انفصلت شبكة إيثريوم إلى قسمين: تعتبر إيثريوم، أحد أبرز وأهم الشبكات البلوكتشين في العالم، قد واجهت تحديًا تقنيًا كبيرًا حينما انفصلت الشبكة إلى فرعين مختلفين بسبب وجود خطأ في الإصدار السابق من البرنامج الرئيسي الذي يدير شبكة إيثريوم. يُعرف هذا البرنامج باسم "غيث"، الذي يُعتبر عنصرًا أساسيًا لإدارة حوالي 75% من العقد في الشبكة. أكدت التقارير أن حوالي 73% من عقد غيث لم تقم بتحديث برنامجها إلى الإصدار الجديد الذي يعالج هذا الخطأ. نتيجة لذلك، أصبح حوالي 50% من عقد إيثريوم تعمل على شبكة منقسمة تعتمد على برمجيات قديمة ومعرضة للأخطاء، مما قد يتيح احتمالات لحدوث عمليات إنفاق مزدوجة. تمثل هذه المشكلة تهديدًا خطيرًا لأمان الشبكة. النجاح في حل هذه المعضلة يمثل تحديًا كبيرًا للعديد من المشاركين في الشبكة. فبينما كانت الغالبية من المعدنين قد انتقلت بالفعل إلى الإصدارات المحدثة من برنامج الإيثريوم، يبدو أن العديد من العقد غير المعدنية لا تزال تتعثر في الوصول إلى البرنامج الجديد. ذكر مارتن سويندي، قائد قسم الأمان في مؤسسة إيثريوم، أن “خطأ في الإجماع أصاب الشبكة الرئيسية للإيثريوم اليوم، مستغلاً خطأً تم إصلاحه في الإصدار v1.10.8 من غيث”. ومع ذلك، بدا أن معظم المعدنين قد قاموا بالتحديث، مما يجعل السلسلة المحدثة هي السلسلة الصحيحة، والتي تمتلك أيضًا أكبر عدد من الكتل. لكن ماذا يعني هذا بالنسبة للمستخدمين والمستثمرين في إيثريوم؟ بالنسبة لأولئك الذين قاموا بإجراء معاملات على الشبكة القديمة وغير المحدثة، من الممكن أن تتعرض معاملاتهم للانعكاس عندما يقومون بتحديث عقودهم إلى السلسلة الصحيحة. هذا يشير إلى إمكانية حدوث مشاكل حتى بالنسبة لبعض المنصات التي تعتمد على نفاذ إيثريوم، مثل "بوليجون" و"بينانس سمارت تشاين"، حيث يمكن أن تكون عرضة لمخاطر مشابهة. أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في هذا الوضع هو احتمال حدوث هجمات من نوع "51%"، وهو مصطلح يُشير إلى هجوم محتمل على الشبكة عندما يتمكن طرف واحد من السيطرة على 51% أو أكثر من القدرة الحاسوبية، مما يمنحهم صلاحيات غير متكافئة. يشكل وجود عدد قليل جداً من المعدنين الذين يستخدمون البرمجيات القديمة، والذين يمتلكون قوة حوسبة منخفضة، تهديدًا كبيرًا في هذا الصدد. إذا استمر هذا الوضع، قد يُصبح من الممكن أن يتمكن هؤلاء المعدنون من تنفيذ إنفاق مزدوج. الخيارات المتاحة أمام العقد التي لم تقم بالتحديث محدودة، حيث أن الحل الواضح يتمثل في تحديث جميع العقد إلى الإصدار الأحدث من البرنامج. ومع ذلك، قد يتردد البعض من القيام بذلك بسبب مخاوف من فقدان معاملاتهم أو فقدان قيمة الأصول الخاصة بهم. لقد اتخذت منصات عديدة خطوة استباقية للتحذير من المخاطر المرتبطة بالعقد غير المحدثة، محذرةً المستخدمين من استخدام أرصدتهم أو القيام بمعاملات على هذه الشبكة المنقسمة. من الواضح أن مجتمع إيثريوم شهد تأثيرًا ضئيلًا حتى الآن نتيجة لهذا الانقسام، لكن الخطر لا يزال قائمًا. يُظهر هذا الوضع أهمية تحديث البرمجيات ودورها الحيوي في ضمان استمرارية الأمن والكفاءة. بالتوازي مع ذلك، يُعتبر التعاون والتواصل بين جميع عناصر الشبكة أمرًا حيويًا في منع حدوث مثل هذه الحالات في المستقبل. بينما تسعى شبكة إيثريوم إلى تحسين بنيتها التحتية وتجربة المستخدم، كانت هناك مجموعة من التطورات الأخيرة التي تهدف إلى تعزيز الأمان وتحسين عمليات الإدارة. ومع ذلك، من المتوقع أن تكون هذه التحديات التكنولوجية موجودة في المستقبل القريب، حيث أن تطوير البرمجيات والتأكد من توافق كافة المعاملات تتطلب العمليات المستمرة. في الختام، تُظهر حادثة الانقسام الأخيرة في شبكة إيثريوم ضرورة التواصل المستمر والتحديث الدوري للبرمجيات. إن التأخر في التحديث يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية. من المهم للمجتمع أن يكون على دراية كاملة بالمخاطر المرتبطة بعدم التحديث وأن يتخذ الخطوات اللازمة لضمان أمان الشبكة وكل ما يتعلق بها. تمتلك إيثريوم القدرة على التعافي من هذا السيناريو، ولكن يجب أن يكون هناك وعي أكبر بالتحديات المستقبلية والقدرة على تحملها بما يتماشى مع التطورات السريعة في عالم التكنولوجيا المالية والبلوكتشين.。
الخطوة التالية