فيما تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية من نهايتها، تتصاعد الحملات الانتخابية بشكل غير مسبوق، خصوصاً بين الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب. وفي خضم السباق المحتدم بين الحزبيين، لا تقتصر المسائل المحورية على الاقتصاد أو الصحة، بل تمتد إلى قضايا الهجرة وحقوق المرأة، مما يجعل تلك القضايا تتصدر الأخبار في الأسابيع التي تسبق الانتخابات. مع دخولنا الأسبوع السابع قبل يوم الانتخابات، بدأت الحملات بالتحرك بشكل مكثف حيث تسعى كل من هاريس وترامب لجذب الناخبين من مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك الناخبين السود والشباب والمهاجرين. حيث يأتي هذا التحرك في إطار سعي كل منهما لإظهار تفهمه لاحتياجات وأحلام الأمريكيين في تلك الفئات. في خضم هذا التوتر، أشار مؤيدو ترامب إلى مشكلة المهاجرين، حيث شارك المرشح لمنصب نائب الرئيس، السناتور جي دي فانس، في حملة حماسية في ميشيغان. وركز في تصريحاته على المهاجرين من هايتي، مما أثار الكثير من الجدل. وكان فانس قد تحدث في تجمع له عن المهاجرين الهايتيين الذين يعيشون في مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو، حيث اتهمهم بالتسبب في مشكلات اجتماعية. وقد واجهت هذه التصريحات انتقادات واسعة، حيث اعتبرها الكثيرون أنها تحمل تبعات عنصرية وغير صحيحة. وجاءت كلمات فانس بعد أن قال ترامب في مناظرة تلفزيونية إن هؤلاء المهاجرين قاموا بأمور غير إنسانية مثل تناول الحيوانات الأليفة، مما زاد من حدة الهجوم على الحملة. وعلى الجانب الآخر، تستثمر هاريس في قضايا حقوق المرأة، حيث أصدرت بيانات تندد بالقوانين الصارمة المتعلقة بالإجهاض التي تم سنها في عدة ولايات، بما في ذلك جورجيا، وذلك إثر وفاة شابة تُدعى أمبر نيكول ثورمان، التي توفيت بعدما تم رفض طلبها للحصول على رعاية طبية عاجلة نتيجة لتلك القوانين. ورأت هاريس في هذا الحادث مثالاً على المشاكل التي قد تسببها إزالة حقوق الإجهاض. وقد انتقدت هذه الضغوط قائلة: “هذا هو ما كنا نخشى عندما تم إلغاء قرار رو”. دخول القضايا الاجتماعية على خط الحملات الانتخابية لاقى صدى كبيراً بين الناخبين، خصوصاً الشباب الذين بهم تشدد هاريس في محاولة لحشد دعمهم. حيث قامت الحملة بإطلاق سلسلة من الأنشطة تزامناً مع اليوم الوطني لتسجيل الناخبين، مستهدفة الظهور في الجامعات والمراكز الثقافية لجذب انتباه الجنسيات والسلالات المتعددة. واستعانت هاريس بعدد من المشاهير لدعم قضيتها، مثل بيللي إيليش وجين فوندا، اللذين شجعا معجبيهم على المشاركة في الانتخابات. من جهة أخرى، تسعى حملة ترامب لاستعادة الأصوات من الناخبين المحافظة، حيث ركزت على جلب الدعم من الأوساط الدينية، مشيرة إلى الانتصارات في قضايا حقوق الحياة. وقد صرح فانس في أحد التجمعات أنه فخور بأن الحزب الجمهوري هو الحزب الذي يدعو للحياة والعائلة، مؤكدًا على الحاجة إلى إعادة الاستثمار في الرعاية الصحية للأمهات والأطفال. لكن التوترات حول قضايا الهجرة والإجهاض لا تقتصر على الجدل في الحملات فقط، بل تشهد تصعيداً في التصريحات والتحركات من المسئولين. فعلى سبيل المثال، أصدر حاكم ولاية أوهايو، مايك ديوين، أوامراً لقوات الشرطة بتفتيش المدارس في سبرينغفيلد بعد تلقيها تهديدات بتفجيرات، والتي تأتي في الوقت الذي استقطبت فيه المدينة الانتباه الوطني. كما تشكل مشاكل المهاجرين حالات معقدة للمشرعين، حيث أن الجدالات والنقاشات حول كيفية التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين والتأثيرات الاجتماعية لهذه السياسات تثير الكثير من الانقسامات، في حين يواصل كثير من السكان الاستفادة من هذه الأوضاع. ومن الواضح أن حدة المنافسة بين هاريس وترامب لا تقتصر فقط على المسائل السياسية بل تتسع لتشمل قضايا حقوق الإنسان، مما يخلق جواً متوتراً وغير مستقر يتمثل في الأخبار العاجلة والتصريحات المثيرة. ورغم كل ذلك، يتوقع الكثيرون أن تسير الأمور نحو تصعيد أكبر مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث يتطلع كل جانب إلى تحقيق الانتصار وإثبات قدرته على التعامل مع القضايا الكبرى التي تهم الناخبين. مع اقتراب الانتخابات، يبقى السؤال معلقًا: كيف سيتفاعل الناخبون مع هذه القضايا الحادة وما هو التأثير الذي ستحدثه على نتائج الانتخابات؟ يجري العمل الآن خلف الكواليس لحشد الدعم وكسب التأييد. ومع تكثيف الحملات للتحشيد، تبقى الأعين مصوبة على الساحة السياسية الأمريكية المتغيرة، حيث يحمل كل جانب رؤية مختلفة لمستقبل البلاد.。
الخطوة التالية