في خبر صادم أثار جدلًا واسعًا في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، تم اختراق حساب الصحافة الرسمي لشركة OpenAI على منصة "إكس" (X)، وهو ما يفتح النقاش مجددًا حول المخاطر المتزايدة في عالم العملات الرقمية وأمن الحسابات على الإنترنت. مؤخرًا، تعرض حساب "OpenAI Newsroom"، الذي تم إنشاؤه مؤخرًا بهدف تسليط الضوء على المنتجات والسياسات الجديدة للشركة، للاختراق من قبل نفس مجموعة المحتالين الذين تمكنوا سابقًا من اختراق حسابات عدد من قادة الشركة. في يوم الإثنين الماضي، نشر الحساب منشورًا يدعي وجود عملة جديدة تحمل اسم "$OPENAI"، وهو الأمر الذي أثار موجة من الشكوك والاستفسارات بين المتابعين. وذكر المنشور المكتوب بشكل غير دقيق: "يسعدنا أن نعلن عن $OPENAI: الفجوة بين الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوكشين". كما أضاف أن جميع مستخدمي OpenAI مؤهلون للمطالبة بجزء من الإمدادات الأولية للعملة المزعومة، مع وعود بأن الاحتفاظ بالعملة سيمكنهم من الوصول إلى جميع برامج البيتا المستقبلية. مع ذلك، فإن العملة $OPENAI غير موجودة في الواقع، وهو ما جعل الكثيرين يستنتجون أن الحساب قد تعرض للاختراق. كان المنشور مرتبطًا بموقع تصيد سعى لتقليد الموقع الرسمي لشركة OpenAI، ولكنه كان يحمل عنوانًا غير صحيح - "token-openai.com". واحتوى هذا الموقع على زر بارز يحمل عبارة "احصل على $OPENAI" الذي كان يهدف لتشجيع المستخدمين على ربط محافظهم للعملات الرقمية، مما قد يمكن المحتالين من سرقة بياناتهم وكلمات المرور. المثير للاهتمام أن المنشور والموقع الاحتيالي كانا لا يزالان موجودين عند نشر الخبر، كما استمر حساب "OpenAI Newsroom" في الرد على الاستفسارات المزعومة حول العملة الجديدة الواهية، مما يعني أن الاختراق كان قد planed بشكل جيد. ولتخفيف من الشكوك، تم تعطيل التعليقات على المنشور الخبيث، مما جعل من الصعب على المستخدمين التفاعل معه أو الإبلاغ عنه. ما يثير القلق هو أن هذا ليس أول اختراق يتعرض له حساب مرتبط بشركة OpenAI. ففي يونيو 2023، تم اختراق حساب كبير في الشركة، حيث نشر نفس الرسالة الترويجية لعملة "$OPENAI" الوهمية. وتكرر هذا السيناريو مؤخرًا في أغسطس عندما تم اختراق حسابات بعض الباحثين والعلماء في الشركة واستخدامها لنشر منشورات مشابهة. تجدر الإشارة إلى أن المحتالين استخدموا أدوات متقدمة في عملياتهم، مثل "crypto drainer"، لسرقة كافة الرموز المميزة و NFTs من حسابات الضحايا بمجرد تسجيل دخولهم إلى الموقع الوهمي المزعوم. يبدو أن هذه العمليات ليست مجرد حوادث منفردة، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تواصلت لعدة سنوات، حيث تتعرض حسابات تكنولوجية بارزة وحسابات مشاهير لهجمات مماثلة. استنادًا إلى تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد بلغت خسائر الأمريكيين بسبب عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات الرقمية نحو 5.6 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 45% مقارنة بالعام السابق. ومن الملاحظ أن 2024 في طريقها لأن تكون سنة أسوأ من سابقتها، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 50,000 عملية احتيال خلال النصف الأول من العام، كلفت المستهلكين حوالي 2.5 مليار دولار. في ضوء هذه الأحداث، يتساءل الكثيرون عن كيفية حماية أنفسهم من هذه الأنواع المتزايدة من الاحتيال. تعتبر السلامة عبر الإنترنت موضوعًا رئيسيًا منذ عدة سنوات، ومع ازدياد شعبية العملات الرقمية، أصبح الأمر أكثر تعقيدًا. ينصح الخبراء دائمًا بعدم الوثوق بالمنشورات المشبوهة أو الروابط مجهولة المصدر، فضلاً عن تشغيل المصادقة الثنائية على الحسابات متى أمكن ذلك لزيادة مستويات الأمان. تحتاج الشركات الأحدث والناشئة في عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا إلى أن تكون على وعي بمثل هذه التهديدات، حيث أن سمعتها تعتمد بشكل كبير على كيفية تعاملها مع الأمان السيبراني وطرق حماية بيانات مستخدميها. وقد تكون هذه الحوادث بمثابة جرس إنذار للشركات الأخرى في هذا المجال، حيث يتوجب عليها اتخاذ إجراءات استباقية لحماية نفسها ومستخدميها. من المؤكد أن هذه القضايا سوف تتكرر طالما أن هناك أناسًا يستغلون الحماس والفضول البشري لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين. وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات وشركات التكنولوجيا لمحاربة عمليات الاحتيال، فإن الوعي والتعليم بشأن هذه المسائل يجب أن يكون في قلب استراتيجيات الحماية. في الختام، تظل هذه الحادثة مثالًا صارخًا على المخاطر المرتبطة بالفضاء الرقمي، وتأكيدًا على ضرورة توخي الحذر والاحتراس عند التعامل مع المعلومات عبر الإنترنت. في عالم يتطور بسرعة، يجب أن نكون دائمًا على استعداد للتكيف مع التهديدات المتزايدة والبحث عن طرق جديدة لتعزيز الحماية الأمنية.。
الخطوة التالية