجيا المالية مزيدًا من الحرية في الابتكار وتقديم خدماتها. من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في المستقبل، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تعزيز الابتكار من خلال إزالة الحواجز التي تعيق نمو الشركات. سيساعد هذا على تعزيز المنافسة في السوق وزيادة فرص الوصول إلى التمويل للمشاريع الناشئة، مما يفتح آفاقاً جديدة لنمو القطاع. ثانياً، ستلعب السياسات المتعلقة بالضرائب دوراً مهماً في تشكيل مستقبل الفينتك. خلال فترة ترامب، كانت هناك تخفيضات ضريبية مستهدفة عززت من استثمار الشركات في الابتكار. إذا تمت إعادة هذه السياسات، قد يشجع ذلك الشركات على الاستثمار في تطوير التكنولوجيا والخدمات المالية. ومع ذلك، ينبغي أن ننظر إلى التحديات أيضًا. إذا فازت إدارة ترامب بشكل جديد، قد يزيد الضغط على تنظيم Blockchain وتقنيات التشفير. بينما تمثل هذه المجالات فرصة هائلة للابتكار، فإن عدم وجود إطار تنظيمي واضح قد يخلق حالة من عدم اليقين في السوق. كذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار تأثير السياسة الخارجية على التكنولوجيا المالية. إن الخلافات التجارية مع دول أخرى، مثل الصين، قد تؤثر سلبًا على الشركات التابعة للتكنولوجيا المالية التي تعتمد على سلاسل التوريد الدولية. سيكون من المهم أن تقدم الحكومة أي نوع من الدعم لهذه الشركات للحفاظ على استمرارها ونجاحها في ظل الظروف الصعبة. علاوة على ذلك، يجب ألا ننسى دور التكنولوجيا في تعزيز الشمول المالي. خلال فترة ترامب، اهتمت الحكومة بمعالجة قضايا عدم المساواة في الوصول إلى الخدمات المالية. يمكن أن يكون هناك تركيز متجدد على تحسين الوصول إلى الخدمات المالية للأفراد والشركات الصغيرة الذين يحتاجون إلى موارد مالية. قد تقدم التكنولوجيا المالية الحلول اللازمة لتلبية هذه الاحتياجات. من المهم أن نذكر أيضًا كيفية تأثير التكنولوجيا المالية على القطاع المصرفي التقليدي. شهد التنافس بين البنوك التقليدية وشركات الفينتك ازديادًا ملحوظًا، مما أدى إلى تحسين الخدمات المالية للعملاء. في حال فوز ترامب، من المحتمل أن نشهد مزيداً من الشراكات بين القطاعين لدعم الابتكار والمرونة. في الختام، يتطلع العديد من العاملين في صناعة التكنولوجيا المالية إلى مستقبل واعد تحت إدارة ترامب. رغم وجود تحديات، إلا أن الفينتك تمتلك القدرة على الاستمرار في النمو والازدهار. المفتاح هو التأقلم مع السياسات الجديدة والتكيّف مع التغييرات المحتملة. علاوة على ذلك، سيتطلب الأمر التعاون بين الشركات، والهيئات التنظيمية، والحكومة لتحقيق نمو مستدام. إذا كان هناك شيء واحد مؤكد، فهو أن صناعة التكنولوجيا المالية ستبقى على اتصال وثيق بالتطورات السياسية والاقتصادية، وستكون مؤثرًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل الخدمات المالية في الولايات المتحدة.。
الخطوة التالية