في تقرير جديد نشره مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، تم الكشف عن معلومات مقلقة تشير إلى أن الأمريكيين يعانون من خسائر تصل إلى مليارات الدولارات نتيجة للاحتيالات المتعلقة بالعملات الرقمية. وكشفت الدراسة أن هذه الأنواع من عمليات الاحتيال أصبحت أكثر شيوعًا بشكل متزايد، حيث يدرك المحتالون فعالية هذه الأساليب في خداع الناس. وفقًا لتقرير الاحتيال بالعملات الرقمية لعام 2023 الصادر عن FBI، تكبد الأمريكيون خسائر تقدر بـ 5.6 مليار دولار نتيجة لعمليات الاحتيال المختلفة المتعلقة بالعملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم. وهذه الرقم لا يمثل سوى أولئك الذين أبلغوا عن خسائرهم، حيث أن العديد من الضحايا يترددون في الإبلاغ عن هذه الجرائم بسبب الشعور بالخجل. هذا يعني أن الرقم الفعلي للخسائر قد يكون أعلى بكثير. خلال عام 2023، تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي أكثر من 69,000 شكوى تتعلق بالاحتيال المرتبط بالعملات الرقمية. ورغم أن هذه الشكاوى تمثل حوالي 10% فقط من إجمالي شكاوى الاحتيال التي تلقاها المكتب، إلا أن الخسائر المرتبطة بها تمثل تقريبًا 50% من إجمالي الخسائر. وهذا يشير إلى أن عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية تتسبب في خسائر تفوق تلك الناتجة عن أنواع أخرى من الاحتيالات، مما يستدعي القلق والانتباه من جميع المستثمرين. تمت دراسة أنماط الخسائر، وأظهر التقرير أن الفئة العمرية التي تتعرض لأكبر قدر من الخسائر هي الفئة التي تتجاوز 60 عامًا، مما يعكس الحاجة إلى زيادة الوعي والتثقيف المالي بين كبار السن. العديد من هؤلاء الأفراد قد لا يكون لديهم المعرفة للتعامل مع التقنيات الحديثة أو طرق الاحتيال المعقدة، مما يجعلهم عرضة للخداع. التقرير أشار أيضًا إلى زيادة بنسبة 42% في عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات الرقمية من عام 2022 إلى عام 2023. لا توجد مؤشرات تدل على أن هذه الأرقام ستتوقف عند هذا الحد، فالتوقعات تشير إلى استمرار الزيادة في السنوات القادمة. هذا القطاع من الاحتيال يمثل تحديًا كبيرًا للسلطات، حيث تسعى رقابة الحكومة إلى التكيف مع الأساليب الجديدة التي يستخدمها المحتالون. لكل شخص يقرأ هذا التقرير، من المهم أن نتذكر أن أي فرصة استثمارية يقدمها شخص غير معروف يجب أن تكون بمثابة علامة تحذير على وجود احتيال محتمل. في كثير من الأحيان، تستخدم هذه العملات الرقمية على أنها طريقة جديدة ومثيرة للإعجاب للاستثمار، ولكن الواقع هو أن السوق مليء بالمخاطر. أحد أساليب الاحتيال الأكثر شيوعًا هو ما يعرف بـ "ذبح الخنازير"، والذي تم استعراضه في برنامج John Oliver الشهير. تتضمن هذه الأساليب خداع الأشخاص بخطط استثمارية تبدو موثوقة، ولكنها في الواقع مكونة من أكاذيب متقنة. ومن خلال عرض قصص نجاح وهمية، يتم إغراء الضحايا للإيداع في هذه "الفرص" حتى يفقدوا كل أموالهم في النهاية. للأسف، لا يدرك الكثيرون أن هذه الأنواع من الاحتيالات تعتمد على فخاخ نفسية معقدة، حيث يقوم المحتالون بتطوير علاقة مع ضحاياهم، مما يجعلهم يشعرون بالأمان وثقة زائدة. عادةً ما يتطلب الأمر التوعية والاستعداد لتجنب الوقوع في هذه الفخاخ. يجب أن يكون الناس حذرين بشكل خاص عند تلقيهم رسائل عبر الإنترنت، حتى لو كان يبدو أن المعلومات تأتي من مصادر موثوقة. من المهم أن نشارك المعلومات حول هذه الاحتيالات مع الأصدقاء والعائلة، وخاصة أولئك الذين قد يكونون أكثر عرضة للخداع، مثل كبار السن والذين لا يمتلكون دراية كافية بالتكنولوجيا. يجب أن يكون الجميع على دراية بالاستراتيجيات التي يعتمدها المحتالون وكيفية التعرف عليها. اعتمادًا على المعلومات من FBI، يمكن للناس اتخاذ خطوات لحماية أنفسهم، مثل تعليم أنفسهم حول العملات الرقمية وفهم كيفية عملها قبل الاستثمار. كما يجب على المستثمرين البحث جيدًا عن أي فرصة استثمارية قبل اتخاذ القرار. وفي ختام التقرير، يظهر أن التوعية والاهتمام بالتعليم المالي أمران ضروريان لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة. يجب أن نعمل جميعًا على بناء دروع ضد الاحتيالات ونشجع الآخرين على القيام بنفس الشيء. الحفاظ على أموالنا وأماننا المالي هو أمر يجب أن نتعامل معه بجدية. عملية التعلم حول كيفية عمل هذه الأنظمة يمكن أن تكون خط الدفاع الأول ضد المحتالين. لذا، تذكر دائمًا: إذا كان عرضًا يبدو جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها، فربما يجب أن تتحقق منه مرتين أو حتى ثلاث مرات قبل اتخاذ أي خطوة.。
الخطوة التالية