تحذير مكتب التحقيقات الفيدرالي من مخططات "الهندسة الاجتماعية" الكورية الشمالية لسرقة العملات المشفرة أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إنذارًا عاجلًا بشأن تهديدات إلكترونية متزايدة تنطلق من كوريا الشمالية. في إعلانهم الذي صدر في 3 سبتمبر 2024، حذر المكتب من أن قراصنة يعملون لصالح الحكومة الكورية الشمالية يجري استهدافهم للموظفين في شركات الأصول الرقمية، حيث يستهدفون بشكل خاص الشركات المرتبطة بالتمويل اللامركزي والعملات المشفرة. تشير المعلومات إلى أن هؤلاء المهاجمين قد بدأوا في تنفيذ حملات معقدة ومفصلة من "الهندسة الاجتماعية"، وهي تقنية تعتمد على التلاعب النفسي لثني الضحايا عن اتخاذ قرارات مسؤولة. حيث قام القراصنة بإعداد عروض عمل زائفة أو فرص استثمار مغرية لجذب ضحاياهم وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى تنزيل برامج خبيثة على أجهزتهم. تكشف التفاصيل أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد حدد أن الجهات الفاعلة السيئة لم تكتفِ باستهداف الأفراد العاديين، بل أظهرت وعيًا بالكثير من الشركات المرتبطة بصناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة. فبدلاً من استهداف الضحايا بشكل عشوائي، يقوم القراصنة بإجراء أبحاث دقيقة على الشركات المؤكد نجاحها وتقديرها في السوق، مما يزيد من احتمالية نجاح هجماتهم. خطوات الهجوم التي يتبعها القراصنة تشمل محادثات طويلة الأمد مع الضحايا المحتملين. من خلال بناء نوع من الثقة والحميمية، يستطيع المهاجمون تسهيل عملية إرسال الروابط الخبيثة في سياقات تبدو عادية وغير مقلقة. إن الطلاقة اللغوية للقراصنة في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى معرفتهم الواسعة بالتقنيات المالية المتعلقة بالعملات المشفرة، تجعلهم فعليًا "غير قابلين للاكتشاف" في عيون الضحايا. تتسبب هذه الممارسات في قلق متزايد في المجتمع التقني والمالي. الوضع حرج بشكل خاص، حيث تشير التقديرات إلى أن قراصنة كوريا الشمالية قد تمكنوا منذ عام 2017 من سرقة ما يقرب من 3 مليارات دولار من العملات المشفرة باستخدام طرق مشابهة. وتعود العديد من هذه الهجمات إلى مجموعة "Lazarus"، التي ترتبط بالأنشطة الإلكترونية المشبوهة والتي تتهم بالتورط في عمليات سطو بيانات وسرقة أموال على مستوى عالمي. من المهم أن نفهم كيف تسير هذه العمليات. بمجرد أن ينجح القراصنة في تثبيت البرمجيات الخبيثة على جهاز الضحية، يمكنهم الوصول إلى المعلومات المالية الحساسة، مثل كلمات المرور وعناوين المحافظ الرقمية، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى فقدان الملايين من الدولارات في ثوانٍ. وهذا يزيد من أهمية رفع مستوى الوعي بين الموظفين في شركات العملات المشفرة حول أساليب الهجوم الحديثة لضمان سلامة المعلومات وقوة البنية التحتية الأمنية. تصريحات مكتب التحقيقات الفيدرالي تضمنت تحذيرات إضافية تتعلق بعمليات الاحتيال الأخرى المرتبطة بالعملات المشفرة. على سبيل المثال، تم ذكر عمليات الاحتيال التي تتضمن انتحال صفة موظفين في بورصات العملات المشفرة، حيث يحاول المحتالون استغلال ثقة المستخدمين لتعريض حساباتهم للخطر. إن استجابة الحكومات حول العالم لهذه التهديدات يجب أن تكون سريعة وفعالة. يتعين على الدول الاستثمار في تعزيز الأمان السيبراني، والنظر في طرق جديدة ومبتكرة لمواجهة الهجمات المتزايدة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم برامج توعية وتحذير للمستخدمين حول المخاطر المحتملة وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لتحديد الأنماط المريبة التي قد تظهر. مع تزايد استخدام العملات المشفرة في جميع أنحاء العالم، يصبح من الضروري أن تتخذ الشركات والمستخدمون الأفراد اتخاذ خطوات لحماية أصولهم. يتضمن ذلك استخدام المحفظات الرقمية الآمنة، والتحقق من الروابط قبل النقر عليها، وعدم الانجراف وراء العروض المغرية التي قد تبدو غير حقيقية. في ختام الأمر، يعد الوعي واليقظة هما السلاحان الأمثل لمواجهة مثل هذه التهديدات. يجب أن يتشارك الجميع المسؤولية في التصدي لهذه التهديدات السيبرانية، سواء كانت شركات أو أفراد. فقط من خلال اليقظة والتعاون يمكننا حماية أنفسنا ومجتمعنا من هؤلاء المهاجمين ختاماً، يتطلب عام 2024 الوعي الدائم من قبل مستخدمي العملات المشفرة والمصادر المالية للمرور بشكل آمن في عالم يتميز بتكنولوجيا متطورة وتهديدات غير متوقعة.。
الخطوة التالية