انخفض سعر عملة تونكوين المرتبطة بتطبيق تيليجرام، بنسبة تزيد عن 20% منذ اعتقال مؤسس التطبيق ورئيسه التنفيذي، بافل دوروف، يوم السبت الماضي من قبل السلطات الفرنسية. يأتي هذا الانخفاض في ظل تصاعد دعوات من مجتمع العملات الرقمية للمطالبة بإطلاق سراح الملياردير، مما يعكس التأثير الواسع لاعتقاله على الصناعة بشكل عام. تعد تونكوين هي العملة الرقمية الأصلية لشبكة "The Open Network" (TON)، التي أسسها بافل وشقيقه نيكولاي دوروف. وقد كان الهدف من تطوير هذه الشبكة هو إنشاء منصة دفع متكاملة لتطبيق تيليجرام، الذي يتمتع بشهرة واسعة واستخدامات متعددة، خصوصًا بين عشاق العملات الرقمية. إلا أن اعتقال دوروف ألحق ضررًا كبيرًا بالثقة في مستقبل العملة وسعرها. قبل اعتقاله، كانت قيمة تونكوين تتداول حول 6.80 دولار. ومع بدء الأزمة، انخفض السعر ليصل إلى حوالي 5.42 دولار، مما يعكس حالة من الذعر في السوق وتعثرًا غير متوقع في أداء العملة. هذا الانخفاض السريع في السعر يثير القلق بين المستثمرين والمستخدمين على حد سواء. على الرغم من أن بافل دوروف لم يتلقَ بعد أي اتهامات رسمية، إلا أن احتجازه يأتي في سياق تحقيق حول الأنشطة الإجرامية التي تحدث عبر تطبيق تيليجرام. وقد تم إطلاق هذا التحقيق في يوليو الماضي، ويتعلق بمجموعة من القضايا بما في ذلك توزيع مواد تحمل طابعًا إباحيًا للأطفال، وبيع المخدرات، وغسيل الأموال، وعدم التعاون مع السلطات. جاء اعتقال دوروف في مطار لو بورجيه بالقرب من باريس، بعد وصوله من أذربيجان. وقد أصبح دوروف الآن مواطنًا في كل من فرنسا والإمارات العربية المتحدة، مما يزيد من تعقيد الوضع القانوني الخاص به. ومن جهة أخرى، فإن مجتمعات العملات الرقمية والنقاد على حد سواء قد رأوا في اعتقاله تهديدًا لحرية التعبير، وهم يحذرون من تداعيات ذلك. أعربت مجموعة "TON Society"، التي تمثل المجتمع الرسمي لشبكة TON، عن إدانتها للاعتقال، ووصفت ذلك بأنه هجوم مباشر على حقوق الإنسان الأساسية. وطالبت السلطات الفرنسية باحترام حقوق تيليجرام في حماية حرية التعبير وخصوصية مستخدميها. وقد جاءت هذه الدعوة في وقت حرج يعاني فيه المجتمع من فقدان الثقة بسبب الوضع الراهن. علاوة على ذلك، تفاعل بعض الشخصيات البارزة في عالم العملات الرقمية مع الحادثة، حيث أعلن مؤسس بلوك تشين "TRON"، جاستن صن، عن تخصيص مليون دولار لإنشاء منظمة غير ربحية قائمة على البلوكتشين تهدف إلى مساعدة دوروف في الحصول على حريته القانونية. وقد عُرِف صن كأحد العربات المبتكرة في هذا المجال، لكنه لم يوضح كيف ستعمل المنظمة التي اقترحها. كما عبر مؤسس إيثيريوم، فيتاليك بوتيرين، عن قلقه إزاء موقف دوروف، مشيرًا إلى أنه قد انتقد تيليجرام في الماضي لعدم جديتها في مجال التشفير، إلا أن اعتقاله يدل على خطر داهم لحرية البرمجيات والتواصل في أوروبا. تطرح هذه الأوضاع تساؤلات حول مستقبل التطبيقات التي تعتمد على عدم الرقابة، وكيف يمكن لها أن تظل تعمل في ظل بيئات قانونية صارمة. فيما يخص شبكة "تون"، فقد واجهت انخفاضًا في النشاط أيضًا، حيث شهدت الشبكة انقطاعًا لمدة تقارب الخمس ساعات في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء. وعزت الشبكة سبب انقطاعها إلى "حمل غير عادي" على الشبكة، الأمر الذي دفع منصات التبادل الكبرى مثل "باينانس" لإيقاف جميع المعاملات على الشبكة. ويرتبط هذا الضغط الزائد على الشبكة بإصدار عملة جديدة تدعم بافل دوروف. تبقى الأسئلة مفتوحة حول كيفية تطور الموقف، وما إذا كانت الإجراءات القانونية ضد دوروف ستؤثر على هيكل سوق العملات الرقمية بشكل كامل. في حال عدم إطلاق سراحه، قد تواجه تونكوين مزيدًا من التحديات في جذب الاستثمارات والدعم من المجتمع الأوسع. في وقتٍ قد يكون فيه الحب والمساندة من المجتمع هو أهم ما تبقى لدوروف، يبدو أن تأثير اعتقاله تجاوز مجرد الشأن الشخصي ليمس مجتمعات عملات مشفرة بأكملها. إن مستقبل تيليجرام وتونكوين قد يكون في خطر، وسط تطورات متسارعة تخيم على سماء هذا المجال الجديد. السوق الرقمي المتقلب دائمًا ما يكون في حالة تأهب، ويتطلب استجابة سريعة من جميع الأطراف المعنية. ستبقى أعين المستثمرين والمستخدمين مُركزة على التطورات القادمة، ويظل الشعب الرقمي متفائلًا بإمكانية إيجاد مخرج قانوني يضمن حرية دوروف وحقوق مستخدمي تيليجرام بشكل عام.。
الخطوة التالية