في ظل الأوضاع السياسية والقانونية المتغيرة في الولايات المتحدة، تتزايد وتسعى منصات المراهنات مثل Polymarket لكشف ما يفكر به الجمهور حول العديد من القضايا، بما في ذلك إحتمالات العفو الرئاسي. في الآونة الأخيرة، أظهرت بيانات Polymarket أن المستخدمين يعتبرون أن فرص الرئيس بايدن في منح العفو لمؤسس FTX، سام بانكمان-فرايد، المعروفة اختصاراً بSBF، أكبر من فرص منح العفو لروس أولبريخت، مؤسس موقع Silk Road. في هذه المقالة، سنستعرض هذه الظاهرة ونحلل أسباب هذه التوقعات. تعد منصة Polymarket من بين المواقع التي توفر للمستخدمين فرصة المراهنة على الأحداث السياسية والاقتصادية من خلال إبداء آرائهم. يعتمد المستخدمون على مجموعة من المعلومات والتوجهات العامة لتحديد احتمالات وقوع الأحداث. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يميل المستخدمون إلى الاعتقاد بأن بايدن قد يمنح العفو لسام بانكمان-فرايد بدلاً من روس أولبريخت؟ أولاً، يجب أن نفهم السياقات القانونية التي يواجهها كل من SBF وRoss Ulbricht. سام بانكمان-فرايد، الذي واجه تداعيات انهيار شركته FTX في عام 2022، يعتبر شخصية بارزة في عالم العملات الرقمية. بينما يواجه أولبريخت، الذي حُكم عليه مدى الحياة بتهم تتعلق بإنشاء وإدارة سوق Silk Road، صعوبات قانونية معقدة. بالمقارنة مع Ulbricht، يُنظر إلى SBF كبش فداء محتمَل لأكثر من مجرد جريمة. وسائل الإعلام تركز على جوانب من شخصيته وحياته المهنية وتسلط الضوء على فكرة أنه كان يحظى بشعبية كبيرة قبل الانهيار. في حين أن أولبريخت يعتبر رمزًا لعصر من الجرائم الإلكترونية والتجارة غير المشروعة، مما قد يؤثر سلبًا على احتمالات لما يُعرَف بـ' العفو القانوني' من قبل الحكومة. من ناحية أخرى، أظهرت إدارة بايدن نوعًا من الانفتاح تجاه قضايا العفو التي تتعلق بأصحاب المناصب السياسية أو التجارية الذين وقعوا في أوقات صعبة. هذا قد يشير إلى إمكانية لدعم SBF، خاصةً إذا اعتُبر بمثابة ضحية لنظام فاشل أو أزمات اقتصادية. في تحليل أعمق، تبدو سياسات الرئيس بايدن أقل تسامحًا مع الماضي والجرائم المتعلقة بالمخدرات أو التجارة غير المشروعة، وهو ما يُعتبر المحور الأساسي للقضية المتعلقة بأولبريخت. وبالتالي، يُلفت الانتباه إلى انعدام ثقة الجمهور في إمكانية حدوث عفو له مقارنةً بـ SBF. يتباين أيضاً الجمهور المستهدف لكلتي الشخصيتين. أولبريخت، الذي يُنظر إليه على أنه محتال متهور، لم يحصل على دعم واسع النطاق مقارنةً بكيفية التعامل الإعلامي مع SBF. العديد من الأفراد، الذين يعتبرون أنفسهم من رواد العملات الرقمية، قد يدعمون SBF كونه كان لاعبا رئيسيا في مجال إبداعي ومبتكر. في سياق هذا الأمر، ينبغي علينا النظر إلى ردود الفعل العامة التي تثار على وسائل التواصل الاجتماعي. تساهم وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية في تشكيل الآراء الجماهيرية حول قضايا العفو. دعم SBF في الفضاء الرقمي أصبح أكثر وضوحًا، مما يوحي بفكرة قوية بأن الحظ قد يكون بجانبه من حيث إمكانية العفو. بالإضافة إلى ذلك، هناك عنصر التوقيت والزمن في تلك القضايا. يعيش المجتمع الأمريكي في ظروف صعبة بالنسبة للعديد من الأفراد والشركات بعد جائحة كوفيد-19، مما قد يحفز القادة السياسيين على إعادة تقييم مواقفهم تجاه المجرمين المحتملين الذين يعتبرون ضحايا للظروف الاقتصادية. في الوقت نفسه، وبدون الدخول في تفاصيل قانونية عميقة، قد تجعل التحليلات النفسية المجتمعية سلوكيات الحكومة في عفواتها أكثر قبولًا. بينما تُعد مشاريع العفو الرئاسي جزءًا من علاقة متبادلة بين السياسة والرأي العام. إجمالاً، تُظهر البيانات من Polymarket أن المستخدمين يميلون إلى تصديق أن بايدن قد يمنح العفو لـ SBF بشكل أكبر من Ross Ulbricht. وهذا يتطلب منا الاعتراف بتأثير الظروف الاجتماعية والسياسية على كيفية فهم الأمور القانونية والأخلاقية. هذا الأمر يشير إلى ضرورة استشراف مدة دعم الرأي العام في القضايا القانونية والسياسية وإمكانية حدوث عفو، وخاصة في حالات مثيرة للجدل مثل هذه. في النهاية، يبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كانت تلك الرهانات ستؤدي إلى تحولات سياسية حقيقية أو ما إذا كانت ستبقى مجرّد توقعات تتطور مع مرور الوقت. ومن المؤكد أن الأحداث المرتبطة بالسياسة الأمريكية وقرارات العفو ستستمر في جذب انتباه المجتمع، خاصةً مع الإجراءات القانونية والتطورات السياسية المتواصلة.。
الخطوة التالية