في عالم الاستثمار، هناك العديد من القواعد والإرشادات التي تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات أكثر إدراكًا. واحدة من هذه القواعد هي قاعدة "100 ناقص عمرك"، والتي تقول إنه يجب عليك طرح عمرك من 100 لمعرفة النسبة المئوية من أموالك التي يجب أن تستثمرها في الأسهم. لكن هل لا تزال هذه القاعدة ذات صلة في عالم اليوم المتغير بشكل سريع؟ في هذا المقال، سنلقي نظرة على فعالية هذه القاعدة، ونستكشف بعض البدائل، ونساعدك على تحديد أسلوب الاستثمار الأمثل لك. تم تطوير قاعدة 100 ناقص عمرك في أوائل الثمانينات، عندما كانت الأسواق المالية والاقتصاد مختلفين كثيرًا عما هما عليه الآن. في ذلك الوقت، كان من المتوقع أن تقدم الأسهم عوائد أعلى على المدى الطويل مقارنةً بالسندات، مما جعل الاستثمار في الأسهم الخيار المفضل للمستثمرين الشباب. لكن مع مرور الوقت وتغير الظروف الاقتصادية، ظهر سؤال: هل ما زالت هذه القاعدة تنطبق على الأجيال الجديدة؟ نبدأ بفهم القاعدة نفسها. فالقاعدة تشير إلى أنه كلما كنت أصغر سنًا، كلما كان بإمكانك تحمّل مخاطر أكبر، وبالتالي يجب أن يكون لديك نسبة أعلى من استثماراتك في الأسهم. على سبيل المثال، إذا كنت في الثلاثين من عمرك، ستكون النتيجة 100 - 30 = 70، وهذا يعني أنه ينبغي عليك استثمار 70% من أموالك في الأسهم و30% في السندات. ومع ذلك، هناك عدة عوامل تجعل هذه القاعدة قديمة بعض الشيء في السياقات الحالية: 1. **أوقات تغير الاقتصاد**: شهدت أسواق الأسهم والسندات تذبذبات كبيرة في السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على الأرباح والعوائد. لذا، الاستناد إلى قاعدة ثابتة قد لا يوفر لك الحماية اللازمة. 2. **مدى تحمل المخاطر**: يختلف تحمل المخاطر بشكل كبير بين الأفراد. من الممكن أن يكون لدى شخص في الثلاثين من عمره قدرة تحمل مخاطر تختلف تمامًا عن شخص آخر في نفس الفئة العمرية. لذا، من المهم أن يأخذ المستثمرون في اعتبارهم ميزانيتهم واحتياجاتهم المالية عند تحديد أصولهم. 3. **الأهداف الشخصية**: التمويل الشخصي يعتمد أيضًا على الأهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. قد يكون لديك أهداف مالية مختلفة بناءً على نمط حياتك، مثل التعليم أو التقاعد، وبهذا قد تحتاج إلى تخصيص الأموال بطرق مختلفة. 4. **التغيير في متوسط العمر المتوقع**: مع تحسن الرعاية الصحية وزيادة متوسط العمر المتوقع، قد يتطلب الأمر أن يبدأ الفرد في التخطيط لفترة تقاعد أطول. وبالتالي، قد يُصبح من الضروري تغيير النهج الاستثماري بناءً على هذه العوامل. بدلاً من الاعتماد على قاعدة 100 ناقص عمرك، ينبغي عليك التفكير في استخدام أساليب أكثر تخصيصًا لتحديد تخصيص الأصول. يمكنك التفكير في الأمور التالية: - **تقييم مستوى المخاطر**: قم بتقييم مستوى تحمل المخاطر الخاص بك. إذا كنت لا تستطيع تحمل خسارة كبيرة في الأسواق، فقد يكون من الأفضل أن تستثمر بشكل أكثر تحفظًا. - **تحديد الأهداف المالية**: حدد ما تريد تحقيقه ماليًا في المستقبل. ستساعدك أهدافك في تحديد كيفية تخصيص استثماراتك جيدًا. - **تنويع الأصول**: ابحث عن التنويع في محفظتك التمويلية. قد تحتاج إلى مزج الأسهم مع السندات، العقارات، وصناديق الاستثمار، لمواجهة التقلبات. - **تقييم الأداء**: راقب أداء محفظتك بشكل دوري. قد تحتاج إلى تعديل نسبة الاستثمار في الأسهم والسندات بناءً على الظروف الحالية. وفي النهاية، مهما كانت القاعدة التي تختارها، تأكد من أنك تُجري البحث والعمليات اللازمة لمساعدتك في اتخاذ القرارات الصحيحة. قد تكون قاعدة 100 ناقص عمرك قديمة، لكن فحص البيانات الثابتة والتخصيص الدقيق استنادًا إلى الاحتياجات والأهداف الفردية هو ما يجعل الاستثمار فعالًا ومجديًا. عندما يتم تناول الموضوع بهذا الشكل، يمكن أن تتمتع بمستقبل مالي أكثر استقرارًا.。
الخطوة التالية