في عالم يتسم بالإثارة والدهشة، يظهر الكويكب المعروف باسم "إله الفوضى"، والذي يحمل الاسم الرمزي "أبوفيس" نسبةً إلى إله مصري قديم يرتبط بالفوضى والشر. منذ اكتشافه، أصبح أبوفيس موضوع حديث وشغف بين العلماء وعشاق الفضاء، مع مخاوف من أن يؤثر على كوكب الأرض في عام 2029. فهل فعلاً لدينا ما يدعو للقلق، أم أننا أمام مجرد قلق غير مبرر؟ في أحدث الأبحاث، أشار العلماء إلى أن هناك احتمالاً ضئيلاً جداً أن يصطدم أبوفيس بالأرض في عام 2029. وفقاً للأرقام، فإن فرصة حدوث ذلك تصل إلى نحو واحد في ملياري فرصة. ومع ذلك، فإن العلماء يأخذون هذا الأمر على محمل الجد، حيث تشير التقارير إلى أن الكويكب سيمر قريباً جداً من الأرض في عام 2029، مما يمثل أحد أقرب الممرات التي سيشهدها هذا الكويكب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يمكن أن يحدث إذا قام أبوفيس بتغيير مساره وكان في طريقه للاصطدام بكوكبنا؟ في الماضي، تعرضت الأرض لكوارث شديدة نتيجة لاصطدام كويكبات ضخمة، ولا يمكن أن ننسى الكارثة التي أدت إلى انقراض الديناصورات. أحد العوامل المثيرة للقلق هو أن أبوفيس سيتجاوز بحوالي 6200 ميل من كوكب الأرض في عام 2026. في ذلك الوقت، سيكون هناك اقتراب آخر مع كويكب آخر يسمى 4544 زانثوس. وعلى الرغم من عدم توقع حدوث تصادم بين الكويبين، إلا أن المواد المحيطة بكويكب زانثوس قد تؤثر على أبوفيس. في حال حدوث تصادم مع كويكب صغير، هناك احتمال ضئيل أن يتغير مسار أبوفيس. ورغم وجود 1.2 مليون كويكب معروف، هناك الكثير من الكويكبات الصغيرة التي لا يمكن تتبعها. وبالتالي، هناك إمكانية وجود كويكب صغير قد يصطدم بأبوفيس قبل اقترابه من الأرض. لكن يجب أن يكون لهذا الكويكب الصغير قوة وكتلة كافيتين لتغيير مسار أبوفيس، وينبغي أن يحدث الاصطدام في الوقت المناسب جدًا لنقل أبوفيس إلى مسار تصادمي مع الأرض. من ناحية أخرى، إذا حدث الأسوأ، فإن حجم أبوفيس يبلغ حوالي 1100 قدم، وهو ليس بحجم الكويكب الذي يُعتقد أنه تسبب في انقراض الديناصورات، والذي كان يتراوح بين 6 و9 أميال. ولذلك، حتى في أسوأ السيناريوهات، فإن الخسائر لن تكون بحجم ما حدث في الماضي. لكن التكنولوجيا الحديثة تمنحنا الأمل، فوكالة ناسا قد أجرت اختبارات للأنظمة الدفاعية الكوكبية لمواجهة التهديدات من الأجرام السماوية. فقد نجحت وكالة ناسا في مشروع "دارت" عام 2022، حيث قامت بسلق كويكب صغير لتغيير مساره. وقد أكدت النتائج نجاح هذا المشروع، مما يتيح لنا بعض الطمأنينة إذا ما كان أبوفيس يتجه نحو الأرض. في هذا السياق، تتجه أنظار العلماء نحو دراسة أبوفيس بشكل أكبر، حيث تجهز وكالة ناسا بعثة "أوسيريس-أبيكس" للتحقيق في هذا الكويكب بعد اقترابه من الأرض. علاوة على ذلك، ستقوم وكالة الفضاء الأوروبية بإطلاق مركبة فضائية تعرف باسم "رامسيس"، التي ستتوجه للالتقاء بأبوفيس قبل اقترابه من جاذبية الأرض لجمع بيانات مهمة. من خلال هذه الدراسات، يأمل العلماء في تطوير أنظمة دفاعية كوكبية تتساعد في حماية كوكبنا من التهديدات المحتملة. وفي عام 2027، ستكون لدينا فرصة لرؤية أبوفيس في سماء الليل، مما سيمكن الباحثين من تتبع مساره بدقة وحساب أي تغييرات قد تحدث. في الختام، يبقى أبوفيس مصدراً للفضول والخوف في آنٍ واحد. إن فهم المخاطر المحتملة وتنمية تقنيات جديدة لحماية كوكبنا يعد من أهم أولويات علماء الفضاء اليوم. وبينما نشهد تقدمًا في مجال استكشاف الفضاء، فإن الكويكبات مثل أبوفيس تبقى تذكيرًا بأن هناك الكثير مما يتعين علينا معرفته عن كوننا. فقد تتغير وجهة نظرنا حول الفضاء باستمرار، ومن المهم أن نبقى يقظين ومبادرين لحماية كوكبنا. في نهاية المطاف، رغم المخاوف التي قد تثيرها الكويكبات مثل أبوفيس، يجب أن نتذكر أن البشر دائمًا ما قاموا بالتغلب على التحديات من خلال العلم والتعاون. وبمرور الوقت، نستطيع أن نتوقع تقدماً كبيراً في فهمنا للفضاء وكيفية حماية كوكبنا من الأخطار المحتملة.。
الخطوة التالية