في خطوةٍ استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني في عصر الحوسبة الكمومية، أعلنت شركة SEALSQ، المعروفة بتطوير حلول التكنولوجيا المتقدمة، عن نيتها تحسين بنيتها التحتية التقليدية للبنية التحتية العامة للمفاتيح (PKI) من خلال دمج تقنيات التشفير بعد الكم (PQC) والرقائق الكمومية المقاومة. تأتي هذه الخطوة في سياق زيادة التهديدات السيبرانية واحتياج الأسواق إلى حلول موثوقة قادرة على مواجهة التحديات المقبلة. على مدى أكثر من عشرين عاماً، شكلت المعايير التقليدية للتشفير، مثل RSA وECC (التشفير باستخدام منحنيات إهليلجية)، قاعدة أساسية لأمن الإنترنت، حيث حمت مليارات التفاعلات والمعاملات عبر الشبكة. ومع تقدم تكنولوجيا الحوسبة الكمومية، تواجه هذه المعايير ضعفاً كبيراً، مما يسمح للحواسيب الكمومية القوية المزودة بالقدرة على كسر أنظمة التشفير التقليدية في أي لحظة. هذا السيناريو دفع SEALSQ للتفكير بعيداً، حيث أقرت بأن مستقبل أمن البيانات يعتمد على القدرة على التكيف مع هذه التغيرات. تخطط SEALSQ لتبني خوارزميات جديدة للتشفير بعد الكم مثل Crystals-Kyber وCrystals-Dilithium وSphincs+ وFalcon، والتي تم تطويرها خصيصاً لتكون قادرة على مواجهة الإمكانيات الحاسوبية للحواسيب الكمومية. أهم ما يميز هذه الخوارزميات هو أنها تعمل أيضاً بكفاءة على الأجهزة التقليدية، مما يسهل عملية الانتقال وإدماجها في الأنظمة الحالية دون الحاجة لتغيير شامل في البنية التحتية. لعبت المنظمة الوطنية لمعايير التكنولوجيا، NIST، دوراً محورياً في هذه العملية، حيث أعلنت في عام 2022 عن توحيد المعايير الجديدة للتشفير بعد الكم. تُعكس خطوة SEALSQ في اعتماد هذه المعايير الجدية التي تأخذ بها الشركات في مواجهة التهديدات المتزايدة. بالإضافة إلى التشفير، تخطط SEALSQ لدمج رقائق كمومية مقاومة ضمن حلولها، مما يعزز من قدرة الأجهزة المتصلة والأنظمة للعمل بكفاءة في عصر ما بعد الكم. تم تصميم هذه الرقائق بمعمارية مقاومة للكم، مما يوفر أداءً محسنًا وكفاءة في استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى أمان عالي مع التقدم التكنولوجي المستمر. كدليل على هيمنتها في السوق، احتفظت SEALSQ ضمن مجموعة WISeKey بحزمة جذر الثقة الخاصة بها منذ عام 1999، حيث تمتلك بنية تحتية قوية ساهمت حتى الآن في تقديم أكثر من 6 مليارات تحميل آمن. من خلال الانتقال إلى تشفير ما بعد الكم ورقائق الكم، تواصل SEALSQ تعزيز خدمات PKI الخاصة بها، مما يضمن قدرتها على مواجهة التهديدات الممكنة من الحوسبة الكمومية التي قد تظهر في المستقبل. توفر SEALSQ الآن منصة QS7001، ميكروتحكم حديث مصمم لتوفير أمان مقاوم للكم لأجهزة إنترنت الأشياء (IoT). وخلصت الأدلة إلى أن المنصة تضم خوارزميات تشفير متطورة مثل Kyber وDilithium، مما يضمن الحماية ضد الهجمات المستقبلية. تتمتع SEALSQ برؤية واضحة لمستقبل الأمن الرقمي، حيث أكدت التزامها بالابتكار والأمان الذي يتجاوز معايير الصناعة القياسية. بفضل منصة QS7001، تقدم الشركة حلاً متكاملاً يمكن استخدامه في مجالات متنوعة بدءًا من الطاقة الذكية، وأجهزة المنزل الذكية، وصولاً إلى الرعاية الصحية والشبكات المعلوماتية. في عالم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، يعتبر الأمان الجيد عاملاً لا غنى عنه. تواجه التطبيقات المتصلة في مجالات مثل المدن الذكية والرعاية الصحية تحديات أمنية خطيرة، ويعتبر التشفير الذي توفره منصة QS7001 حلاً شاملاً لتلك التحديات. على سبيل المثال، يمكن للقطاع الصحي الاستفادة من هذه التقنية لتأمين سجلات المرضى والاتصالات بين الأجهزة الطبية، مما يعزز من خصوصية البيانات. كما تصلح منصة QS7001 أيضاً في مجال السيارات، حيث تؤمن الاتصال بين السيارات والبنية التحتية المحيطة بها، مما يجعل هذه التقنية حيوية للسيارات المستقلة والموصولة. يساعد التكامل السلس بين أنظمة المراقبة والأمان على تحسين تجربة القيادة وجودتها، بالإضافة إلى حسن إدارة المعلومات الحساسة. تبني SEALSQ مستقبلًا مشرقًا للأمن السيبراني. إن الانتقال إلى تقنيات التشفير بعد الكم ورقائق مقاومة للكم يعد خطوة استراتيجية تضمن استمرار النجاح والنمو في سوق سريع التغير. سيكون لهذا التحول تأثير كبير على كيفية حماية المعلومات الرقيقة والحساسة والشخصية على مدى السنوات القادمة. في الختام، تعد SEALSQ إحدى الشركات الرائدة في مجال الأمن السيبراني، والتي تضع نصب عينيها تحديات المستقبل، من خلال تطوير حلول شاملة ومستدامة تحافظ على أمان بيانات العملاء وتساعد الشركات على التكيف مع الابتكارات التكنولوجية. إن التوجه نحو استخدام تكنولوجيا التشفير الحديثة ورقائق الكمبيوتر المقاومة بعد الكم يشكل علامة فارقة في المساعي العالمية نحو أمان أكثر تطورًا وابتكارًا.。
الخطوة التالية