في عالم التكنولوجيا المالية، يُعتبر النمو والاستمرارية من أكبر التحديات التي تواجه الشركات الناشئة. ومن بين هذه الشركات، تتواجد "Plaid"، التي تُعتبر بمثابة "السلك الكهربائي" الذي يشغل العديد من خدمات الدفع والتطبيقات المالية. وقد مرّت "Plaid" بمراحل متعددة، حيث كانت على حافة الانطلاق القوي، لكنها شهدت تراجعًا في النمو مؤخرًا. ولكن هناك آمال جديدة تلوح في الأفق مع رؤية زاك بيرت، الرئيس التنفيذي السابق للشركة، الذي لديه خطة جريئة لإعادة إحياء النمو. خلال مؤتمرها السنوي للعملاء في يونيو الماضي، أظهر بيرت حماسه تجاه المستقبل. بإطلالته التي تميزت بأسلوب شخصي فريد، حرص على نثر جو من التفاؤل والإلهام حول مستقبل "Plaid". فقد حققت الشركة في عام 2021 تقييمًا قدّر بـ 13.4 مليار دولار، ولكنها شهدت تباطؤًا ملحوظًا في نمو الإيرادات، مما جعل بيرت وفق تصريحه، مدركًا تمامًا للتحديات التي تواجهها الشركة. أعلن بيرت عن خططه لتحويل الشركة من مجرد موفر للبيانات المالية إلى جهة تقدم مجموعة من المنتجات المالية الجديدة. ويعتمد ذلك على ثلاثة خطوط جديدة من الأعمال، وهي تحليل مخاطر الائتمان، ومنع الاحتيال، ودفع الأموال مباشرة من الحسابات البنكية. يجمع بين هذه الخدمات عنصر مشترك، وهو الشبكة الواسعة من الاتصالات التي تملكها "Plaid"، مما قد يمنحها ميزة تنافسيّة كبيرة. لكن هذه الخطط تأتي مع تحديات كبيرة. اعترف بيرت بأن إطلاق ثلاث خدمات جديدة في وقت واحد يعد طموحًا عظيمًا، ولكنه أبدى ثقة في قدرة الشركة على تجاوز هذه التحديات. يذكر أن إيرادات "Plaid" نمت بمعدل 12% فقط في عام 2023، في انخفاض ملحوظ عن النمو السابق البالغ 23% في العام الذي قبله. ومع ذلك، يؤكد بيرت أن "Plaid" على المسار الصحيح لتحقيق نمو جديد، حيث تستعد الشركة لتحقيق 20% من النمو في الإيرادات في العام 2024. أحد المشاريع الرئيسية التي يركز عليها بيرت هو تقديم خدمات تحليل الائتمان القائم على تدفقات الأموال. وهذا يعني أن "Plaid" ستحاول تحليل بيانات حسابات العملاء وتاريخ معاملاتهم لفهم قدرتهم على الاقتراض بشكل أفضل. هذه الخدمة قد تساعد المقرضين على تقديم قروض للعملاء الذين لا يملكون تاريخ ائتماني قوي، مما يشكل قيمة مضافة كبيرة. مع ذلك، ذهب بيرت إلى الاعتراف بأن "Plaid" تدخل هذا السوق في مرحلة متأخرة بعض الشيء، حيث أن المنافسين مثل "Finicity" و"Yodlee" قد أطلقوا بالفعل خدمات مشابهة. هذا التحدي ليس بجديد على "Plaid"، لكن بيرت يأمل أن تتمكن الشركة من تحقيق شراكات مثمرة مع قادة الصناعة. في سياق متصل، تتمتع حلول منع الاحتيال باهتمام متزايد في السوق. حيث تكشف التقارير عن خسائر هائلة بسبب الاحتيال المالي، مع تزايد عدد الهجمات التي تستهدف التحويلات البنكية. وقد أطلقت "Plaid" في عام 2021 خدمة جديدة تسمى "Signal"، والتي تهدف إلى تحليل المخاطر المترتبة على التحويلات المالية. وزودت هذه الخدمة العديد من الشركات، مثل "Robinhood"، بتقنيات تمنع الاحتيال وتحمي المستخدمين. من جانب آخر، لا يمكن تجاهل أهمية خدمة "التحويل المباشر من الحساب المصرفي"، التي تعتمد على تغيير سلوك المستهلكين في الدفع. ويُظهر السوق ضرورة التكيف مع هذا النوع من الدفع، وخاصةً مع تكاليف المعاملات المرتفعة على التجار باستخدام بطاقات الائتمان. تحظى هذه الخدمة، التي أُصدرت في عام 2021، بإقبال متزايد وتعمل بالفعل مع بعض الشركات الكبرى. بشكل عام، يبدو أن بيرت يسعى لبناء علاقة جديدة مع المصارف التجارية، حيث يعترف بأن "Plaid" لم يكن يملك الثقة الكافية في الماضي. وقد أقر بيرت بأنه لربما كان ينبغي عليه بناء علاقات أقوى مع المصارف من البداية، وهو يؤمن بأن تلك العلاقات الآن يمكن أن تؤدي إلى شراكات مستدامة. ومع كل ما سبق، لا تزال "Plaid" تواجه تحديات خطيرة. تضغط المنافسة في القطاع بشكل متزايد، مما يعني أن الشركة تحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن استثماراتها وخططها المستقبلية. كما يتوجب عليها أيضًا التعامل مع ضغوط الأسعار في عملها التقليدي، مما يعرّض الربحية للخطر. النقطة الأكثر أهمية في رؤية بيرت هي كيف سيقيم المستثمرون مستقبل "Plaid" وما إذا كانت قادرة على تحقيق الاكتتاب العام في السنوات القادمة. بينما لا يزال السوق يتعافى من الأزمات السابقة، يتعين على "Plaid" إثبات أنها تستحق هذا المستقبل. إذا نجح بيرت في تنفيذ خطته الطموحة، فقد لا تعود "Plaid" لتتألق فقط، بل يمكن أن تُعيد تعريف دورها في عالم التكنولوجيا المالية. في النهاية، يعتمد النجاح على قدرة الشركة على الابتكار وبناء علاقات قوية مع المصرفيين وواضعي السياسات. لننتظر ونرَ ما سيحدث في الأشهر والسنوات القادمة، حيث يُشدد بيرت على أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للاكتتاب، ولكن في الوقت المناسب، قد يكون للمستقبل مرة أخرى وجه جديد تحت اسم "Plaid".。
الخطوة التالية