تعتبر جامعة والدورف ومسرح بريك ستريت مثالاً حياً للتعاون المثمر بين التعليم والفنون في مدينة فوريست سيتي. في الآونة الأخيرة، تم تسليط الضوء على هذه العلاقة الوثيقة من خلال إنتاج مسرحي جديد بعنوان "الخطوات الـ 39"، والذي يجمع بين مجموعة من المواهب الموهوبة والمتعددة الأوجه الذين لديهم روابط قوية بالجامعة. منذ إعادة إحياء مسرح بريك ستريت في عام 2015، تطورت الشراكة بين الجامعة والمسرح لتصبح أكثر عمقًا وثراءً. وفي هذا السياق، يُعتبر عرض "الخطوات الـ 39" تجسيدًا لهذه العلاقات الوثيقة، حيث يجتمع أعضاء الطاقم، بما في ذلك المخرج والطاقم الممثل، في عمل فني واحد. يخرج هذا العرض من رحم الإبداع الجامعي والمجتمعي، مما يعكس جوهر الثقافة المسرحية في فوريست سيتي. أحد الوجوه البارزة في هذا العرض هو المخرج "كايل إينيس"، الذي تخرج من جامعة والدورف في عام 2022 بعد أن حصل على درجة في الأداء المسرحي والتصميم والإدارة. يعكس كايل من خلال قيادته للعرض جهوده المستمرة في تطوير مهاراته الفنية والإبداعية، ويرى في هذا العمل فرصة لتعزيز الفنون المسرحية في المجتمع. تشمل كوكبة الممثلين في "الخطوات الـ 39" مجموعة من الفنانين الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من العملية الإبداعية في جامعة والدورف. من بينهم، نجد "نوح فريدريكس" الذي يلعب دور "المهرج 1"، و"نوح هوفمان" الذي يجسد شخصية "ريتشارد هاني"، و"ليز تايلور" التي تؤدي العديد من الأدوار المختلفة. إلى جانبهم، تشارك "جولي كيلي" بدور "المهرج 2"، وهي تعمل كمديرة للشؤون المالية في جامعة والدورف. علاوة على ذلك، يقوم "دان ماي"، مدير مركز بومان للفنون الجميلة في الجامعة، بتأدية دور المذيع الإذاعي في العرض، مما يعكس الروابط المتعددة التي تربط بين الجامعة والمسرح. يمكن القول إن كل فرد يعمل في هذا المشروع يحمل معه جزءًا من الفلسفة التعليمية والثقافية التي تروج لها جامعة والدورف. تُعتبر الشراكة بين جامعة والدورف ومسرح بريك ستريت تجسيدًا للروح المجتمعية وإيمانهما بأهمية الفنون في تعزيز الهوية الثقافية للمدينة. "كيلي" تؤكد على هذه الفكرة حيث تشير إلى أن الشراكة تدعم الفنون المحلية وتتيح للموظفين والخرجين الفرصة للمشاركة في المشاريع الفنية وتقديم مساهماتهم، سواء في الأدوار المسرحية أو في إدارة الإنتاج. هذا التعاون ليس مجرد عرض مسرحي، بل هو دليل على كيف يمكن للثقافة والمجتمع أن يتعاونوا من أجل خلق تجارب غنية ومؤثرة تقوي الروابط الاجتماعية والفنية. ولعل ما يميز هذا العرض هو أن الأعضاء المشاركين فيه يتشاركون دروبهم التعليمية؛ مما يخلق بيئة فريدة من نوعها تجمع بين المعرفة الأكاديمية والتجربة الإبداعية. المسرح المحلي، بما فيها إنتاج "الخطوات الـ 39"، له تأثير كبير على تعزيز الفنون المسرحية في المجتمع. فمع وجود مراكز مثل مركز بومان للفنون كمنصة للإبداع، يعلو الصوت الفني ويعبر عن نفسه بطرق متعددة. هذا المكان لا يجمع فقط الفنون الأكاديمية، بل يساعد أيضًا في تعليم الجمهور وتثقيفهم حول الفنون المسرحية والمشاركة الفعالة فيها. تسلط "ليز تايلور" الضوء على أهمية هذه الشراكة قائلة: "لقد تلقيت تحديات كثيرة خلال دراستي في قسم المسرح بجامعة والدورف، وكان لذلك تأثير كبير على مسيرتي الفنية". تعتبر تايلور، التي عملت كمدرس مساعد في قسم المسرح بالجامعة، أن الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى الحياة المسرحية يمثل إنجازًا يمكن لأي شخص يسعى لتحقيق حلمه في الفنون أداءه بنجاح. أما "بارب رويتير"، وهي أحد المشاركين الجدد في بريك ستريت، فتشير إلى أهمية الجهود التي بذلها زوجها الراحل، "بارني رويتير"، عندما كان عمدة مدينة فوريست سيتي في دعم الفنون والمسرح. تعكس تجربتها الشخصية كيف أن الثقافة والفنون يمكن أن تعزز من روح المجتمع وتجمع بين الأفراد. من المقرر عرض "الخطوات الـ 39" في الفترة من 27 إلى 29 سبتمبر، ومن 4 إلى 6 أكتوبر، في موقع مسرح بريك ستريت على الطريق السريع 69 جنوب فوريست سيتي. سيكون الأداء في الساعة 7 مساءً أيام الجمعة والسبت، وفي الساعة 2 مساءً يوم الأحد. تُعتبر تذاكر هذا العرض فرصة رائعة للاستمتاع بأمسية مسرحية فريدة تجمع بين المواهب المحلية والقيم الفنية العالية. إن التعاون بين جامعة والدورف ومسرح بريك ستريت يبرز الدور الحيوي للفنون في المجتمع، ويظهر كيف يمكن أن يؤدي العمل الجماعي إلى إنشاء تجارب فنية مدهشة. فكلما تمكنا من دعم الفنون المحلية وتقدير المواهب المحلية، كلما استطعنا تعزيز المجتمع وتطويره بشكل أفضل. في الختام، يمثل عرض "الخطوات الـ 39" احتفالية حقيقية بقدرات الفن والمسرح، كما يُعد بمثابة تذكير للجميع بأهمية الثقافة والفنون في تعزيز الروابط الاجتماعية وتنمية المجتمعات. نتطلع بشغف لرؤية الأداء المثير الذي يعد به هذا العرض، ونشجع الجميع على الحضور ومساندته.。
الخطوة التالية