في خطوة تهدف إلى تعزيز الابتكار ودعم قطاعات التكنولوجيا الحديثة، أعلنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، عن التزامها بدعم قطاعات الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة خلال خطاب ألقته مؤخرًا أمام مجموعة من المانحين في مدينة نيويورك. تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الإدارة الأمريكية لتحفيز الاقتصاد الرقمي وتوفير البيئة المناسبة للنمو والتطوير في هذه المجالات الواعدة. وخلال حديثها، أكدت هاريس أن الولايات المتحدة تقف على أعتاب ثورة تكنولوجية جديدة، وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة يمثلان جزءًا أساسيًا من مستقبل الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وذكرت أن حكومتها ملتزمة بإيجاد السياسات التي تشجع الابتكار وتحمي حقوق المستهلكين في هذه المجالات، مما يسهل على الشركات الناشئة الكبيرة والصغيرة على حد سواء تحقيق النمو والازدهار. تتمتع القطاعات التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية بامكانات هائلة لتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل. وتعتبر الإدارة الأمريكية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث تغييرات جذرية في كيفية عملنا وعشائنا وطرقنا في التفاعل مع التكنولوجيا. وفي هذا السياق، ذكرت هاريس أن الولايات المتحدة يجب أن تقود هذا الحوار الدولي حول الذكاء الاصطناعي، وتعمل على وضع معايير أخلاقية وتنظيمية تناسب هذا التطور السريع. أما بشأن العملات المشفرة، فأشادت هاريس بالفرص التي توفرها هذه العملات لإعادة تشكيل النظام المالي العالمي. وأوضحت أن الابتكار في هذا المجال يمكن أن يوفر حلولًا جديدة للتمويل، ويعزز الشفافية، ويدعم الشمول المالي. ولكنها أيضًا أشارت إلى الحاجة الملحة لوضع إطار تنظيمي مناسب يحمي المستخدمين ويمنع الأنشطة غير القانونية التي قد ترتبط باستخدام العملات المشفرة. وسلطت هاريس الضوء على تجربتها السابقة في تعزيز الابتكار التكنولوجي، حيث قامت بإنشاء العديد من الفعاليات التي تجمع بين الشركات الناشئة والمستثمرين. وذكرت أن مدينة نيويورك، بموقعها الاستراتيجي وثقافتها الابتكارية، تعتبر مكانًا مثاليًا لاستضافة الفعاليات التي تعزز من روح التعاون بين قطاعات التكنولوجيا المختلفة والمستثمرين الداعمين. كما أعربت هاريس عن أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في دفع الابتكارات التكنولوجية. وأكدت على ضرورة العمل مع الشركات التكنولوجية، الجامعات، ومنظمات المجتمع المدني لضمان أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة تستفيد من التنوع والتعددية، مما يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية ويحفز الابتكار. وبالإضافة إلى ذلك، تناولت هاريس التحديات التي قد تواجه الولايات المتحدة في سبيل تحقيق هذه الأهداف. فقد أشارت إلى أن هناك تحديات تتعلق بالأمن السيبراني، والخصوصية، والمساواة في الوصول إلى التكنولوجيا. وطرحت أفكارًا حول كيفية التغلب على هذه التحديات، مثل تعزيز التعليم الرقمي وزيادة التمويل للبحث والتطوير في هذه المجالات. أثارت تصريحات هاريس تفاعلات واسعة بين الحضور، حيث أعرب العديد من رجال الأعمال والمستثمرين عن دعمهم لهذه المبادرة والتزامهم بدعم الابتكار والتطوير في هذه القطاعات. وأكد أحد المستثمرين البارزين أن الولايات المتحدة يجب أن تستعيد مكانتها الرائدة في مجالات التكنولوجيا، وأن تدعم مبادرات مثل تلك التي طرحتها هاريس. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بالذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة. فقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا كبيرًا في الأسواق العالمية لهذه التقنيات، مما دفع العديد من الدول إلى وضع استراتيجيات وطنية لتعزيز هذه المجالات. ولذلك، استطاعت هاريس بوضوح أن تقدم رؤية واضحة لمستقبل التقنيات الرقمية في الولايات المتحدة، مما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل الحكومة الأمريكية لمواكبة هذا الاتجاه. من الجدير بالذكر أن هاريس ليست الأولى التي تتحدث عن أهمية هذه التقنيات، فهناك العديد من المسؤولين الحكوميين والخبراء في الاقتصاد الذين يؤكدون على أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة. ومع ذلك، فإن رؤية هاريس تشمل عنصرًا إضافيًا، وهو التركيز على الأخلاقيات والشمولية، وهو ما يجعلها تبرز بين الآخرين. في الختام، تعكس مبادرة كامالا هاريس الالتزام المتزايد من قبل الحكومة الأمريكية لدعم الابتكار والتميز في مجالات التكنولوجيا الحديثة. من المؤكد أن هذه الجهود، إذا ما تم تنفيذها بنجاح، ستسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي الأمريكي وستجعله أكثر قدرة على المنافسة على المستوى الدولي. وبالنظر إلى التوجهات العالمية الحالية، فإن دعم الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة سيكون له تأثيرات عميقة على مستقبل الاقتصاد العالمي بأسره.。
الخطوة التالية