تسعى العديد من المستثمرين اليوم إلى الاستفادة من الثورة التكنولوجية التي أحدثتها تقنية البلوكتشين، التي تُعد واحدة من الأسس الرئيسة للعملات الرقمية. ومع تزايد الاهتمام بالعملات المشفرة، ظهرت أدوات استثمارية جديدة تساعد في تنويع المحفظة الاستثمارية وتقليل المخاطر المحتملة. ومن بين هذه الأدوات، تحقق صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المتعلقة بالبلوكتشين شعبية متزايدة. تمثل صناديق الاستثمار المتداولة وسيلة سهلة للمستثمرين للدخول إلى عالم البلوكتشين دون الحاجة إلى شراء العملات الرقمية بشكل مباشر. تتيح هذه الصناديق للمستثمرين شراء أسهم تمثل مجموعة من الشركات التي تعمل في المجال أو تستخدم تقنية البلوكتشين، مما يوفر تعرضًا أفضل لمكاسب هذه التكنولوجيا. تتميز صناديق الاستثمار المتداولة بالعديد من المزايا، من بينها السيولة العالية والتنوع. ومع ذلك، تظل هناك بعض العوامل التي يجب على المستثمرين أخذها في عين الاعتبار قبل اتخاذ قرار بالاستثمار. في هذا المقال، سنستعرض أفضل صناديق الاستثمار المتداولة التي تستثمر في البلوكتشين ونقدم نصائح حول كيفية الاستثمار فيها. أول صندوق يمكن النظر إليه هو صندوق "Amplify Transformational Data Sharing ETF" (BLOK). يعد هذا الصندوق من أوائل صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على تقنية البلوكتشين. يستثمر BLOK في الشركات التي تعمل في تطوير تقنيات البلوكتشين، مما يجعله الخيار المثالي للمستثمرين الراغبين في الحصول على Exposure لتطورات هذا المجال. صندوق آخر يستحق الذكر هو صندوق "Siren Nasdaq NexGen Economy ETF" (BLCN). يركز هذا الصندوق على الشركات التي تعتمد على التقنيات الرقمية، بما في ذلك البلوكتشين. يوفر BLCN للمستثمرين فرصة للاستثمار في مجموعة واسعة من الشركات، مما يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في شركة واحدة فقط. بالإضافة إلى ذلك، يوجد صندوق "Grayscale Bitcoin Trust" (GBTC) الذي يتيح للمستثمرين الوصول إلى البيتكوين من خلال الأسهم. يرى كثير من المستثمرين أن البيتكوين هو العملة الأكثر شيوعًا وموثوقية، لذا يمكن أن يكون هذا الصندوق خيارًا جيدًا للمستثمرين الجدد في عالم البلوكتشين. هناك أيضًا صندوق "Invesco Elwood Global Blockchain ETF" (BCHN)، الذي يهدف إلى توفير Exposure للشركات العالمية التي تعمل في مجال البلوكتشين. يمكن للمستثمرين الاستفادة من محفظته المتنوعة، والتي تشمل الشركات الكبرى بالإضافة إلى الشركات الناشئة التي تهدف إلى إحداث تأثير كبير في السوق. من الجدير بالذكر أن أداء صناديق الاستثمار المتداولة المتعلقة بالبلوكتشين قد تأثر بحدة تقلبات سوق العملات الرقمية. لذلك، من المهم على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالمخاطر وأن يتصرفوا بحذر. عند النظر في الاستثمار في هذه الصناديق، يجب على المستثمرين التفكير في أهدافهم الاستثمارية ومدة الاستثمار المرجوة. قبل البدء في الاستثمار، يجب على كل مستثمر إعداد خطة استثمارية واضحة. تعتبر الدراسة والتحليل جزءًا أساسيًا لفهم المخاطر والفرص المتاحة. يجب على المستثمرين أيضًا أن يكونوا على دراية باتجاهات السوق الحالية وفهم كيفية تأثيرها على أداء الصناديق المختلفة. علاوة على ذلك، يُنصح المستثمرون بتوزيع استثماراتهم بين عدة صناديق بدلاً من استثمار جميع الأموال في صندوق واحد. من خلال تنويع المحفظة، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في سوق غير مستقر مثل سوق العملات الرقمية. من المهم أيضًا متابعة الأخبار والتطورات المتعلقة بالبلوكتشين والعملات المشفرة بشكل دوري. فالتعرف على أحدث الاتجاهات والتطورات يمكن أن يساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات مستنيرة. كما ينبغي عليهم أن يكونوا مستعدّين لتعديل استراتيجياتهم وفقًا لتغيرات السوق. وأخيرًا، قبل اتخاذ قرار الاستثمار، يُنصح بالتحدث مع مستشار مالي محترف. يمكن للمستشارين تقديم نصائح شخصية بناءً على الوضع المالي للفرد وأهدافه الاستثمارية. كما أنهم يستطيعون مساعدتهم في فهم المخاطر المرتبطة بقطاع البلوكتشين ومساعدتهم في اتخاذ قرارات استثمارية رشيدة. في الختام، تُعد صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالبلوكتشين خيارًا مثيرًا للمستثمرين الذين يرغبون في دخول عالم العملات الرقمية دون التعرض للمخاطر المرتبطة بشراء العملات مباشرة. ومع توفر مجموعة واسعة من الخيارات، من المهم أن يقوم المستثمرون بالتقييم الجيد لكل صندوق واختيار الأنسب وفقًا لأهدافهم الاستثمارية. على الرغم من المخاطر التي قد يواجهونها، تبقى الفرص كبيرة في سوق البلوكتشين.。
الخطوة التالية