في السنوات الأخيرة، شهدت الساحة الاقتصادية تغييرات كبيرة ساهمت في تشكيل الأسعار والأسواق. واحدة من الموضوعات التي أثارت الاهتمام هي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وتأثيرها المحتمل على الأسواق المالية في السنوات القادمة، بما في ذلك سوق البورصة في عام 2025. في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط المستخلصة من مقابلة أجرتها قناة ألتكوين ديلي حول هذا الموضوع. مع انطلاق إدارة ترامب، تم تطبيق مجموعة من الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات المستوردة، خصوصًا من الصين. كانت هذه الخطوة تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الخارجية ورفع الأسعار المحلية. ومع ذلك، كان لهذه السياسة آثار تجارية واسعة، حيث أثرت على سلسلة التوريد وأدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج للعديد من الشركات. وهذا قد ينعكس بدوره على أسعار الأسهم في السوق. من منظور الأسواق المالية، يرى المحللون أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى عدم اليقين الاقتصادي، مما قد يضعف ثقة المستثمرين. فعدم اليقين يمكن أن يدفع المستثمرين إلى اتخاذ مواقف أكثر حذرًا، مما ينعكس سلبًا على الأسعار. من ناحية أخرى، هناك من يعتقد أن الحمائية الاقتصادية قد تخلق فرصًا استثمارية جديدة في الأسواق المحلية، مما يعزز نمو بعض القطاعات. أحد أبرز النقاط التي تم تناولها في المقابلة هو التأكيد على أن بازار العملات الرقمية قد يفيد من هذه الديناميكيات الاقتصادية. حيث أن الإقبال المتزايد على العملات الرقمية قد يكون رد فعل طبيعي للمتداولين الذين يسعون إلى التنويع وتفادي تقلبات السوق التقليدية. في عام 2025، من المتوقع أن يشهد السوق صعودًا جيدًا، خاصة للقطاعات التي تستفيد من تلك السياسات الحمائية. بالإضافة إلى ذلك، تم تسليط الضوء على رؤية طويلة المدى لأسعار الأصول الرقمية. يتوقع الكثيرون أن تشهد العملات المشفرة مزيدًا من الاعتماد والشعبية في السنوات القادمة. هذا الاتجاه قد يعكس نفسه في زيادة الطلب على الأصول الرقمية وتجاوب السوق بشكل إيجابي مع السياسات المتغيرة. وفي إطار ذلك، تناول المحللون استراتيجيات الاستثمار التي يمكن أن تتبعها الشركات والمستثمرون الأفراد للنجاح خلال هذه المرحلة. يمكن أن تكون الاستثمارات في الشركات التي تتكيف مع الرسوم الجمركية أو التي تمتلك سلسلة توريد محلية قوية هي الخيار المثالي. هذا بالإضافة إلى الاستثمار في العملات الرقمية التي من المتوقع أن تشهد زخمًا صعوديًا. كما تم الإشارة إلى أهمية متابعة السياسة النقدية للبنك المركزي، حيث أن أي تغييرات في الفائدة أو برامج التحفيز ستؤثر بشكل مباشر على الأسواق. في حال قرر البنك المركزي زيادة الفائدة، فقد يؤدي ذلك إلى سحب السيولة من الأسواق ويخلق ضغوطًا على الأسهم. من ناحية أخرى، إذا استمر البنك في السياسات التوسعية، فقد يعني ذلك تدفق مزيد من الأموال إلى الأسواق وسوف يساهم في تعزيز الأسعار. ويعتبر العديد من المحللين أن إدارة ترامب، بالرغم من التحديات التي قدمتها، قد تفتح أفقًا للابتكارات الاقتصادية. الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتبنى التكنولوجيا وبذات الوقت تتمتع بعلاقات تجارية قوية في الداخل قد تكون أكثر قدرة على البقاء والازدهار خلال هذه الفترات المتقلبة. خلاصة القول، إن فهم تأثير سياسات ترامب التجارية والرسوم الجمركية على الاقتصاد العام، وخاصة السوق المالية المتوقع أن تنتعش في عام 2025، هو أمر ضروري للمستثمرين. السوق دائمًا ما يكون في حالة تغير، ومن الضروري مواكبة تلك التغيرات مع تطوير استراتيجيات استثمار متينة. ومع استمرار تأثير العملات الرقمية في إعادة تشكيل مشهد الاستثمار، سيكون هناك مجال مهم للنمو سيكون ملحوظًا في الأعوام المقبلة.。
الخطوة التالية