في خطوة تعكس التزام الحكومة السلفادورية تجاه البيتكوين، أعلنت السلفادور عن شراء 11 بيتكوين في صفقة واحدة، وهو ما يعكس استراتيجيتها المستمرة في زيادة احتياطياتها من هذه العملة الرقمية. هذه الصفقة، التي تمت في الثامن من يناير 2025، تأتي بعد سلسلة من الاستحواذات التي تشهدها دولة السلفادور على العملة الرقمية الشهيرة منذ نهاية عام 2024. ## السلفادور والبيتكوين: قصة نجاح تعد السلفادور أول دولة في العالم تقدم البيتكوين كعملة قانونية، وهو ما جعلها محط أنظار المتخصصين في الاقتصاد الرقمي. ومن خلال هذه الخطوة الجديدة، يواصل الرئيس نايب بوكيلة التعبير عن ثقته في إمكانات البيتكوين كأصل استثماري. حيث إن القيام بصفقة شراء 11 بيتكوين دفعة واحدة يمثل تغييرًا في استراتيجية البلاد السابقة التي كانت تشتري بيتكوين واحد يوميًا. المبلغ المخصص لهذه الصفقة اجتاز حاجز المليون دولار، مما يعكس الجدية في توجهات الحكومة. ## استراتيجيات بناء الاحتياطي تأتي هذه الصفقة في وقت يزداد فيه التركيز من قبل الحكومة السلفادورية على استخدام البيتكوين كأداة لتعزيز المخزون الاستراتيجي. وفقًا لما ذكره ماكس كايسر، المستشار الحكومي السلفادوري للبيتكوين، تسعى الحكومة حاليًا إلى إضافة 20,000 بيتكوين إضافية إلى احتياطياتها، مما يعزز رؤية السلفادور في الاعتماد على البيتكوين بشكل أكبر. ## الإنجازات السابقة في الاستثمار في البيتكوين لقد قامت السلفادور زيادة حجم احتياطياتها من البيتكوين ثلاث مرات في الفترة الأخيرة، حيث استحوذت على 11 بيتكوين في كل من 20 و22 ديسمبر 2024. وهذه المشتريات قد أسفرت عن تحقيق الدولة لنمو ملحوظ في الأصول الرقمية، حيث أصبح إجمالي ممتلكاتها الآن يبلغ حوالي 6,022 بيتكوين، التي تساوي قيمتها حوالى 567 مليون دولار، مع تكاليف اقتناء لا تتجاوز 145 مليون دولار. ## الاحتفاظ بالبيتكوين كأصل استثماري تمثل هذه الاستراتيجيات السلفادورية رمزًا للاقتصاد الرقمي الحديث وتسلط الضوء على كيفية استفادة الدول من الأصول الرقمية. إذ أن التكلفة المتوسطة لكل بيتكوين عند السلفادور تبلغ حوالي 45,641 دولار، وهو ما يعطي الحكومة تفاؤلًا حول مستقبل نمو قيمة البيتكوين. من الأهمية بمكان أن نسجل أن هذه القرارات تأتي في وقت يتسم بتقلبات شديدة في أسعار البيتكوين، لكن السلفادور تبرز كداعم رئيسي للبيتكوين في الساحة العالمية. ## بيانات السوق وتأثير الهجمات القادمة في الآونة الأخيرة، تحدث الرئيس بوكيلة عن قرار وزارة العدل الأمريكية ببيع 69,370 بيتكوين مستحق من عمليات مصادرة تتعلق بقضية الـ"سيلك رود". وكان حديثه موجهًا بشكل خاص نحو تأثير هذا الأمر على الأسعار وكيفية استعداد السلفادور للاستفادة من أي انخفاضات في السوق. حيث يمكن أن تكون مثل هذه الأحداث فرصًا ذهبية للشراء بأسعار مخفضة. ## السلفادور في صدارة المشهد العالمي تتميز السلفادور عن الدول الأخرى بمكانتها الرائدة في استخدام البيتكوين كعملة وطنية. في وقت تتردد فيه العديد من الحكومات الأخرى في اتخاذ خطوات مشابهة نحو اعتماد العملات الرقمية، تواصل السلفادور تعزيز موقفها الفريد. تسعى السلفادور لتقديم نموذج ناجح للدول الأخرى التي تفكر في استخدام البيتكوين كوسيلة لتحسين اقتصاداتها. إن نجاحها في التعامل مع البيتكوين يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به لمعالجة التحديات الاقتصادية المشابهة. ## ما يمكن توقعه في المستقبل من الواضح أن السلفادور تستعد لمزيد من الاستحواذات في المستقبل القريب. ومثل هذه القرارات تشير إلى إيمان حكومتها القوي بمستقبل البيتكوين كأصل قابل للتخزين. من خلال الاستثمار المستمر في البيتكوين، تأمل السلفادور في وضع نفسها بين الدول الرائدة في عالم العملات الرقمية. في ختام هذه المقالة، يعكس قرار السلفادور بشراء 11 بيتكوين جزءًا من استراتيجية أكبر تسعى من خلالها لزيادة احتياطياتها من الأصول الرقمية. يتجلى التزام البلاد بفتح أبواب جديدة للاقتصاد الرقمي، مما يعني أن السلفادور على الطريق الصحيح لترك بصمة قوية في عالم البيتكوين.。
الخطوة التالية