في صباح يوم الخميس، 26 سبتمبر 2024، أظهرت الأسواق المالية العالمية مجموعة من التحركات المتباينة، حيث كانت الأسواق الأسترالية في وضع إيجابي، بينما شهدت المؤشرات الأمريكية تراجعًا طفيفًا بعد تسجيلها مستويات قياسية خلال الأيام القليلة الماضية. ومن الملاحظ أن الأسواق الصينية فقدت بعض الزخم الذي كانت تتمتع به في الفترات السابقة، مما أدى إلى تساؤلات حول فعالية الحوافز الاقتصادية التي أُعلنت مؤخرًا. فيما يتعلق بمؤشر ASX 200، أظهرت العقود الآجلة احتمالات لارتفاع المؤشر بمقدار 17 نقطة، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 0.20%، مما يشير إلى بداية إيجابية للجلسة. بينما أغلقت المؤشرات الأخرى مثل "All Ordinaries" و"Small Ordinaries" أيضًا على ارتفاع، مما يُظهر حالة من التفاؤل بين المستثمرين في أستراليا. على النقيض، أنهى مؤشر S&P 500 الأمريكي اليوم بتراجع طفيف بنسبة 0.19%، بعد أن بلغ مستوى قياسيًا جديدًا في جلسة سابقة. وكان مؤشر داو جونز أكثر تراجعًا، مسجلاً انخفاضًا يصل إلى 0.70%، مما يعكس المخاوف المستمرة بشأن بعض العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. وعليه، فقد بقيت بعض القطاعات مثل الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا في وضع جيد، حيث عززت شركات مثل "نفيديا" أسهمها بعد تسجيل مكاسب ملحوظة. عند النظر إلى الوضع في الصين، فإن الأسواق هناك بدأت تفقد الزخم الذي تحقق بعد إعلان الحكومة عن حفزات اقتصادية جديدة. فقد ارتفع مؤشر الأسهم الصينية بنسبة 1.16%، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لتعزيز الثقة في النظام الاقتصادي الصيني. يتزايد القلق بين المستثمرين بشأن مدى فعالية الحوافز الاقتصادية المعلنة في تحفيز النمو، وسط تخوفات من تراجع الطلب المحلي والعالمي. كما أن مراقبة الأسواق العالمية لتطورات السياسات الصينية ازدادت، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الإجراءات لدعم النمو الاقتصادي. ومن العوامل الأخرى المؤثرة على الأسواق العالمية، تراجعت أسعار النفط بنسبة 2.61%، نتيجةً لتوقعات بزيادة الإمدادات من ليبيا في المستقبل القريب. في ظل هذه الظروف، يبدو أن المستثمرين حذرين من أي تغيرات قد تؤثر على مكاسبهم. كما ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.29%، ليصل سعره إلى 2,684.7 دولارات للأوقية. يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات التقلبات الاقتصادية. تواصل البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم التأكيد على استراتيجياتها، حيث أشار بنك السويد إلى إمكانية تخفيض أسعار الفائدة، بينما ترى بعض البنوك الأوروبية أن هناك حاجة لمزيد من الاستقرار النقدي. في هذه الأثناء، يراقب المستثمرون التطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث يترقب الجميع تفاصيل جديدة حول بيانات النمو وحركة أسعار السلع الأساسية. على الصعيد المحلي، هناك بعض التحركات البارزة داخل السوق الأسترالي. أعلنت شركة "ويشينغ ه سولت باتنسون" عن تحقيقها لنمو ملحوظ في توزيعات الأرباح، حيث أثبتت قدرتها على الاستمرارية البعيدة على مدار 24 عامًا في توزيع الأرباح. بينما ألغت "هانوا" المفاوضات المتعلقة بعرض الاستحواذ على "أستال"، مُشيرةً إلى صعوبة إجراء الفحص المطلوب قبل تقديم عرض ملزم. في مجال الموارد، لا يزال المستثمرون في انتظار الأحداث التي قد تؤثر على أداء شركات الحديد والنحاس، حيث تسيطر الشكوك حول تأثير حزمة الحوافز الصينية على الطلب على المواد الأساسية. بينما تبدأ العملات مثل الدولار الأسترالي في إظهار بعض الضغط، خاصةً بعد تراجعها بنسبة 1% مقابل الدولار الأمريكي، مما يدعو إلى مراقبة مستمرة للاتجاهات الدولية والناتجة عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. السوق الأسترالي يعكس توقّعات واسعة بالمزيد من المكاسب، خصوصًا في قطاعات الموارد والطاقة. يشير المزاج العام إلى أن الاهتمام بالمعدن النقي لا يزال قويًا، في ظل تجاوز أسعار الحديد مستوى 92 دولارًا للطن، وسط تكهنات بأن بعض الأسهم قد تشهد ارتفاعات مستمرة. في الختام، يبدو أن الأسواق المالية تتفاعل مع مجموعة من المؤشرات الاقتصادية والسياسية، مما يؤدي إلى تقلبات في الاتجاهات. تستمر التحليلات في التركيز على تفهم العوامل التي تقود أسواق الأسهم، وكذلك التأثيرات العالمية التي قد تقوض المكاسب المتوقعة. في ظل ذلك، يبقى المستثمرون في حالة ترقب لتطورات جديدة قد تضمن استمرار الحماس في الأسواق الأسترالية والعالمية على حدٍ سواء.。
الخطوة التالية