شهدت عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، زيادة ملحوظة في سعرها في الفترة الأخيرة، والتي يمكن اعتبارها واحدة من أكبر المكاسب في الربع الثالث من عام 2024. بدأت هذه الزيادة المثيرة للاهتمام في 18 سبتمبر، بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساسية، مما أحدث تأثيرا إيجابيا في أسواق العملات الرقمية وأسهم في انتعاش الإيثريوم. على الرغم من الأوقات الصعبة التي شهدتها العملات الرقمية في الأسابيع الماضية، فقد استطاعت الإيثريوم أن تعود من جديد إلى ساحة المنافسة. ومع تبادل الإيثريوم في الوقت الحالي بسعر تجاوز 2,600 دولار، بدأ المستثمرون في إعادة تقييم استراتيجياتهم. وقد أظهرت البيانات أن الإيثريوم عادت لتشهد أربعة أيام متتالية من الارتفاعات، وهو ما لم يحدث منذ شهرين. هذا يشير إلى انتعاشة كبيرة في شهية المستثمرين لاستثمار المزيد في الأصول الرقمية. وعندما خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، بدأ المستثمرون في العودة إلى الأسواق السريعة النمو مثل العملات الرقمية. وكان لهذا القرار أثر كبير على المستثمرين الذين بدأوا يرون في الإيثريوم فرصة لاستثمار أخير. إذ مع هبوط سعر الفائدة، أصبح بالإمكان الحصول على عوائد أعلى من الأصول الرقمية مقارنة بالعوائد المنخفضة التي يقدمها السوق التقليدي، مما دفع المزيد من الأموال إلى الدخول إلى سوق العملات الرقمية. إحدى الإشارات الهامة لنمو السوق هي الزيادة الهائلة في "الفتح المفتوح" لعقود الإيثريوم. فقد سجلت بيانات الأسبوع الماضي زيادة قدرها أكثر من مليار دولار في الفتح المفتوح، مما يدل على أن المتداولين يعودون إلى العملات المشفرة، ويستعدون للاستفادة من الزيادة المحتملة في الأسعار. كما أن النشاط في سوق المشتقات شهد طفرة مع ارتفاع معدلات التمويل، مما يشير إلى توقعات إيجابية لدى المتداولين. إضافة إلى ذلك، تم تسجيل ارتفاع كبير في "القيمة الإجمالية المقفلة" على شبكة الإيثريوم، والتي تعكس النشاط في مجال التمويل اللامركزي (DeFi). بعد أن تراجعت هذه القيمة في الربع الثالث من العام، سجلت حالة من التعافي السريع حيث أظهر المستثمرون اهتمامهم المتجدد بالشبكة. فقد ارتفعت القيمة الإجمالية المقفلة بمقدار تقريباً 4 مليارات دولار، مما يسهم في تقوية موقف الإيثريوم في السوق. علاوة على ذلك، ساهمت التدفقات النقدية في صناديق الإيثريوم المتداولة في تعزيز هذه الزيادة في السعر. حيث تم تسجيل تدفقات بقيمة 8.1 مليون دولار إلى صناديق الإيثريوم خلال الفترة بين 19 و20 سبتمبر، وهذا يشير إلى أن المستثمرين يثقون في مستقبل الإيثريوم ويعتبرونها استثمارًا مربحًا. ولقد أشار العديد من المحللين الفنيين إلى أن الإيثريوم قد تكون في وضع جيد لتحقيق مزيد من المكاسب. إذا استطاعت العملة تجاوز مستوى 2,750 دولارًا، فإن الاحتمال كبير لارتفاع أكبر. ويعتبر كسر الاتجاه النزولي من علامات التحول الإيجابي، بالإضافة إلى تجاوز المتوسط المتحرك الأسي لـ 200 يوم، مما يدل على أن الاتجاه الإيجابي في طريقه. في النهاية، على الرغم من التقلبات والهزات التي قد يتعرض لها سوق العملات المشفرة، إلا أن الإيثريوم أثبتت أنها قادرة على الانتعاش والعودة بقوة. وتظهر الأحداث الأخيرة أن السوق لا يزال يحتفظ بشهية للمخاطرة، ومثل هذه الحركة السعرية قد تفتح الأبواب أمام ارتفاعات مستقبلية. هذا السيناريو يعكس حالة جديدة من الثقة بين المستثمرين والتي قد تستمر في الفترة القادمة، مما يجعل الإيثريوم واحدة من العملات المشفرة التي يجب متابعتها عن كثب. بالنظر إلى التقنيات المميزة والابتكارات التي تقدمها الإيثريوم، فإن فترة الانتعاش الحالية قد تكون مؤشراً على عودتها بقوة إلى القمة في عالم العملات المشفرة.。
الخطوة التالية