في وقت تتسارع فيه التحولات في عالم العملات الرقمية، يظل موضوع الوصول إلى هذه التكنولوجيا المهمة أحد التحديات المستمرة. وفي قلب هذا النقاش يأتي "ريكاردو سباجني"، المعروف بلقب "فلافيفوني"، كواحد من الشخصيات الرائدة التي تعمل على رفع الحواجز عن طريق خلق فرص جديدة للمستخدمين غير التقنيين. حديثنا عن تجربته ورؤيته لمفهوم التعدين في عالم العملات الرقمية عبر منصة "تاري يونيفرس". في 12 سبتمبر 2023، تم إطلاق "تاري يونيفرس" في مرحلة الاختبار، وهو مشروع يهدف إلى جعل تعدين العملات الرقمية أكثر سهولة وملاءمة للجميع. في مقابلة خاصة مع "سباجني"، سلط الضوء على كيف يمكن لأي شخص، بغض النظر عن خلفيته التقنية، أن يصبح جزءًا من ثورة العملات الرقمية من خلال هذه المنصة. سباجني، الذي يمتلك خبرة واسعة كأحد المساهمين الرئيسيين في مشروع "تاري"، أوضح أن الدافع وراء تطوير تطبيق التعدين هو الرغبة في تسهيل الوصول إلى عالم العملات الرقمية للجميع، وليس فقط للمتخصصين. فقد كان التعدين في السابق يتطلب معدات خاصة ومعرفة معقدة. الآن، مع "تاري يونيفرس"، يمكن لأي شخص لديه جهاز كمبيوتر حديث أن يبدأ في التعدين بكل سهولة من خلال تنزيل تطبيق والضغط على زر. هذا التوجه نحو تبسيط عملية التعدين يعكس جهدًا حقيقيًا لإشراك مجتمع أوسع. يقول "سباجني": "لقد صممنا "تاري يونيفرس" ليكون سهل الاستخدام قدر الإمكان. يمكن للمستخدمين الاستفادة من خوارزمية RandomX المقاومة للأجهزة الخاصة، مما يعني أنه يمكنهم التعدين باستخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو المحمولة لديهم". وبفضل واجهة التطبيق التفاعلية، أصبح التعدين تجربة ممتعة، حيث يمكن للمستخدمين الانضمام إلى مجموعة تُسمى "قبيلة" والعمل معًا لبناء "طابق" جديد في البرج التخيلي الذي يمثل سلسلة الكتل الخاصة بـ "تاري". هذا الجانب الجذاب لا يقتصر فقط على تسهيل العملية، بل يشجع أيضًا على فكرة اللامركزية والعدالة، وهي من القيم الأساسية التي يسعى مشروع "تاري" لتحقيقها. من خلال استخدام برنامج "p2pool" المستند إلى مفهوم المجموعات اللامركزية، يضمن المستخدمون أن التعدين يتم بشكل عادل دون رسوم إضافية أو الاعتماد على أطراف ثالثة. يوضح "سباجني": "عندما تطلق التطبيق، تكون جزءًا من قبيلة تلقائيًا دون الحاجة إلى إعدادات معقدة. هذا يضمن أن الجميع يستطيعون المشاركة بطرق متساوية". وفي سياق الاقتصاد العالمي المتقلب حاليًا، طرحت فائدة أخرى لتوجه نظام "تاري يونيفرس". في ظل ظروف اقتصادية صعبة تضغط على الكثير من الناس، يمكن أن يوفر التعدين فرصة جديدة للمشاركة في الاقتصاد الرقمي. "يمكن أن يكون التعدين جزءًا من الحل للذين يشعرون بأنهم مستبعدين من السوق. عن طريق خفض عوائق الدخول، نفتح الباب أمام مزيد من الأفراد ليكونوا جزءًا من هذه الرحلة". تتجه الأنظار الآن إلى المستقبل وما يخبئه "تاري يونيفرس" من ميزات جديدة. حيث تشير المعلومات إلى أن المنصة ستتضمن ميزات آلية للتحديث، مما يسمح للمستخدمين بالحصول على مزايا جديدة دون الحاجة إلى خطوات معقدة. "نسعى لجعل "تاري يونيفرس" منصة شاملة للعملات الرقمية، بما في ذلك خدمات المحفظة، وخيارات التخزين، وميزات تفاعلية تعزز التواصل بين الأفراد". كما أشار "سباجني" إلى أهمية انخراط الأفراد في عالم العملات الرقمية، مشيرًا إلى أن "العملات الرقمية ليست فقط للأشخاص الذين لديهم خلفيات تقنية. إذا كنت مهتمًا، لا تتردد في تجربتها". من خلال منصة مثل "تاري يونيفرس"، فإنه يجري العمل على صنع مجتمع شامل يرحب بالجميع، سواء كانوا مبتدئين أو خبراء. وللراغبين في الانضمام إلى "تاري يونيفرس" في هذه المرحلة التجريبية، يجب على المهتمين الانضمام إلى قائمة الانتظار المتاحة على موقع المنصة. وتشجع القائمين على المشروع الأفراد على دعوة أصدقائهم لتحسين موقعهم في قائمة الانتظار، مما يعكس روح التعاون والانفتاح التي تهدف إليها المنصة. من الواضح أن الفلسفة التي يقودها "سباجني" وشركاؤه في "تاري" تمثل تسليط الضوء على القوة الحقيقية للتكنولوجيا – القدرة على توحيد الناس. بدلاً من أن يكون التعدين حكرًا على القلة، فإنه يتم تحويله إلى تجربة اجتماعية ممتعة. "نحن لا نبني فقط برمجيات، بل نبني مجتمعًا قويًا. نحن متحمسون لرؤية الجميع يصبح جزءًا من هذه الحركة". تعتبر رؤية "سباجني" للخروج عن الأنماط التقليدية في عالم العملات الرقمية أمرًا مفيدًا بشكل كبير للمستخدمين حتى أولئك الذين كانوا مترددين في دخول هذا المجال. من خلال تبسيط العمليات وتعزيز الشعور بالانتماء، فإن "تاري يونيفرس" يعد بفصل جديد مثير في عالم العملات الرقمية. خلاصة الأمر، تقديم "تاري يونيفرس" في مشهد العملات الرقمية يفتح أبوابًا جديدة للعديد من المستخدمين. الأمر يتجاوز مجرد تعدين العملات؛ إنه يدعو الجميع للمشاركة في إنشاء مجتمع رقمي متنوع وشامل. وبفضل القيم التي يسعى "سباجني" إلى تعزيزها، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص الاقتصادية والاجتماعية. يبقى أن نرى كيف ستأخذ "تاري يونيفرس" شكلها النهائي وكيف سيتم تنفيذ هذه الرؤية. لكن التأكيدات على انفتاح البرنامج وسهولة الوصول تستحضر أملًا جديدًا في إمكانية تحقيق تداولات أكثر ديمقراطية ومشاركة واسعة في عالم العملات الرقمية. "نحن نؤمن بأن التغيير الإيجابي يمكن أن يحدث، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين ينضمون إلينا، زادت قوة ومرونة الشبكة".。
الخطوة التالية