لماذا تُعتبر منصة فيزا لتوكنيزات الأصول للبنوك خطوة ثورية في عالم المال؟

أعلنت شركة فيزا عن إطلاق منصتها الجديدة "منصة تحويل الأصول المرمزة" (VTAP)، والتي تهدف إلى مساعدة المؤسسات المالية في إصدار رموز مدعومة بالعملات التقليدية على شبكة الإيثيريوم. يُعتبر هذا الإطلاق خطوة استراتيجية مهمة في عالم العملات الرقمية، حيث يعد التحويل الرقمي للأصول إعجازًا في تحديث الأنظمة المالية التقليدية. من خلال منصة VTAP، تُعطى البنوك البيئة المنظمة المناسبة لاستكشاف وتبني تكنولوجيا التشفير. ستمكن هذه المنصة البنوك من تطوير رموز مدعومة بالعملات التقليدية تعزز من العمليات الموجودة وتدعم تبادل الأصول الحقيقية، سواء كانت عقارات، سلعًا، أو أرواق مالية حكومية. هذا التطور يأتي في وقت تعزز فيه العديد من المؤسسات المالية الكبرى، مثل غولدمان ساكس، جهودها في مجال تحويل الأصول بعد ازدياد الطلب من العملاء. في حديثها مع Blockworks، أعربت كاثرين جو، رئيسة قسم العملات الرقمية والأصول المرمزة في فيزا، قائلة: "نعتقد أن هذا يخلق فرصة كبيرة للبنوك لإصدار رموز مدعومة بالعملات التقليدية على البلوكتشين، والقيام بذلك بطريقة منظمة، مما يمكّن عملاءهم من الوصول والمشاركة في هذه الأسواق المالية الرقمية." تُعتبر "بانكو بلباو فيزكايا أرجنتاريا" من أوائل المؤسسات التي ستعتمد هذه المنصة، حيث تجري تجاربها في بيئة تجريبية منذ العام الحالي، وستبدأ في تنفيذ مشروع تجريبي على شبكة الإيثيريوم في عام 2025. إن الاستخدامات المحتملة للرموز المدعومة بالعملات التقليدية واسعة النطاق، حيث يمكن للبنوك استخدامها لتيسير التحويلات المالية بين العملاء، بالإضافة إلى دعم عمليات التحويل بين البنوك، مما يعزز الأمان وسرعة المعاملات. تشير تقارير إلى أن هذه الرموز قد تُسهم في حل المشكلات التي تواجه الشركات متعددة الجنسيات عند نقل الأموال على مدار الساعة، حيث توفر التقنية الأساسية للبلوكتشين سرعة وكفاءة عاليتين في المعاملات، مما يجعلها خياراً جذاباً للبنوك الكبيرة. أما بالنسبة لفرص الاستخدام الأخرى، فقد ذكرت جو أن الرموز المدعومة بالعملات التقليدية قد تفتح الباب أمام إمكانية التعامل مع الأصول الحقيقية المرمزة. "يمكن للبنوك تمكين عملائها من استخدام هذه الرموز لشراء السلع أو الأوراق المالية الحكومية، مع ضمان التسوية الفورية عبر تكنولوجيا البلوكتشين." ومع ذلك، لا تخلو هذه الفرصة من التحديات. أحد أكبر المعوقات هو التنوع في منصات التحويل المتاحة. فعلى الرغم من أن المؤسسات المالية قد تختار منصات مختلفة حسب احتياجاتها وظروفها التنظيمية، إلا أن عدم وجود معايير موحدة سيشكل عائقاً أمام التبني الواسع. لذلك، تعمل فيزا على الدعوة إلى معايير عالمية في الخدمات المالية المبنية على تكنولوجيا البلوكتشين، مما يضمن قدرة المؤسسات على العمل عبر الشبكات المختلفة. لقد عُرفت فيزا بأنها رائدة في مجال الابتكار في عالم البلوكتشين. حيث شملت مشاركاتها الأخيرة في برامج عدة، مثل برنامج "e-HKD" الذي أطلقته السلطة النقدية في هونغ كونغ، والذي يركز على المدفوعات عبر الحدود واستثمار الأصول من خلال التشفير. هذا المشروع الجديد، الذي يحمل اسم e-HKD+، يهدف إلى توسيع نطاق تطبيقات العملات الرقمية، سواء للأفراد أو الشركات. ستقوم فيزا وشركة ANZ خلال فترة تجريبية مدتها 12 شهرًا باختبار حل جديد للتحويل في بيئة تجريبية، مما يمكّن الشركات الأسترالية من الاستثمار في صناديق موجودة في هونغ كونغ باستخدام الأموال الرقمية. صرّحت بولينا ليونغ، المديرة العامة لشركة فيزا في هونغ كونغ وماكاو، قائلة: "تمكين المدفوعات الآمنة عبر الحدود هو أمر مركزي لما نقوم به في فيزا. من خدمات التحويل والمدفوعات التجارية إلى التسويات التجارية، نحن نستفيد من تكنولوجيا البلوكتشين والتحويل لتعزيز بنيتنا التحتية المدفوعة بالابتكار." تعتبر منصة "تحويل الأصول المرمزة" من فيزا خطوة نحو مستقبل مالي أكثر ابتكارًا وشفافية. فالتوجه نحو استخدام الرموز المدعومة بالعملات التقليدية يُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا المالية أن تسهم في تحسين تجربة العملاء وتعزيز حركة الأموال بين المؤسسات. العالم المالي يشهد تحولاً جذريًا، ومع استكمال تطورات تكنولوجيا البلوكتشين، يُتوقع أن يصبح تحويل الأصول أداة شائعة في ترسانة البنوك. مع شركة فيزا في الطليعة، يبدو أن العالم المالي مقبل على حقبة جديدة تتيح فرصًا أكثر مرونة وسرعة في التعاملات المالية. إن تبني فيزا لهذه التكنولوجيا المتقدمة قد يمهد الطريق أمام بنوك أخرى للانضمام إلى الثورة الرقمية، مما يُساعد في بناء مستقبل مستدام وصلب لاقتصاد عالمي مُعتمد على تقنيات مبتكرة، تحاكي تطلعات العصر الرقمي والمجتمعات التي تسعى إلى تحقيق تكامل بين الأصول الرقمية والتقليدية. في النهاية، يجب على المؤسسات المالية التفكير جديًا في تبني هذه التقنيات، حيث أن التحول إلى استخدام رموز مدعومة بالعملات التقليدية قد يسهم بشكل كبير في تحسين العمليات وتعزيز الكفاءة. إن الفرص المفتوحة حول العالم لا حصر لها، ومع وجود قيادات مثل فيزا، يبدو أن الطريق ممهد لمستقبل أكثر إشراقًا في عالم المال والتكنولوجيا.。