في حدث بارز في مدينة نيويورك، أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، أنها ستعزز الاستثمارات في مجالات الذكاء الصناعي والعملات الرقمية، وذلك خلال تجمع خيري جمع 27 مليون دولار لدعم حملتها الانتخابية للرئاسة. جاءت تصريحات هاريس في وقت حساس، حيث تتجه البلاد نحو انتخابات رئاسية جديدة تفصلها أشهر قليلة، مما يجعلها واحدة من القضايا الحيوية التي تلامس الأذهان. جرت الفعالية في مطعم "سيبرياني وول ستريت" الشهير، حيث حضر عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين والمناصرين. وخلال حديثها، أكدت هاريس أنها ستعمل على الجمع بين القوى العاملة، ومؤسسي الأعمال الصغيرة، والمبتكرين، والشركات الكبرى. وأضافت: "سنشارك معًا لاستثمار في تنافسية أمريكا، واستثمار في مستقبل هذا البلد". تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها هاريس بشكل علني عن العملات الرقمية كمرشحة للرئاسة. وقد أشار حلفاؤها، بمن فيهم المستثمر المعروف مارك كيوبان، إلى أن حملتها مهتمة بفهم أحدث التطورات في مجالي الذكاء الصناعي والعملات الرقمية. وأكدوا أن إدارة هاريس ستكون منفتحة على دعم هذه الصناعات. تتميز تصريحات هاريس بالتوازن بين دعم الابتكار وحماية المستهلكين والمستثمرين. فقد ذكرت أنها ستشجع على استخدام هذه التقنيات الحديثة، بينما تحرص على وجود بيئة أعمال آمنة ومحكومة بقوانين شفافة. "سنبني بيئة عمل آمنة مع قواعد واضحة ومعروفة للجميع"، هكذا عبرت هاريس عن رؤيتها. كما تحدثت هاريس عن التزامها بالاستثمار في الصناعات المستقبلية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة. وأشارت إلى أنها ستعمل على تقليص البيروقراطية الزائدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي. ومن المعروف أن هاريس قد أدت دورًا محوريًا في التصويت الختامي على "قانون تخفيض التضخم" الذي اقترحه الرئيس جو بايدن، والذي يوفر 369 مليار دولار كحوافز وضرائب للطاقة النظيفة. في خضم هذا التصريح، تأتي تصريحات هاريس وسط منافسة قوية مع خصمها السابق، الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعلن صراحة عن دعمه لصناعة العملات الرقمية. لقد وصف ترامب نفسه بأنه "مرشح العملات الرقمية"، وبدأ في جذب انتباه بعض الشخصيات البارزة في وادي السيليكون، مثل إيلون ماسك والرؤساء المشاركين لشركة أندريسن هورويتز. ترامب لديه خطة طموحة تتضمن إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين في الولايات المتحدة، ودعا إلى ضرورة استخراج جميع عملات البيتكوين داخل البلاد. كما أطلق مجموعته الرابعة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وأعلن عن اعتزامه إنهاء عمل رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، غاري جينسلر. وعلى الرغم من هذه الأنشطة واهتمام أبنائه بمجال التمويل اللامركزي، إلا أن تفاصيل تلك المشاريع لا تزال غامضة إلى حد كبير. في حقيقة الأمر، لا يتوقع أن تلعب العملات الرقمية دورًا حاسمًا في تصويت الأمريكيين في الانتخابات المقبلة، حيث تظل القضايا الاقتصادية والهجرة والإجهاض والصراعات العالمية تتصدر قائمة مخاوف الناخبين. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن صناعة العملات الرقمية تستثمر بشكل مكثف في الانتخابات. فقد أنفقت اللوبيات المرتبطة بالعملات الرقمية حوالي 119 مليون دولار للتأثير على الانتخابات الفيدرالية في 2024، وذهب الكثير من هذه الأموال إلى لجنة العمل السياسي "فيرشيك"، التي تلقت تمويلًا من شركات رائدة مثل "Ripple" و"Coinbase". تظهر هذه المعطيات مدى تزايد النفوذ الذي تتمتع به صناعة العملات الرقمية في الساحة السياسية. بفضل الاستثمارات الكبيرة، تصل الصناعة إلى مستويات جديدة من الفعالية والتأثير، مما يجعلها بؤرة اهتمام لدى كلا الحزبين. إن القدرة على الدفع بمواضيع مثل العملات الرقمية إلى مقدمة النقاشات السياسية يشير إلى مدى أهميتها في تشكيل السياسات المستقبلية. ختامًا، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية استجابة الناخبين لخطط هاريس الطموحة بشأن زيادة الاستثمارات في الذكاء الصناعي والعملات الرقمية، في ظل كل هذه المنافسة وتباين الآراء حول هذه القطاعات. ستبقى الانتخابات المقبلة الفرصة الحاسمة لاختبار مدى نجاح رؤى هاريس ورغبتها في إعادة رسم ملامح الاقتصاد الأمريكي عبر هذه التقنيات الحديثة. لذا، سيكون من المثير للاهتمام متابعة تطورات الحملة الانتخابية وكيف يمكن أن تؤثر هذه العوامل في نهاية المطاف على مستقبل السياسة الأمريكية.。
الخطوة التالية