برغم أنني أكتب بشكل متكرر عن كيفية زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف، إلا أنني غالبًا ما أشعر بعدم الرضا عن إنجازاتي الشخصية. يبدو أن هذا التناقض يمثل صراع العديد من العاملين في العصر الحديث، حيث نعيش في عالم مليء بالمشتتات والتحديات التي تجعل من الصعب تحقيق الأهداف. في هذا المقال، سأستعرض أكبر أخطائي الإنتاجية وأسبابها، وكيف يمكن تجنبها. تتطلب مسألة الإنتاجية قدرة عالية على ضبط النفس، حيث تسعى النفس البشرية دائمًا نحو الأمور الأكثر إغراءً، سواء كانت وسائل التواصل الاجتماعي أو الأعمال الثانوية. إن المعادلة ليست واضحة دائمًا، فقد يبدو أن إنجاز المهام البسيطة كالبريد الإلكتروني أسهل وأكثر إرضاءً، لكن ذلك يأتي على حساب الأعمال الأكثر أهمية والتي تحتاج فعلاً إلى جهد فكري وتركيز. لقد أدركت أنني أحمل في كثير من الأحيان عبئًا أكبر مما أستطيع تحمله من المشروعات والمهام. أحيانًا أجد نفسي محاطًا بعدد كبير من المشاريع التي تشمل كتابة مقالات، وتأليف كتب، وإعداد خطب، وتحضير نصوص للبودكاست. ورغم أن التعددية توفر نوعًا من التوازن، وتساعد في التحفيز عندما أواجه حالة من الإبداع المفقود في مشروع معين، إلا أن الرياح يمكن أن تعصف بالسفينة عندما تتزايد المشاريع وتحل الفوضى محل النظام. هذه الفوضى تتسبب في ما أسميه "اختناقًا فكريًا"، حيث يستهلك تعدد المهام من طاقتي الذهنية أكثر مما ينتج. من الناس من يتبعون استراتيجية "شيء واحد في كل مرة"، كما يقول أرنولد شوارزنيجر، ولكن يبدو أنني لم أستطع بعد التحرر من عادة القيام بعدة مهام في وقت واحد. إذا كانت مشكلتي الأولى هي تعدد المشاريع، فالمسألة الأخرى هي سرعة استجابتي للبريد الإلكتروني. قد يبدو الأمر وكأنه مهارة جيدة في عالم اليوم السريع، لكن في الحقيقة هو يمثل صعوبة أكبر. بمجرد أن أكون أمام حاسوبي، أدفع نفسي للرد على الرسائل الواردة بدلًا من تركيز جهدي على المشاريع المهمة. إن التعامل مع البريد الإلكتروني يسهل كثيرًا، لكن ذلك يمكن أن يتحول إلى فخ حيث يستهلك طاقتي. إنه شعور زائف بالإنتاجية، حيث أبدأ أحيانًا يومي بالتوجه إلى صندوق البريد، مما يؤدي إلى تشتيت انتباهي. هناك حيلة بسيطة للتغلب على هذا الوضع. يجب أن أكون أمام قائمة واضحة من المهام بدلاً من أن أترك نفسي للانغماس في بحر البريد الإلكتروني. إن عدم وجود خطة محددة يجعلي عرضة للاندفاع تجاه أي مهمة عشوائية قد تظهر. ما يزيد الأمر تعقيدًا هو أن تشتيت الانتباه ليس فقط من خلال الشبكات الاجتماعية بل أيضًا عن طريق الأعمال التي تبدو كأنها أمور ضرورية ولكنها ليست بالضرورة ذات قيمة حقيقية. إن البحث عن وسائل مساعدة مثل الروبوتات الذكية لتذكيري بمهامي ليس أمرًا معقدًا. أظهرت الدراسات أن التذكير عن الأهداف اليومية من شأنه أن يعزز التركيز على الأعمال الحقيقية. ولكن، المشكلة تتجاوز مجرد تنبيه، بل تكمن في كيفية تهيئة البيئة المناسبة للعمل. قد تبدو نصائحي بسيطة، ورغم ذلك، يبدو أنه من السهل التغاضي عنها. المفتاح يكمن في إدراك أن العمل المستمر على الآلات وأمام الشاشات لم يعد كافيًا. نحتاج إلى تنظيم حياتنا بحكمة. ولذلك، أعتقد أنه من الضروري إعادة تقييم أولوياتنا يوميًا. يجب علينا تحديد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لنا والتركيز عليه. إن التقدير الحقيقي للوقت والموارد المتاحة يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في كيفية إتمام المهام وتحقيق الأهداف. يجب أن نمتلك القوة والإرادة لرفض التشتت وضبط مسارنا نحو النجاح. في الختام، من المهم أن نتمنى لنفسنا أن نكون أكثر وعيًا وإنتاجية، ولكن من الضروري أيضًا أن نتقبل أننا بشر نخطئ ونحتاج إلى التعلم من أخطائنا. تتلخص أكبر دروسي في كسر دوامة المهام المتعددة وتنظيم الأولويات، مما يسمح لي بتحقيق نتائج ملموسة ومفيدة في حياتي العملية.。
الخطوة التالية