تعتبر عملية شراء أو بيع منزل من أهم القرارات المالية التي يمكن أن يتخذها الفرد في حياته. ومع انتقال معظم هذه العمليات إلى الفضاء الرقمي، أصبحت هذه النشاطات عرضة لمجموعة واسعة من الاحتيالات التي تستهدف المشترين والبائعين على حد سواء. في هذا المقال، سوف نستعرض بعض هذه الاحتيالات وكيف يمكن حماية نفسك منها. تزايدت حالات الاحتيال في سوق العقارات بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ففي ظل تصاعد الأسعار وانتشار التكنولوجيا التي تسهل عمليات التحويل البنكي، استغل المحتالون هذا الوضع لخلق سيناريوهات معقدة تهدف إلى استدراج الضحايا. ذلك يشمل استخدام أساليب متنوعة تبدأ من المكالمات الهاتفية المزيفة إلى إنشاء قوائم عقارية وهمية. واحدة من أساليب الاحتيال الشائعة هي استخدام مكالمات هاتفية تخويفية. يعتقد المحتالون أنهم يمكنهم استغلال القلق والخوف لدى أصحاب المنازل. على سبيل المثال، قد يتصل شخص ما بمالك منزل ويخبره بأنه مهدد بفرض حجز على ممتلكاته بسبب قرض غير مدفوع. في كثير من الأحيان، يزود المحتال الضحية برقم قضية ورقم هاتف للاتصال به للحصول على مزيد من التفاصيل، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إثارة القلق لدى الشخص. ولكن، كما حصل مع امرأة من ولاية مينيسوتا، قد يكون الأمر مجرد احتيال. لحسن الحظ، فإن هذه المرأة كانت واعية بما فيه الكفاية واتصلت بالسجل العقاري في مقاطعتها، وعلمت أنه لا يوجد أي تسجيل يتعلق بممتلكاتها. هذا يدل على أهمية التحقق من المعلومات وعدم القبول بما يُقال دون أدلة دامغة. من ناحية أخرى، فإن المشترين الجدد يُعتبرون هدفًا آخر للمحتالين. فعندما يُنظر إلى حلم امتلاك منزل، قد يصبح الشعور بالتوتر من عملية الشراء عاملاً يجعله حيويًا. يقوم المحتالون بإنشاء قوائم عقارية وهمية، ويستغلون الطرق المخادعة لتحقيق ذلك. على سبيل المثال، قد يقوم أحد المحتالين بتصميم رسالة بريد إلكتروني تحتوي على تفاصيل مزيفة عن عقار ما بأسعار مغرية. وعندما يتصل الضحية للتعبير عن اهتمامه، يطلب منه المحتال أن يُرسل وديعة قبل رؤية العقار شخصيًا. حالة مؤسفة حدثت مع زوجين من نيو جيرسي، حيث فقدا حوالي 32,500 دولار نتيجة انتقالهم إلى المحتالين أثناء شراء منزل. استخدم المحتالون رسائل بريد إلكتروني مُزيفة تبدو كأنها من محامي الضحية أو وكيل العقارات. ولكن الاختلاف كان بسيطًا، حيث كان عنوان البريد الإلكتروني ينقصه حرف واحد فقط، مما جعل الضحية غير قادر على ملاحظة الاحتيال في الوقت المناسب. طرق الاحتيال لا تتوقف عند هذا الحد. بل تُعتبر عمليات التحويل البنكي عبر البريد الإلكتروني من الطرق الأكثر استخدامًا. يقوم المحتالون بإرسال إشعارات مزيفة تطلب تحويل الأموال لمقدم خدمة معين، مثل وكالة عقارية وهمية. وبمجرد أن يتم تحويل الأموال، يختفي المحتال دون أي أثر. هذا السلوك الاحتيالي ليس فقط مكلفًا، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على حياة الأشخاص بشكل كبير. لذا من المهم أن يتحلى الجميع بالوعي والمعرفة حول كيفية التصرف في حالة مواجهة موقف مشبوه. إحدى النصائح الأساسية هي التحقق من المعلومات التى ترد إليك، سواء كانت عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني. يجب التأكد من الأسماء، عناوين البريد الإلكتروني، وأرقام الهواتف. يُفضل الاتصال بالمؤسسات أو الأشخاص الموثوقين مباشرة باستخدام المعلومات المتاحة لجعل الأمور تبدو أكثر وضوحًا. كما يُنصح بأن يُحرص المشترون على استخدام وكلاء عقاريين مرخصين ومعروفين. هؤلاء الوكلاء لديهم المعرفة والخبرة اللازمة لمعرفة الخصائص والتقنيات الاحتيالية وتجنبها. يُعتبر استخدام محامي متخصص أيضًا خيارًا جيدًا للذين يشعرون بالقلق بشأن الإجراءات القانونية. إجراءات إضافية للدفاع عن نفسك تشمل الاشتراك في خدمات تنبيه الاحتيال العقاري، التي تقدمها بعض المقاطعات. توفر هذه الخدمات إشعارات فورية بأي تغيير يُسجل باسمك، مما يمنحك بعض الأمان من الاحتيالات المحتملة. أخيرًا، يجب أن يكون الوعي هو سلاحك ضد الاحتيالات. قم بمشاركة هذه المعلومات مع الأصدقاء والعائلة، وذكّرهم بأن يسألوا دائمًا ويتحققوا قبل اتخاذ أي إجراء مالي. الاحتيال في قطاع العقارات قد يُعتبر جريمة، لكنه يمكن أن يُحبط من خلال المعرفة والتواصل الفعال. في النهاية، ينبغي على كل فرد يرغب في بيع أو شراء منزل أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة وأن يتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه. السوق العقارية ليست مجرد فورة مالية، بل هي أيضًا نظام يحتاج إلى الحذر والوعي. اشترِ عقارك بعناية، وكن مدركًا لكل جوانب العملية، ولا تدع المحتالين يستغلون طموحاتك وأحلامك.。
الخطوة التالية