في خطوة لمواجهة الانتقادات الشديدة التي تعرض لها التصميم الأول، قدم الفنان كين كيليهر مفهومًا جديدًا لتمثال "كراي بيبي هيل" (Cry Baby Hill)، والذي يُعتبر جزءًا من احتفالات الذكرى المئوية لطريق 66 المقرر إقامتها في عام 2026. جاء ذلك بعد أن واجه التصميم الأصلي، الذي تم الكشف عنه في أغسطس، موجة من الاستياء العام بسبب عدة نقاط تتعلق بالمفهوم نفسه، واختيار فنان غير محلي، وعملية إجراء المشاورات مع الجمهور، التي اعتُبرت من قبل البعض غير كافية. كان التصميم الأول للتمثال يضم شخصية عارية الصدر ترتدي سروالًا قصيرًا باللون الأخضر، مع تسريحة شعر كانت تشبه تميمة مطاعم "بيغ بوي". هذا التصميم استفز نحو 2500 شخص للتوقيع على عريضة تطالب المسؤولين في المدينة بعدم الموافقة على التصميم، مما دفع المسؤولين إلى إعادة النظر في المشروع وفتح قنوات التواصل بين الفنان والمجتمع. المفهوم الجديد، الذي تم تقديمه مؤخرًا، يتضمن تعديلًا ملحوظًا على الشكل، حيث تم تزويد الشخصية بقميص ودرّاجة، مع قبعة بمزلاج مُقلّب، وبدلًا من أحذية التنزه، تم استخدام أحذية رياضية بيضاء. تعد هذه التغييرات مؤشراً واضحاً على استجابة الفنان للاحتياجات والاهتمامات المحلية، مما يدل على رغبة الفنان في تحسين التصميم ليعكس بصورة أفضل روح مجتمع "كراي بيبي هيل" وتاريخ مدينة تولسا. تعتبر "كراي بيبي هيل" من المناطق الشهيرة على طريق 66، حيث تُعد تحديًا لراكبي الدراجات خلال الفعالية الكبرى "تولسا تاف" والتي تُقام في اليوم الأخير من الحدث. ومع مرور السنوات، أصبحت هذه الهيل مقصدًا للاحتفالات التي يتميز فيها الحضور بالأزياء الإبداعية وديكورات خاصة، مما يجعل من الوجهة نقطة تجمع مرحة ومميزة خلال الفعالية. تجدر الإشارة إلى أن كين كيليهر، الفنان المقيم في نيوهامشير، معروف بأعماله الفنية الكبيرة والمبهجة، حيث توجد أعماله في عدة دول حول العالم. وفقًا للبيان الصادر عن المدينة، فإن كين يسعى لضمان أن يعكس العمل الفني في نهاية المطاف خصائص طريق 66 وتاريخ "كراي بيبي هيل" وكذلك روح مدينة تولسا. بالإضافة إلى ذلك، أُعلن أن التمثال سوف يُركب في 815 شارع ريفرسايد. وقد تم تخصيص ميزانية إجمالية للمشروع بلغت 250,000 دولار، مع دعم الميزانية من خلال استفتاءات تمت في عامي 2003 و2006. تتطلب عمليات التطوير لهذه الأنواع من المشاريع عادةً شراكة وثيقة بين الفنانين المحليين والجهات الرسمية، لضمان أن تعكس الأعمال الفنية الثقافة المحلية وتلبي توقعات المجتمع. ستستمر المدينة في تسهيل الحوارات بين الفنان والأطراف المعنية لضمان أن يكون المنتج النهائي ملائمًا لتمثيل الشارع الأسطوري. التواصل المستمر بين كيليهر والمجتمع هو خطوة مشجعة نحو بناء الثقة وإعادة العلاقات مع الجمهور. إن قدرة كين على تعديل تصميمه ليشمل المدخلات المحلية تعكس مرونة الفنان واحترامه لوجهة نظر المجتمع. تندرج المعارض الفنية العامة والتصاميم التذكارية في إطار رؤية المدينة لجعل تولسا وجهة رئيسية للفنون والثقافة. إن هذا التمثال ليس مجرد عمل فني، بل يمثل أيضًا جزءًا من الهوية الثقافية للمدينة، ويعد وسيلة لجذب الزوار وتعزيز السياحة. قد تكون الأحداث العامة مثل هذه فرصة لتعزيز التفاعل بين الفنانين والمجتمع، وفتح قنوات للاستماع إلى آراء السكان، وهذا ما يعكسه تحرك المدينة لإشراك المجتمع في هذا المشروع. إن الجهود المبذولة لضمان أن تتضمن العملية آراء وأفكار المواطنين تظهر استعداد المدينة للتكيف مع مطالب السكان. يبدو أن مدينة تولسا تتبع منهجًا شفافًا في عملية اختيار وتصميم هذا التمثال، مما يعكس التزامها بالتواصل الفعال مع المجتمع. ومع ذلك، فإن من الضروري أن يظل جميع الأطراف المعنية متفاعلين وأن يتم الاعتراف بأهمية الإبداع الفني كوسيلة للربط بين الثقافة المحلية والاحتفال بالتراث التاريخي. في ضوء هذه التطورات، يبدو أن الفنان كين كيليهر قد أصبح مرتاحًا لوضع اللمسات النهائية على التمثال، ويعكس التصميم الجديد المزيد من الشمولية والتفكير في المجتمع. ومن المؤكد أن العملية برمتها ستكون تجربة تعليمية للفنانين والمجتمعات على حد سواء. في نهاية المطاف، يقدم هذا المشروع فيضانًا من الفرص الفريدة لتعزيز الإبداع الفني ودعم المواهب المحلية، من خلال إيجاد توازن بين الفن والتفاعل المجتمعي. قد تساهم الفنون العامة في تعزيز الفخر الاجتماعي وتأكيد الهوية الثقافية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الحياة في تولسا. إن مشروع تمثال "كراي بيبي هيل" ليس مجرد عمل فني، بل هو رمز للتواصل والتفاهم بين الفنان والمجتمع، خطوة نحو احتضان التنوع الثقافي ودعم الفنون في كل مكان، مما يجعل من تولسا مكانًا متميزًا يجمع بين التاريخ والتراث والفن بروح إيجابية.。
الخطوة التالية