شهدت الفترة الأخيرة زيادة هائلة في اعتماد العملات الرقمية في الولايات المتحدة، حيث أشارت دراسة أجرتها Chainplay بالتعاون مع Storible إلى أن 68% من الأمريكيين يمتلكون الآن عملة رقمية. هذا التحول الملحوظ في نظرة المستثمرين نحو الأصول الرقمية يأتي بعد اعتراف متزايد بقوة العملات المشفرة كبديل مغري للاستثمار التقليدي. تظهر النتائج أن 52% من المشاركين في الاستطلاع قاموا ببيع أصول تقليدية مثل الأسهم أو الذهب ليقوموا بالاستثمار في البيتكوين. يعد هذا الاتجاه بمثابة تحول كبير نحو الثقة في الأصول الرقمية كخيارات استثمارية بديلة. يبدو أن هذا التوجه ناتج عن ارتفاع معدلات التضخم، مما جعل الكثيرين يبحثون عن طرق جديدة لحماية ثرواتهم. تشير النتائج أيضا إلى أن 77% من الأمريكيين يخططون لزيادة استثماراتهم في العملات الرقمية خلال عام 2025. هذه النية للتوسع تعكس التزامهم المتزايد تجاه هذا السوق الناشئ، كما ناقش 64% من المشاركين أهمية توجيه عائلاتهم للاستثمار في العملات الرقمية، مما يدل على زيادة الثقة بهذا المجال. فيما يتعلق بالتوزيع العمري للمستثمرين في العملات الرقمية، نجد أن جيل الألفية (Millennials) وجيل زد (Gen Z) هما في طليعة هذا التحول. على سبيل المثال، يبدأ جيل زد في الاستثمار في العملات الرقمية في المتوسط بعمر 22 عامًا، بينما يبدأ جيل الألفية الاستثمار في العمر 29. بينما يدخل مستثمرو جيل بوومرز السوق في وقت متأخر، بمتوسط عمر 50 عامًا. ليس من المفاجئ أن حوالي 20% من المشاركين ذكروا أنهم يخصصون أكثر من 30% من محافظهم الاستثمارية للعملات الرقمية. كان من اللافت أيضًا أن 51% من هؤلاء الذين يخصصون حصة مرتفعة من محافظهم يستثمرون في العملات المشفرة المعروفة باسم "ميم كوين"، على الرغم من تقلباتها وطبيعتها المضاربية. تشير العديد من الجوانب الأخرى من التقرير أيضاً إلى نظرة متزايدة للإيجابية تجاه سوق العملات الرقمية. فقد أكد 60% من المشاركين اعتقادهم بأنهم سيتمكنون من مضاعفة استثماراتهم في عام 2025. يبدو أن هذا التفاؤل المتزايد ينجم عن تزايد معدلات الاعتماد على العملات الرقمية وتقديرها خلال السنوات الأخيرة. عوامل سياسية كمحفزات للاعتماد على العملات الرقمية تعكس الأحداث السياسية دورًا بارزًا في تعزيز الاعتماد على العملات الرقمية. وقد أظهر الاستطلاع أن فوز دونالد ترامب في انتخابات 2024 والتزامه بجعل أمريكا "عاصمة العملات المشفرة" كان له تأثير كبير على قرارات الاستثمار. وقد أدى هذا التحول السياسي إلى زيادة اهتمام 38% من الأمريكيين بالاستثمار في العملات الرقمية، ومن بين هؤلاء، كان 84% منهم من المشترين الجدد، مما يعكس كيف يمكن للأحداث السياسية أن تؤثر في جذب مشاركين جدد إلى السوق. ومع اقتراب تنصيب ترامب، بدأ السوق طريقة قوية للغاية. ومع تداول البيتكوين بالقرب من علامة المائة ألف دولار، شهدت العديد من العملات الأخرى أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا، مثل الاثيريم الذي ارتفع بنسبة 4.54% ليتداول عند 3351 دولارًا. علاوة على ذلك، فإن عملة ريبلي (XRP) التي واجهت تدقيقات تنظيمية تحت قيادة غاري جينسلر، شهدت زيادة رائعة بنسبة 18.57% خلال نفس الفترة. ومن المتوقع أن تتزايد احتضان الأمريكان للعملات المشفرة تحت الإدارة الجديدة، مع توقعات بناء على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على صناديق تداول صناديق المؤشرات الخاصة بأصول مثل سولانا (SOL) ولايتكوين (LTC) وXRP. في الختام، يتضح أن الاتجاه تجاه العملات الرقمية في تزايد مستمر، حيث يدفع المستثمرون نحو الابتعاد عن الأصول التقليدية. لا يمكن إنكار أن العديد من الأشخاص حيث يتوجهون نحو تبني هذه الأصول الرقمية، مما يفتح المجال لمزيد من الابتكارات والأفكار في هذا المجال. إن التزام المستثمرين وجعل العملات الرقمية جزءًا من حياتهم الاستثمارية يمثل اتجاهاً مهماً قد يؤثر على الاقتصاد الأمريكي والعالمي في المستقبل.。
الخطوة التالية