تأسست شركة جديدة تدعى "سي بورت ثيرابيوتيكس" (Seaport Therapeutics) من قِبل فريق سابق من شركة "كارونا" (Karuna)، التي تم شراؤها مؤخرًا من قِبل شركة "بريستول-مايرز سكويب" (Bristol-Myers Squibb) بمبلغ 14 مليار دولار. تهدف الشركة الناشئة التي تم إطلاقها بمبلغ 100 مليون دولار إلى تطوير أدوية نفسية مبتكرة. عُينت دافني زوهار، مؤسسة شركة "كارونا"، في منصب الرئيس التنفيذي لشركة "سي بورت"، بينما يتولى ستيف بول، الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس شركة "كارونا"، رئاسة الشركة الجديدة. تحصل "سي بورت" على دعم مالي كبير من خلال جولة التمويل الأولى من نوعها (Series A) بقيادة شركات استثمارية مرموقة، مثل "ARCH Venture Partners" و"سوفينوفا إنفستمنتس" و"Third Rock Ventures". سيتم استثمار هذا المبلغ في تطوير مجموعة من الأدوية الخاصة بالطب النفسي، التي تم تصميمها وتطويرها في البداية من قبل شركة "بيورتيك هيلث" (PureTech Health). تعبّر دافني زوهار عن حماسها لتولي قيادة "سي بورت" وتكرار التعاون مع ستيف بول، مشيرة إلى أهمية العمل مع فريق متميز من العلماء والمستثمرين. يتمحور عمل الشركة حول تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع الاضطرابات النفسية التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. يأتي تأسيس "سي بورت" كاستجابة للحاجة المتزايدة لعلاج فعال لاضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق. ومن خلال التعاون مع "معهد موناش لعلوم الأدوية" (Monash Institute of Pharmaceutical Sciences) في أستراليا، طورت الشركة تقنية دوائية جديدة تُعرف باسم "Glyph". هذه التقنية تشكل طفرة في طريقة تصميم الأدوية، حيث تهدف إلى تجنب ما يُعرف بعملية "الاستقلاب الأولي" والتي تؤثر سلبًا على فاعلية العديد من الأدوية عند تناولها عن طريق الفم. تقوم تقنية "Glyph" على تصميم الأدوية بحيث يتم امتصاصها من خلال النظام اللمفاوي، متجاوزةً الكبد الذي يعمل على تكسير الدواء. وهي طريقة مشابهة لكيفية امتصاص الدهون الغذائية. وتمكن هذه الطريقة الأدوية من البقاء أكثر فاعلية بعد دخولها مجرى الدم، مما يقلل من الحاجة إلى جرعات عالية. تدخل "سي بورت" السوق بصيدلية واعدة تبدأ بصيغة خاصة للدواء المعروف باسم "SPT-300"، وهو عبارة عن صيغة لدواء "ألوبرجنانولون" الذي يخضع حاليًا للتجارب السريرية من المرحلة الثانية لعلاج الاكتئاب الرئيسي مع القلق. تمت دراسة فعالية "ألوبرجنانولون" وقدرته على تحسين مستويات المرضى، حيث يساهم هذا العنصر بشكل كبير في تنظيم الحالة المزاجية. وتستعد الشركة أيضًا لإطلاق دواء سري، وهو "SPT-320"، الذي يعتمد على دواء "أغوميلاتين" ويجري الآن اختباراته الأولية لعلاج القلق والاكتئاب. كما تعمل الشركة على تطوير الدواء المبتكر "SPT-348"، والذي يعتبر كدواء "غير هلوسة" يتضمن خصائصٍ فريدة مختلفة عن الأدوية النفسية الحالية. يؤكد ستيف بول على الحاجة الملحة لعلاج الاضطرابات النفسية، مشيرًا إلى أن الاكتئاب والقلق هما من أكثر الحالات الطبية شيوعًا وإعاقة، وحتى قد تكون مميتة في بعض الأحيان. ويشدد على أن العلاجات الحالية لا توفر الراحة الكافية للعديد من المرضى. ومن خلال السعي نحو تطوير أدوية تجريبية جديدة، يأمل بول في تحسين حياة الملايين من الأفراد وعائلاتهم. من خلال استراتيجيتها الفريدة وتعاونها مع مؤسسات بحثية رائدة، تأمل "سي بورت ثيرابيوتيكس" في تغيير المشهد العلاجي للأدوية النفسية. وقد أبدت الشركة التزامًا قويًا بتطوير أدوية توفر فوائد حقيقية للمرضى. وتمثل هذه المبادرة خطوة هامة نحو تلبية احتياجات السوق المتزايدة وتقديم خيارات علاجية فعالة للمصابين بالاضطرابات النفسية. يعدّ هذا الانطلاق الجديد للشركة بمثابة قفزة نوعية، حيث استثمر القائمون عليها في بناء رؤية واضحة تعكس تعددية المهارات العلمية والقدرات الفنية. وتُظهر هذه الاستجابة لاحتياجات السوق المتزايدة وعياً متزايدًا حول أهمية الصحة النفسية، وضرورة تقديم العلاجات الحديثة والفعالة. من المتوقع أن تقدم "سي بورت" دعمًا كبيرًا في مجال الطب النفسي، مدفوعةً بالابتكار والبحث العلمي. ومع تخصيص 100 مليون دولار لتطوير الأدوية، يمكن أن تسهم هذه المبادرات في صناعة دواء جديد قادر على تغيير حياة الكثيرين. لم يعد العلاج النفسي مجرد رغبة، بل أصبح ضرورة ملحة تتطلب استجابة فعالة من قبل المجتمع العلمي والصناعي. تعمل "سي بورت" مع مجموعة من الخبراء في هذا المجال لطرح خيارات جديدة تلبي احتياجات المرضى، وبالتالي يتم تعزيز مفتاح الشفاء لهم. في النهاية، تعكس قصة تأسيس شركة "سي بورت ثيرابيوتيكس" شغفاً مستمراً بإحداث تغيير إيجابي في حياة الأفراد. إن العمل الجماعي والتعاون مع مؤسسات بحثية مرموقة يجعل المستقبل واعدًا، حيث يمكن أن نشهد فارقًا حقيقيًا في كيفية التعامل مع الاضطرابات النفسية عبر الجيل الجديد من الأدوية.。
الخطوة التالية