تعتبر العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على الأسواق العالمية، بما في ذلك أسعار صرف العملات. في الآونة الأخيرة، شهد زوج العملات NZD/USD، الذي يقيس قيمة الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي، توقفاً في عملية التعافي ليقترب من مستوى 0.5600، وسط ارتفاع المخاوف من تصعيد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. إن حالة عدم اليقين التي تكتنف العلاقات الأمريكية الصينية لها تأثير واسع على الأسواق المالية، حيث تسعى الشركات والمستثمرون لتقييم المخاطر المحتملة على نمو الاقتصاد العالمي. يشهد الدولار الأمريكي قوة نسبية في ظل هذه الظروف بسبب كونه ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات الأزمات. في حين أن الدولار النيوزيلندي يعد عملة أكثر تحملاً للمخاطر، إلا أنه يتأثر بشكل مباشر بأسعار السلع والأوضاع الاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. تزايد المخاوف من تفاقم الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد دفع المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للأصول ذات المخاطر العالية، مما أثر سلباً على الدولار النيوزيلندي. تدل التحليلات الفنية على وجود مقاومة قوية عند مستوى 0.5600، حيث شهد الزوج ردود فعل متباينة عند الاقتراب من هذا المستوى، ما يشير إلى أن عقبات جديدة قد تعترض طريق التعافي. كما تترقب الأسواق أي تطورات جديدة تتعلق بالمفاوضات التجارية بين البلدين، حيث إن أي إشارة نحو التصعيد قد يؤدي إلى خسائر إضافية للدولار النيوزيلندي. من جهة أخرى، يجب الانتباه إلى النتائج الاقتصادية للدولتين. في الأشهر الأخيرة، أظهرت بيانات الاقتصاد الأمريكي تحسناً ملحوظاً، متجاوزة التوقعات في معظم الأحيان. في المقابل، تواجه نيوزيلندا تحديات اقتصادية تتعلق بالقطاع الزراعي والسياحة نتيجة تداعيات جائحة كورونا. تتجه أنظار المستثمرين في الوقت الحالي إلى تقارير البطالة وبيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي في كلا البلدين، حيث قد تؤدي النتائج الإيجابية للولايات المتحدة إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي، وبالتالي الضغط على NZD/USD. في المقابل، أي نتائج ضعيفة من نيوزيلندا قد تزيد من الضغوط على الدولار النيوزيلندي. عندما ننظر إلى المؤشرات الفنية لزوج NZD/USD، نجد أن هناك تبايناً في الأداء. بينما قد تعطي بعض المؤشرات إشارات شراء، إلا أن الوضع العام للسوق يميل نحو الحذر. يجب على المستثمرين إخضاع استراتيجياتهم لتحليل عميق وفهم طبيعة المخاطر المستمرة في البيئة الاقتصادية العالمية. علاوة على ذلك، ينبغي أيضاً مراقبة السياسة النقدية للبنك الاحتياطي النيوزيلندي، حيث يمكن أن تؤثر التغييرات في سعر الفائدة أو التوجهاات المستقبلية في السياسة النقدية على حركة الدولار النيوزيلندي. في حالة إعلان البنك عن أي تحفيز اقتصادي إضافي، قد يكون ذلك إيجابياً بالنسبة للدولار النيوزيلندي ويؤدي إلى ارتفاعه. في ختام الحديث عن NZD/USD، يُعتبر الانتباه إلى التوترات التجارية الأمريكية الصينية أمراً ضرورياً لأي مستثمر يسعى لاستغلال الفرص في السوق. التقلبات المستمرة في العلاقات التجارية قد تأتي بفرص كبيرة وتحذيرات لازمة. لذا، يجب أن يكون المستثمرون على دراية مستمرة بالتطورات ومراقبة الإجراءات والتعليقات من كلا الجانبين. وبشكل عام، يمكن القول إن زوج NZD/USD يواجه تحديات ضخمة في ظل الظروف الحالية. في الوقت الذي يسعى الدولار النيوزيلندي إلى التعافي، فإن قوة الدولار الأمريكي ومخاوف التصعيد التجاري تمثل عوائق رئيسية في طريق هذا التعافي. في نهاية المطاف، يبقى الوضع التجاري العالمي عاملاً حاسماً يؤثر على تحركات العملات ودرجة المخاطرة في الأسواق المالية.。
الخطوة التالية