تعتبر التكنولوجيا الحديثة ومن بينها تقنية البلوكتشين من أبرز العوامل التي تؤثر على الاقتصاد العالمي في عصرنا الحالي. في تصريح جديد، أكدت كمالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية ونائبة الرئيس الحالي، أن الولايات المتحدة يجب أن تصبح "مهيمنة" في مجال البلوكتشين، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا تشكل جزءاً أساسياً من رؤيتها الاقتصادية. خلال خطاب لها أمام "نادي الاقتصاد في بيتسبيرغ"، قالت هاريس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى "إعادة الالتزام" بالقيادة العالمية في المجالات التي ستحدد القرن المقبل، مؤكدة على أهمية البلوكتشين والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والتقنيات الناشئة الأخرى. جاء ذلك في وقت كانت فيه هاريس صامتة تجاه موضوع العملات الرقمية خلال حملتها الانتخابية حتى وقت قريب. ركزت هاريس على أن التحول التكنولوجي في البلاد يجب أن يكون مدعومًا بقوانين وتنظيمات واضحة تحمي المستثمرين والمستهلكين في الوقت نفسه. وهذا ما يعكس تفهمها لأهمية إرساء بيئة أعمال آمنة تشجع على الابتكار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية. وأشارت كذلك إلى أن هذا النهج يُعتبر جزءًا من رؤيتها لما أسمته "اقتصاد الفرص". هذه التصريحات تأتي في إطار تنافس انتخابي حامي الوطيس، حيث يتنافس كل من هاريس ودونالد ترامب، الرئيس السابق، على جذب الناخبين الذين يهتمون في هذا المجال. يُظهر وضع سوق العملات الرقمية، حيث ارتفعت قيمتها وتعددت الأصول الرقمية، الحاجة الماسة لتبني نهج متماسك من قبل الحكومة. من المتوقع أن تؤدي سياسات هاريس، إذا ما تم انتخابها، إلى تحسين بيئة الأعمال بالنسبة للتكنولوجيا الحديثة. وبحسب تحليلات شركة "VanEck" المالية، فإن الانتخابات المقبلة قد تكون بمثابة فرصة لتقديم المزيد من الدعم لأسواق العملات الرقمية، ولكنها ستكون أيضًا محفوفة بالتحديات. حيث أعرب محللون عن توقعاتهم بأن كلا من هاريس وترامب يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي على البيتكوين على وجه الخصوص، إلا أن كل منهما سيقدم تداعيات مختلفة على أسواق الأصول الرقمية بشكل عام. هناك شعور متزايد بين المستثمرين بأن إدارة هاريس قد تُسرّع من التبني الهيكلي للعملات الرقمية بسبب سياساتها المرتبطة بالابتكار. وتدرك هاريس أن المناخ الاقتصادي والسياسي العام لن يتساهل مع عدم وجود تنظيم واضح، لذلك قد يكون من مصلحتها العمل على تحقيق توازن بين حماية المستهلكين وتشجيع الابتكار. كما أدلت هاريس بتصريحات حول أهمية الأصول الرقمية في خطابها لمؤسسة "اقتصاد الفرص"، حيث ربطت بين التجارة الرقمية والازدهار الاقتصادي. ودعت إلى تحسين البيئة التنظيمية المحيطة بالعملات الرقمية لجذب المزيد من الاستثمارات ولتوفير مزيد من الفرص للشركات الناشئة. التحدي الأبرز الذي تواجهه هاريس في هذا المجال هو الضرورة الملحة لتقديم قوانين واضحة. فهناك قلق دائم في أوساط المستثمرين بسبب عدم الاستقرار التنظيمي في السوق. وقد أظهرت الزيادة المستمرة في عدد الأصول الرقمية والشركات التي تعتمد على البلوكتشين ضرورة وجود إطار عمل يحمي المستثمرين ويعزز من استقرار السوق. من ناحية أخرى، تعكس تصريحات هاريس تحولًا في الاعتراف الرسمي بأهمية العملات الرقمية، خاصة بعد أن كانت هذه الصناعة تواجه انتقادات كبيرة من قبل بعض المسؤولين الحكوميين. تعمل هاريس على محاربة التوجهات السلبية تجاه العملات الرقمية من خلال توضيح فوائد هذه التقنية وتأثيرها الإيجابي المحتمل على الاقتصاد الأمريكي. ففي حين كان التركيز في السابق على المخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية، تركز هاريس الآن على كيفية استغلال هذه الفرصة لتعزيز الاقتصاد الوطني. إذ تبرز أهمية العمل في هذا الصدد، مع وعودها بجعل الولايات المتحدة رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي. سيكون من المهم مراقبة مدى استجابة الأسواق وأسئلة المستثمرين عقب هذه التصريحات. العديد من الخبراء يرون أن دعوة هاريس إلى مزيد من الإبداع قد تجذب استثمارات جديدة وتؤدي إلى ابتكارات في المجال المالي، مما يعيد تشكيل مستقبل العملات الرقمية في البلاد. في النهاية، تبشر رؤية هاريس لعالم التكنولوجيا الراقية بتغييرات جذرية في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الاقتصاد الرقمي. إذا ما تمكنت من الحصول على دعم الناخبين، قد تُحدث رئاستها نقلة نوعية في مجال العملات الرقمية والابتكار التكنولوجي بشكل عام. ومع اقتراب الانتخابات، ينظر المهتمون بمجال العملات الرقمية إلى كمالا هاريس كأحد الرعاة المحتملين القادرين على دفع هذا القطاع نحو الأمام. تمثل هذه التحولات الظاهرة في الخطاب العام حول العملات الرقمية مستقبلًا واعدًا لتكنولوجيا البلوكتشين، مما يعكس التغير الوشيك في طرق إقامة الأعمال وتبادل القيمة في الاقتصاد العالمي.。
الخطوة التالية