دونالد ترامب يخطط لجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات الرقمية في العالم" في تطور مثير، أعلن دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، عن خططه الطموحة لجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات الرقمية في العالم". جاء هذا الإعلان عبر منشور له على منصة X، حيث استخدم ترامب قناته للتواصل مع 90 مليون من متابعيه ليوضح رؤيته لمنصة جديدة للعملات الرقمية، والتي تم إعادة تسميتها من "The DeFiant Ones" إلى "World Liberty Financial". ترامب، الذي لديه تاريخ طويل في إعلان مشاريعه الاقتصادية، استخدم منصته لتوضيح أهمية هذا المشروع، مؤكدًا على أنه سيحول الولايات المتحدة إلى المركز الرئيسي للابتكار والتطور في مجال العملات الرقمية. جاء هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه أهمية العملات الرقمية في الساحة المالية العالمية، إذ يسعى العديد من المبتكرين والمستثمرين للاستفادة من هذه التقنية الواعدة. لم يكشف ترامب عن تفاصيل محددة بشأن المشروع، ولكن خلال حديثه، اتهم "هم" - في إشارة غير واضحة إلى جهات معينة - بمحاولة "خنق" الأعمال التقليدية. وفقاً لتغريدته، واصل ترامب بلهجة حماسية: "لن نسمح لهم بذلك!". تضرّرت أسواق العملات الرقمية في الفترات السابقة من الضغوطات التنظيمية، مما جعل التصريحات مثل تلك التي أدلى بها ترامب تكتسب أهمية متزايدة. من الملاحظ أن ترامب ليس وحده في هذه المبادرة، بل يشترك في المشروع ابناه، إريك ودونالد ترامب جونيور. وقد أعرب إريك عن حماسته لبدء عصر جديد في التمويل عبر منصة "World Liberty Financial". وفي تصريحاته، ذكر أنه يعتزم تقديم حلول مالية تسهل على المستخدمين التعامل مع العملات الرقمية بطرق آمنة وفعّالة. يتزامن هذا الإعلان مع طرح ترامب لدفعة جديدة من بطاقات NFT (الرموز غير القابلة للتبادل) التي تحمل صورته، والتي تمثل مشروعاً خاصاً للعائلة. على الرغم من أن هذه المشاريع ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحملته الانتخابية، إلا أن ترامب يستفيد منها بشكل خاص من خلال جذب المانحين والمستثمرين من العالم الرقمي. تشير التقارير إلى أن ترامب جمع حتى الآن مبلغًا يصل إلى 25 مليون دولار من المانحين المرتبطين بالعملات الرقمية. تسعى جوهر فكرة "World Liberty Financial" إلى توفير بديل للنظام المصرفي التقليدي. وفي مقابلة حديثة، تناول ترامب جونيور مسألة التفاوت في الوصول إلى التمويل، حيث أشار إلى أن العديد من الأفراد قد تم استبعادهم من النظام المصرفي. هذا التوجه نحو التمويل اللامركزي يُعتبر جذابًا للعديد من الأشخاص الذين يشعرون بأنهم متروكين خارج النظام المالي السائد. عندما يتحدث ترامب عن مشروعه، يربط ذلك دوماً بمكافحة الهيمنة المالية للبنوك الكبرى وتقديم خيارات أفضل للأميركيين العاديين. إذ يرى أن هذه المنصة قد تمنح الأفراد فرصة أكبر للتمويل وتحقيق تطلعاتهم المالية بدون عقبات تقليدية. ظهر ترامب في مقطع فيديو جديد يروج فيه لفكرته، مؤكدًا على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة في الصدارة من حيث الابتكار والريادة في مجال العملات الرقمية. هذا الموقف يجعل ترامب يبدو وكأنه يقود حركة جديدة في السياسة الأمريكية تركز على التكنولوجيا والابتكار، مما يُعزز من شعبيته بين مؤيدي العملات الرقمية. بينما لا يزال المشروع في مراحله الأولى، بدأت الاستجابة من الجمهور تتزايد. يجذب الحساب الرسمي للمنصة على X أعداداً متزايدة من المتابعين، ووفقًا للإحصائيات، تجاوز عدد المشتركين في قناته على تيليجرام أكثر من 52 ألف مشترك في فترة زمنية قصيرة. هذه الأرقام توفر دليلاً على اهتمام الجمهور بالمبادرات الرقمية الخاصة بترامب. ومع ذلك، يواجه المشروع تحديات كبيرة. فالسوق الرقمية مليء بالتعقيدات التنظيمية والقانونية، والتساؤلات حول كيفية عمل المنصة وإمكانياتها ما زالت قائمة. لم يتمكن إريك ودونالد جونيور من تقديم توضيحات محددة حول الخدمات التي ستقدمها "World Liberty Financial"، مما يترك مجالًا واسعًا من التخمينات والتحليلات. بالإضافة إلى ما سبق، فإن التوجه نحو التقنية المالية هذا يحمل في طياته دعاوى من قبل المراقبين بأن ترامب يحاول استغلال قضايا العملات الرقمية لصالحه السياسي، مما يعكس طبيعة العلاقة المعقدة بين السياسة والتكنولوجيا. فالوصول إلى الملايين من الداعمين عبر هذه المنصات الرقمية يضمن لترامب وجودًا مستمرًا في الحوار العام الأمريكي. في نهاية المطاف، بينما يترقب الجميع تفاصيل أكثر حول كيف ستعمل خطة ترامب لجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات الرقمية في العالم"، من الواضح أن هذه المبادرة تعكس رؤية أكبر لشكل النظام المالي في المستقبل. هذه الرؤية قد تُحدث تحولاً جذريًا في كيفية رؤية الأمريكيين للمال والتداول، مما يضعهم في قلب الثورة الرقمية، ويمهد الطريق لنقاشات موسعة حول مستقبل العملات الرقمية وأثرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.。
الخطوة التالية