تحت عنوان "خساراتٌ مُفجعة: الأمريكيون فوق الستين يخسرون أكثر من 1.6 مليار دولار في عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية" في عام 2023، تعرض الأمريكيون الذين تزيد أعمارهم عن الستين عامًا لأحد أكبر خسائرهم المالية في التاريخ الحديث، تجاوزت 1.6 مليار دولار نتيجة لعمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات الرقمية. وفقًا لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، تعرض 16,806 شخصًا من هذه الفئة العمرية للاحتيال، مما يسلط الضوء على مدى خطورة هذه الظاهرة وكيف يمكن للمتقاعدين حماية مدخراتهم. لقد كان يُفترض أن العملات الرقمية تمثل مستقبلًا مشرقًا في عالم المال والأعمال، حيث تقدم فرصًا جديدة للاستثمار. ولكن، ومع كل هذه الفرص، جاءت المخاطر الكبيرة. فقد أبلغ المكتب أن أكثر من 69,000 شكوى حول الاحتيال المتعلق بالعملات الرقمية تم تقديمها من قبل الضحايا في جميع الفئات العمرية، مما أدى إلى خسائر إجمالية تقدر بـ 5.6 مليار دولار. تعتبر عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية جذابة لصوص الإنترنت، لأن الأساليب المتبعة في الاحتيال غالبًا ما تكون سهلة ولا تتطلب الكثير من الجهد. ومع زيادة الاهتمام بالاستثمار في العملات الرقمية، يصبح كبار السن عرضة للاختراق، خاصة أولئك الذين لا يملكون معرفة كافية بتقنيات مثل blockchain وأنظمة الحماية المرتبطة بها. تتنوع أساليب الاحتيال، ولكن تشير تقارير FBI إلى أن الاستثمارات الاحتيالية تعد واحدة من الأسباب الأساسية للخسائر الفادحة. الاحتيالات الاستثمارية تشمل مجموعة من الحيل مثل العروض الأولية للعملات (ICOs) الوهمية، حيث يتم تحفيز الضحايا لشراء عملات رقمية تُصنف في النهاية على أنها بلا قيمة. كما أن هناك محافظ رقمية مزيفة، حيث يعتقد الضحايا أنهم يقومون بتخزين عملاتهم الرقمية بأمان، لكنهم في الحقيقة يقومون بإعطاء معلوماتهم السرية للمحتالين. إلى جانب الاستثمارات الاحتيالية، تظهر عمليات الاحتيال على شكل رسائل تصيد إلكتروني (Phishing) وعمليات تزييف، والتي تُعرف بإغراء الأشخاص لمشاركة معلومات شخصية أو مالية، معتقدين أنهم يتعاملون مع شركة شرعية. في هذه الحالة، يصبح كبار السن، الذين قد يكونون متخلفين عن توفيراتهم للتقاعد، أكثر عرضة للخداع. لذا، كيف يُمكن للمتقاعدين حماية أنفسهم من هذه العمليات الاحتيالية المدمرة؟ أولًا، يجب أن يقيم المتقاعدون بحذر أي فرصة استثمارية. من المهم إجراء بحث مستقل قبل اتخاذ قرار بشأن الاستثمار. ويجب على الأفراد أن لا يعتمدوا على التوصيات من المشاهير أو أساليب البيع العدوانية التي تُروج لهذه الاستثمارات. فإذا بدا العرض جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها، فغالبًا ما يكون كذلك. ثانيًا، ينبغي أن ينتبه المستثمرون إلى الوعود الكاذبة. إذا كان هناك ضغط لشراء عملة رقمية بسرعة، فعلى الأرجح أن هذا هو أحد الأساليب الاحتيالية. يجب على الأفراد أن يأخذوا وقتهم في التفكير قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. ثالثًا، من الضروري التعامل مع شركات موثوقة. يفضل العمل مع شركات ذات سمعة جيدة وتاريخ مثبت في مجال الاستثمار في العملات الرقمية. يُستحسن أيضًا التفكير في شراء عملات رقمية معروفة مثل البيتكوين، بدلاً من الدخول في عالم العملات الرقمية المجهولة. رابعًا، يجب على الأفراد توخي الحذر بشأن تقديم معلوماتهم الشخصية أو المالية. ينبغي أن يمتنعوا عن الرد على الرسائل الإلكترونية أو المكالمات الهاتفية التي تطلب تفاصيلهم. إذا اتصلت بهم شركة وتطلب معلوماتهم، يجب أن يقطعوا الاتصال، ويبحثوا عن رقم الهاتف الحقيقي للشركة ويعيدوا الاتصال للتحقق من صحة المكالمة. بالطبع، يمكن تجنب عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية تمامًا من خلال الابتعاد عنها. معظم كبار السن يجب عليهم أن يتوخوا الحذر الشديد عند التفكير في استثماراتهم، لأن لديهم فترة زمنية قصيرة لتحقيق العوائد. استثمار أموال يحتاجون إليها قريبًا في أصول متقلبة مثل العملات الرقمية قد يعرضهم لمخاطر كبيرة. بدلاً من ذلك، يُفضل أن يتبنى كبار السن استراتيجية استثمار تقليدية تركز على السوق الاستثماري الأمريكي، والذي يُعتبر أكثر استقرارًا. يرغب الكثير من الناس في رؤية أموالهم تنمو ببطء وثبات على مر السنوات، بدلاً من المخاطرة بخسارتها في استثمارات محفوفة بالمخاطر. بالمجمل، ينبغي أن يُستعد المتقاعدون لمواجهة عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية من خلال الفهم الجيد للمخاطر واتباع الخطوات الاحترازية. إن الوعي هو الخطوة الأولى نحو حماية ما حصلوا عليه بصعوبة من مدخراتهم ومساعدتهم على ضمان مستقبل أكثر أمانًا. على الرغم من الارتفاع الكبير في جاذبية العملات الرقمية، لا تزال هناك طرق فعالة للاستثمار والتنمية المالية، تُرسي الأساس لمستقبل أكثر إيجابية. يجب أن يُركز المتقاعدون على اتخاذ القرارات المدروسة والمبنية على المعلومات الدقيقة، للحفاظ على أموالهم وضمان راحتهم المالية في السنوات القادمة.。
الخطوة التالية