تسعى مدينة لينشبرغ لتغيير مستقبل مدرسة وايت روك الابتدائية السابقة من خلال استكمال سلسلة من الاجتماعات المجتمعية التي تهدف إلى جمع آراء السكان حول الاستخدامات المستقبلية للمبنى. فمن المعروف أن المدرسة، التي تم بناؤها في عام 1912، قد خضعت لتغييرات عديدة على مر السنين، حيث تم استخدامها لفترة طويلة كمركز لبرنامج "رأس المال الفيدرالي" لضمان تعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. يشغل المبنى حالياً موقعاً مهجوراً، محاطاً بسياج سلكي، بعد توقف نشاطه التعليمي. يدرك مجلس مدينة لينشبرغ أهمية هذا المبنى التراثي، لذلك قام بالإعتماد على ميزانية مخصصة للتخطيط والتصميم وتحسين هذه المنشأة لتكون مركزاً يخدم حي وايت روك. يتوجه مهندسو العمل المعماري لاستكشاف حلول خارج الصندوق لإعادة استخدام هذا المبنى بما يحقق مصلحة المجتمع. في خطوة أولى، عقد الاجتماع الأول في كنيسة وايت روك، حيث تم جمع الآراء بقوة حول ما يرغب سكان الحي في رؤيته مستقبلاً. يضم المشروع كلاً من المباني المدرسية القديمة والأراضي المحيطة بها، وذلك بهدف تعزيز القيمة الاجتماعية والتفاعلية للمساحة عبر تحويلها إلى مرفق يخدم احتياجات سكان الحي. وقعت مدينة لينشبرغ عقداً مع "وورك برغرام أركيتكتس" (WPA) لتنفيذ إعادة تصميم المبنى وفقاً لمؤشرات وآراء المجتمع. بدأت الإدارة بالتواصل مع السكان من خلال زيارة ميدانية، حيث يقوم فريق العمل بجمع المعلومات والآراء من خلال إجراء مقابلات مع العائلات والأفراد المحليين، مستفسرين عن احتياجاتهم وآمالهم. تجدر الإشارة أيضاً إلى أن المهندسين قد قاموا بتقييم التراث الثقافي للمبنى كجزء من عملية التخطيط لإعادة تطويره. يجسد هذا المبنى تاريخ حي وايت روك، إذ أصبح رمزاً محورياً للتعليم والرفاهية. لكن مع مرور الزمن، تطلب الأمر التفكير الإبداعي لإعادة الحيوية إلى هذا الفضاء. أحد أهداف المشروع هو الحصول على ردود فعل حول الأمور التي قد تحتاج اللجنة إلى النظر فيها، مثل ما إذا كان ينبغي أن يُستخدم المبنى كمدرسة جديدة، مركز مجتمعي أو حتى مساحة للأنشطة الثقافية. من المتوقع أن تكون الإجابات متنوعة، مما يمثل انعكاساً للاحتياجات المتنوعة التي يتطلبها المجتمع. بالإضافة إلى تنظيم الاجتماعات المجتمعية، يدرك القائمون على المشروع أيضاً الحاجة الملحة للتكيف مع القوانين والمعايير الجديدة، حيث يُجبر المشروع على تحسين المبنى ليتماشى مع القانون الأمريكي للأشخاص ذوي الإعاقة. وهذا يعني أن التجديد لن يشمل تحسينات جمالية فقط، بل كذلك تيسير الوصول إلى المباني للأشخاص الذين يحتاجون لمساعدات خاصة. قام فريق العمل المعماري ببدء العملية من خلال القيام بزيارة ميدانية وتقييم الوضع الحالي للمكان. تعتبر هذه الخطوة أولية لكنها ضرورية في سبيل تحقيق التصميم الأمثل للمساحة. بالإضافة إلى ذلك، تم تقسيم الخطط ليتم تنظيمها عبر مراحل تتماشى مع الجدول الزمني المخصص. يأمل القائمون على المشروع في المحافظة على الضمانات الاجتماعية في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز الدور الذي يلعبه المبنى في توحيد سكان البلدة ومساعدتهم في تعزيز تواصلهم. المشروع ليس مجرد مخطط للتجديد المعماري، بل هو مقترح لتعزيز الهوية المجتمعية. سيتم تنظيم المزيد من الاجتماعات في نوفمبر وديسمبر لتطبيق المبادرات الناتجة عن تلك الاجتماعات، حيث سيتم توضيح الخطط المستقبلية بشكل أكبر. إذ يهدف مجلس المدينة إلى تقديم المعلومات للسكان حول التطورات وما تم تحقيقه بناءً على مشاركتهم. تاريخ المدرسة منذ إنشائها ومرورها بمراحل عدة يجعل من إعادة تطويرها موضوعاً محوري للنقاش، حيث كانت تستخدم كمدرسة لمحاصيل التعليم الأساسي حتى ستينيات القرن الماضي، ليتم تحويلها بعد ذلك لتصبح مركزاً لبرنامج التعليم المبكر. على مر العقود، تعرض المبنى للتغيير أكثر من مرة، لكن عودة مدرسة وايت روك إلى الحياة، بفضل التخطيط السليم والمشاركة الفعالة من المجتمع، قد تعيد الأمل والاهتمام للحي وتعيد بناء الروح المجتمعية للأهالي. تمثل هذه التجربة نموذجاً يُحتذى به في مدن أخرى حول كيفية التعاون بين السلطات المحلية والمجتمعات المعنية لإعادة إحياء الفضاءات العامة وتكييفها مع الاحتياجات الحالية. إن الخطط لتنفيذ هذا المشروع أثبتت القدرة على التغيير الناتج عن الاهتمام المستمر بالمآثر الاجتماعية والثقافية، مما سيخدم الأجيال القادمة في حي وايت روك. إن النتيجة المرجوة هي إعادة تشغيل هذا المبنى لإحداث تأثير إيجابي، ليس فقط من خلال إعادة استخدامه، بل أيضا عبر توفير مرفق يُفعّل التواصل بين السكان ويعزز من التعليم والثقافة. مبادرة كهذه لا تمثل مجرد إعادة بناء لمكان، بل تمثل انطلاقة جديدة لمستقبل أكثر إشراقًا لعائلات الحي وكافة أهله.。
الخطوة التالية