تُعتبر شركة MicroStrategy واحدة من أبرز الشركات التي تميزت في مجال تكنولوجيا المعلومات، حيث أصبحت مركز جذب كبير للمستثمرين بفضل استثماراتها الضخمة في البيتكوين. منذ أن بدأت الشركة في شراء البيتكوين قبل أربع سنوات، تعرضت لحالة من التقلبات المالية، ويطرح العديد من المستثمرين سؤالًا مهمًا: هل تعتبر MicroStrategy استثمارًا جذابًا في الوقت الحالي؟ تأسست MicroStrategy في عام 1989، واعتُبرت في البداية شركة لتقديم برامج وخدمات تحليل البيانات. لكن، مع بداية عام 2020، دخلت الشركة عالم العملات المشفرة بشكل مثير، بعد أن قرر مايك سايلور، الرئيس التنفيذي آنذاك، استثمار 250 مليون دولار من أموال الشركة في البيتكوين. هذا القرار جعل MicroStrategy أول شركة مدرجة علنياً تتبنى العملات المشفرة كجزء أساسي من استراتيجيتها الاستثمارية. منذ هذا القرار، استطاعت MicroStrategy أن تسرع من نموها، حيث حققت عوائد مذهلة وصلت إلى 863%، مما جعلها تتفوق على معظم الشركات في مؤشر S&P 500. ومع ذلك، فإن الاعتماد على البيتكوين كمصدر رئيسي للإيرادات يحمل في طياته مخاطر كبيرة. على الرغم من أن أسعار البيتكوين شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، إلا أن استثمارات الشركة فيها قد جعلتها عرضة للتقلبات. استثمرت MicroStrategy في مجموعة كبيرة من البيتكوين، حيث تمتلك نحو 226,500 عملة، والتي تقدر بقيمة تقارب 13.1 مليار دولار. ومع اقتراب البيتكوين من سعر 58,000 دولار، ساعدت هذه الاستثمارات الشركة على إعادة تقييم مكانتها في السوق. ولكن هذا التوجه لا يخلو من التحديات. أحد المخاطر الرئيسية التي تواجهها MicroStrategy هو اعتمادها الكبير على قروض ورقية لتمويل مشترياتها من البيتكوين. وفي حين أن استراتيجيتها حققت نجاحًا لـ”البيتكوين“، إلا أن اعتمادها على القروض جعل موقفها المالي أكثر تعقيدًا. فقد أسفرت هذه الخطوات عن تقليل احتياطات الشركة من النقد وزيادة ديونها، حيث انخفضت احتياطياتها النقدية من 531 مليون دولار إلى 3.8 مليار دولار كديون قبل الربع الثاني من عام 2024. بالإضافة إلى ذلك، مع زيادة الدين، واجهت MicroStrategy مشكلة في تمييز نفسها كمزود لبرامج تكنولوجيا المعلومات. فلم تتمكن الشركة من تحقيق إيرادات تعزز موقفها المالي، حيث بلغت إيرادات العمليات النقدية 5.2 مليون دولار فقط في النصف الأول من عام 2024. هذا الفارق بين العوائد والنفقات يجعل المستثمرين يتساءلون حول استدامة استراتيجيتها. ونظرًا لعلاقاتها بدينها، بدأت MicroStrategy في استخدام القروض القابلة للتحويل، مما يسمح لحملة هذه القروض بتحويل ديونهم إلى أسهم في الشركة. هذا الأمر زائد عن تمرير مخاطرة ارتفاع الدين إلى المستثمرين، ويعني أيضًا أن نسبة الأسهم القائمة قد ارتفعت بنسبة 110% في السنوات الأربع الماضية. هذا الفشل في إدارة الأسهم قد أثر سلبًا على قاعدة مستثمري الشركة، حيث انخفضت حصتهم في الشركة بشكل كبير. في حال شهد سعر البيتكوين انخفاضًا حادًا، ستكون هناك تداعيات خطيرة على MicroStrategy وخاصة على التزاماتها. على الرغم من أن التقرير يشير إلى أن 78% من البيتكوين الموجود بحوزة الشركة غير مقيد بالديون، فإن هذه الحماية قد لا تكون كافية في حالة حدوث هبوط حاد في الأسعار. مع كل هذه المخاطر، يظل السؤال: هل تعتبر MicroStrategy استثمارًا جيدًا؟ إذا نظرنا إلى السوق الحالي، حيث يبلغ سقف السوق للشركة 25.3 مليار دولار، في حين أن قيمة البيتكوين المتداولة لديها تقارب 13.1 مليار دولار، يُظهر هذا الفارق الكبير أن المستثمرين قد يواجهون تحديات عند التفكير في الاستثمار في أسهم MicroStrategy. نشهد حاليًا توجهًا متزايدًا نحو الاستثمار المباشر في البيتكوين، وبدأ العديد من المستثمرين يتطلعون إلى شراء البيتكوين بشكل مباشر أو من خلال صناديق التحوط المعتمدة على العملات المشفرة. بمعنى آخر، إذا كنت تستثمر في البيتكوين، ربما يكون من الأكثر أمانًا وضوحًا أن تشتري العملة نفسها بدلًا من الاعتماد على شركة مثل MicroStrategy، التي قد تكون أكثر عرضة للتقلبات. وفي خاتمة الأمر، تعكس MicroStrategy تجربة استثمارية مثيرة، لكنها تأتي مصحوبة بمخاطر كبيرة نظراً لتوجهاتها المعتمدة على البيتكوين. يجب على المستثمرين التفكير مليًا في إدخال الشركة تحت أنظارهم والنظر إلى جوانب مثل معدل نمو الشركة وقدرتها على توليد إيرادات مستقرة. في أحد أهم جوانب الاستثمار، يأتي الانضباط، لذا يتعين على المستثمرين توخي الحذر والقيام بدراستهم الخاصة قبل اتخاذ قرار. يمكن أن تمثل MicroStrategy فرصة فريدة في عالم الاستثمار، ولكنها تحتاج إلى نظرة مدروسة وفهم واضح للمخاطر المرتبطة بها. لذلك، قبل اتخاذ أي قرار، يجب أن يأخذ المستثمرون وقتهم الكافي لتقدير وضعهم المالي وأهدافهم الاستثمارية.。
الخطوة التالية