تواصل الأسواق المالية في الولايات المتحدة محاولاتها الصعودية، مع بداية أسبوع جديد بعد أسوأ أسبوع شهدته منذ بداية العام. فقد شهد مؤشر "S&P 500" تراجعات حادة تجاوزت الأربع نقاط في الأسبوع الماضي، مما تسبب في حالة من القلق بين المستثمرين والمحللين على حد سواء. ومع ذلك، فإن الأخبار الجديدة والأحداث الاقتصادية القادمة قد تعطي الأمل للتجار بأن تكون هناك فرصة للانتعاش. في يوم الإثنين، ارتفعت الأسهم الأمريكية في محاولة لإصلاح ما تم فقدانه في الأسبوع السابق. استجابةً للتقلبات التي شهدتها الأسواق، بدأ المستثمرون في استعادة الثقة، حيث كان مؤشر "Dow Jones" الصناعي قد سجل أيضا ارتفاعات ملحوظة، مما يعكس تفاؤل التجار بعد صدور تقرير الوظائف لشهر أغسطس، الذي جاء مخيبًا للآمال. فقد كانت الزيادة في عدد الوظائف أقل من التوقعات، مما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي ممكن. يتوقع العديد من المحللين أن تكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر أغسطس، المقرر الإعلان عنها يوم الأربعاء، لها تأثير مباشر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعهم القادم. إذا جاءت هذه البيانات بتغير إيجابي، فقد يؤدي ذلك إلى تفاؤل أكبر بشأن تخفيض معدل الفائدة، مما قد يؤثر إيجابًا على الأسواق. تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن ارتفاع الأسعار خلال الشهر الماضي قد يكون قد انخفض إلى 2.6% على أساس سنوي، وهو ما يعد انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بنسبة 2.9% التي تم تسجيلها في يوليو. في حال تحقق هذا التوقع، سيكون هذا هو أدنى مستوى للتضخم منذ مارس 2021، مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من المرونة في اتخاذ القرارات، سواءً بشأن دعم النمو الاقتصادي أو رؤية أسعار الفائدة. تمت الإشارة إلى أن المحللة Daniela Hathorn من "Capital.com" أكدت على أهمية الأرقام التي ستصدر. فإذا كانت البيانات جيدة، فإن التوقعات بشأن خفض معدل الفائدة قد تتقارب من 50 نقطة أساس. هذا بدوره قد يضيف مزيدًا من الزخم للأصول عالية المخاطر، مما يساعد الأسواق في الارتفاع مرة أخرى. في الأثناء، ينتظر المستثمرون أيضًا أحداثًا أخرى مؤثرة، مثل إعلان شركة آبل عن إطلاق هاتفها "آيفون 16" المتوقع في وقت لاحق من اليوم، وكذلك المناظرة الرئاسية بين كمالا هاريس ودونالد ترامب التي ستحدث يوم الثلاثاء. هذه الأحداث السياسية والتجارية قد تؤثر أيضًا على الأسواق. فيما يتعلق بالأسواق الأخرى، ارتفع سعر برميل النفط "West Texas Intermediate" بنسبة 0.37% ليصل إلى 67.92 دولارًا، كما ارتفع سعر برميل "Brent" بنحو 0.31% ليصل إلى 71.28 دولارًا. وشهد الذهب أيضًا ارتفاعًا بنسبة 0.38% ليصل إلى 2534.10 دولارًا للأوقية. كما زادت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 3.732%. وتشير التحليلات إلى أن الصعود الحالي في الأسواق قد يكون مدعومًا بأخبار إيجابية ومعنويات المستثمرين، ولكن لا يزال هناك الكثير من المستجدات والأحداث الاقتصادية التي يجب على المتداولين مراقبتها عن كثب. وقد أشار بعض المحللين إلى أن هناك عوامل خارجية قد تؤثر على الغموض الذي يكتنف الأسواق، مثل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الأزمات الجيوسياسية الأخرى التي قد تؤثر على الأسواق العالمية. على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، لا تزال الأسواق تسجل ارتفاعات في بعض الأحيان، مما يعكس قوة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التعافي. إن تفاؤل المستثمرين حيال تحسين البيانات الاقتصادية وفرص تخفيض أسعار الفائدة قد يعزز من الأمل في فترة من الانتعاش السريع. المراقبون في وول ستريت، الذين عانوا من أمواج متقلبة خلال الفترة الماضية، يتفائلون بأن استقرار الأسواق قد يتحقق في الأسابيع المقبلة بعد التعديل السعري الذي شهدته الأسهم مؤخرًا. في حديثه مع أحد الصحفيين، قال أحد المحللين: "إن السوق دائمًا ما يكون غير متوقع، لكن هناك إشارات على أن الأحوال قد تتحسن إذا جاءت البيانات الاقتصادية في الاتجاه الصحيح". من جهة أخرى، فإن اهتمام المستثمرين بالسوق سيبقى مرتفعًا حتى تصدر المزيد من البيانات خلال الأسبوع، حيث ينتظرون تقرير البطالة الأولية والذي من المتوقع أن يصدر يوم الخميس. هذه البيانات، بالإضافة إلى آثار المناظرة بين المرشحين للرئاسة، قد تعطي دافعًا جديدًا للأسواق. في الختام، يبدو أن الأسواق الأمريكية في مرحلة توازن دقيقة بين القلق والمخاطرة، حيث يسعى المستثمرون للتكيف مع المتغيرات السريعة. مع انتظارهم لهذه الأحداث الاقتصادية الكبرى، تبقى الأنظار مصوبة نحو البيانات المنتظرة، التي قد تكون هي المفتاح لمزيد من الارتفاعات أو العكس. إن تفاؤل المستثمرين بتحقيق مكاسب جديدة يتوقف على كيفية استجابة السوق لهذه المتغيرات، ومدى قدرتها على استعادة الثقة وتحقيق التعافي المنشود.。
الخطوة التالية