بينما تتطور الساحة السياسية والاقتصادية حول العالم، تظهر شخصيات بارزة تأخذ على عاتقها تبني سياسات جديدة قد تغير مجرى الأحداث في بلدانها. من بين هذه الشخصيات، يبرز اسم الرئيس السلفادوري نايب بوكيله، الذي أصبح رمزًا للسياسات المؤيدة لعملة البيتكوين. تأثيره لم يقتصر على بلده فحسب، بل انتقل ليُلهم رواد الأعمال والمترشحين السياسيين في أرجاء العالم، مثل مايا باربوه، رائدة الأعمال الدولية والمرشحة للرئاسة في سورينام. تمتلك سورينام، الدولة الصديقة للبيئة والتي تتميز بتنوعها البيولوجي وثرواتها الطبيعية، تاريخًا طويلًا في الاستقرار النسبي والانتخابات الديمقراطية. ومع ذلك، تعاني البلاد من تحديات اقتصادية كبيرة، ما دفع باربوه إلى التفكير في طرق مبتكرة لتعزيز الاقتصاد الوطني. وقد لفتت سياسات بيتكوين التي اتبعها بوكيله انتباهها، الأمر الذي ألهمها لتبني أفكار مماثلة. في عام 2021، أصبح بوكيله أول رئيس في العالم يتبنى قانونًا يعترف بالبيتكوين كعملة قانونية. كانت هذه الخطوة غيرت معالم الاقتصاد السلفادوري، حيث جذب استثمار مليارات الدولارات في البلاد وخلق العديد من فرص العمل. كما شجعت العديد من الشركات العالمية على النظر في سلفادور كوجهة استثمارية. باربوه، التي تملك شركة تكنولوجيا وابتكار، كانت دائمًا مؤمنة بقوة التكنولوجيا في تغيير الأوضاع الاقتصادية. وقالت في مقابلة لها: "عندما رأيت تأثير البيتكوين في السلفادور، أدركت أن بإمكاننا تكرار هذا النموذج في سورينام. لدينا موارد طبيعية ومنظر طبيعي يمكن أن يجذب الاستثمارات إذا تم دمج التكنولوجيا الحديثة في ذلك." تواجه سورينام، كباقي الدول الصغيرة في أمريكا اللاتينية، العملة الأمريكية وتذبذبات الأسواق العالمية. لذا يكون اعتماد البيتكوين كوسيلة للتبادل وتخزين القيمة خيارًا جذابًا. فقد أظهرت التجارب أن البيتكوين يمكن أن يوفر حماية ضد التضخم، ويعطي الفرصة للأفراد لتعاملات مالية أكثر استقلالية. كما تحدثت باربوه عن الدور الذي تلعبه اللامركزية في الاقتصاد. وقالت: "البيتكوين يسمح للأفراد بأن يصبحوا جزءًا من نظام مالي بدون الحاجة إلى الوسطاء التقليديين، وهذه فرصة كبيرة لتمكين المجتمع. يمكن للتكنولوجيا أن تقدم حلولًا للأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية، حيث لا يتوفر لهم الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية." باربوه ليست جديدة في عالم السياسة. فهي تمتلك خبرة واسعة في الأعمال وريادة الأعمال، وقد اكتسبت شهرة كمؤثرة في مجال الابتكار الاجتماعي. قررت الترشح للرئاسة في سورينام لتطرح أفكارها الجريئة ولتحدي الوضع الراهن الذي تعاني منه البلاد. بينما تتجه البلاد نحو الانتخابات، أصبحت سياسة البيتكوين محور نقاش كبير. يتساءل الناخبون عن مدى جدوى تبني العملات الرقمية في نظامهم المالي. وتوضح باربوه أنه من المهم تعزيز الوعي العام حول البيتكوين والعملات الرقمية. وقالت: "التعليم هو المفتاح. يحتاج الناس إلى فهم كيف تعمل هذه العملات، وكيف يمكن أن تعزز من وضعهم المالي." مواجهتها للتحديات ليست بالأمر السهل. فعلى الرغم من أن البيتكوين يحمل إمكانيات هائلة، إلا أن هناك أيضًا مخاوف تتعلق بالتقلبات العالية في السعر، وتحديات التنظيم. تهدف باربوه إلى تنسيق الجهود مع الحكومة لوضع إطار تنظيمي قوي لحماية المستثمرين وضمان الاستفادة من العملات الرقيمة بصورة آمنة ومستدامة. كما تسعى باربوه إلى بناء شراكات مع قادة الأعمال في العالم لتعزيز الفهم والتعاون في مجال التكنولوجيا المالية. إن فرص التعاون الدولي تعتبر ضرورية لجذب الاستثمارات التي تحتاجها سورينام. وأكدت أن "الابتكار لا يعرف حدودًا، ويمكن أن يكون جسرًا للتعاون بين الشعوب والدول." بالإضافة إلى تركيزها على البيتكوين، تعمل باربوه على تعزيز التعليم والتدريب في مجالات التكنولوجيا الرقمية. فهي تؤمن بأن بناء قدرات الأفراد هو السبيل لتحقيق التغيير المستدام. تقول: "نحتاج إلى تجهيز جيل جديد من المبدعين والمبتكرين ليكونوا مستعدين للفرص التي ستخلقها التكنولوجيا." إذا كانت أهداف باربوه تتحقق، فقد تحدث ثورة في الاقتصاد السورينامي. سيكون هناك دافع أكبر نحو التحول الرقمي والاعتماد على البيئات المستدامة التي تعزز الابتكار. لذا فهي تطمح إلى أن تكون سورينام واحدة من الدول الرائدة في استخدام العملات الرقمية في المنطقة. في الختام، يتضح أن سياسات البيتكوين التي اتبعها نايب بوكيله قد ألهبت روح ريادة الأعمال في أماكن بعيدة مثل سورينام. مايا باربوه تمثل جيلًا جديدًا من القادة الذين يؤمنون بقوة التكنولوجيا والابتكار لتحسين حياة الناس. بينما تنطلق حملتها الانتخابية، فإن سؤال واحد يبقى مقترحًا: هل ستكون سورينام جاهزة للاحتضان الكامل للبيتكوين وتحقيق الإمكانات التي يحملها؟ الزمن هو الكفيل بالإجابة.。
الخطوة التالية