بيتكوين هي العملة الرقمية الأكثر شهرة وتأثيرًا في العالم، لكن ما الذي يجعلها مهيمنة على باقي العملات المشفرة؟ هذا هو ما يعرف بـ "هيمنة بيتكوين" أو "Bitcoin Dominance". يتناول هذا المقال مفهوم هيمنة بيتكوين وكيفية حسابها، وتأثيرها على سوق العملات المشفرة. في عالم العملات الرقمية، تُعتبر هيمنة بيتكوين مؤشرًا مهمًا يوضح مدى قوة بيتكوين مقارنةً ببقية سوق العملات المشفرة. يتم حساب هيمنة بيتكوين كنسبة مئوية من إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة. فعندما تتصاعد هيمنة بيتكوين، فهذا يعني أنها تمثل جزءًا أكبر من القيمة الإجمالية للسوق، مما يشير إلى مزيد من التفوق على باقي العملات. لحساب هيمنة بيتكوين، يتم استخدام المعادلة التالية: هيمنة بيتكوين (%) = (القيمة السوقية لبيتكوين / القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات المشفرة) × 100. على سبيل المثال، إذا كانت القيمة السوقية لبيتكوين تبلغ 500 مليار دولار بينما تبلغ القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات المشفرة 1 تريليون دولار، فإن هيمنة بيتكوين ستكون 50%. تعتبر هيمنة بيتكوين من المؤشرات الحيوية لفهم الاتجاهات في سوق العملات المشفرة. فعندما ترتفع هيمنة بيتكوين، يمكن أن يكون ذلك علامة على أن المستثمرين يفضلون بيتكوين على العملات الأخرى، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. على الجانب الآخر، إذا شهدت هيمنة بيتكوين انخفاضًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أن المستثمرين يتجهون نحو العملات البديلة (Altcoins) ويأخذون مخاطر أعلى. واحدة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على هيمنة بيتكوين هي الظروف الاقتصادية العامة للمستثمرين. في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي أو الأزمات المالية، يميل المستثمرون إلى التوجه نحو الأصول الأكثر أمانًا، مثل بيتكوين، مما يؤدي إلى زيادة هيمنتها. على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19، شهدت بيتكوين ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها بينما كانت العملات الأخرى تعاني. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الابتكارات التكنولوجية في عالم العملات المشفرة دورًا مهمًا في هيمنة بيتكوين. فعندما تطلق مشاريع جديدة في مجال العملات البديلة، قد يتجه المستثمرون نحو تلك المشاريع، مما قد يؤثر سلبًا على هيمنة بيتكوين. ولكن في الوقت نفسه، قد تؤدي الابتكارات في نظام بيتكوين نفسه – مثل تحديثات الشبكة أو تحسينات الأمان – إلى زيادة هيمنتها. أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في عالم هيمنة بيتكوين هو تأثيره على حركة السوق. فعندما تتزايد الهيمنة، يبدأ المستثمرون في القلق من أن السوق قد يكون في حالة من التوجه الإيجابي. على العكس من ذلك، عندما تنخفض الهيمنة، قد يشعر المستثمرون بالقلق من أن بيتكوين قد تفقد مكانتها الرائدة. تاريخيًا، كانت هيمنة بيتكوين تتراوح عادة بين 40% و 60%، ولكن كانت هناك فترات شهدت فيها البيتكوين ارتفاعات ملحوظة في الهيمنة، مثل عام 2017 عندما ارتفعت بشكل كبير مع انتشار العملات البديلة، ثم تراجعت إلى مستويات منخفضة لاحقًا. ومع ذلك، منذ بداية عام 2021، شهدت هيمنة بيتكوين استعادة نسبيًا، خاصة مع تصاعد الاهتمام المؤسسي بها. الهيمنة ليست مجرد مؤشر رقمي، بل تعكس أيضًا عقلية المستثمرين في السوق. فالعزوف عن بيتكوين نحو العملات البديلة يمكن أن يعتبر علامة على الرغبة في المغامرة، بينما الارتفاع في الهيمنة يمكن أن يشير إلى العزوف عن المخاطرة ويدل على انتقال الأموال إلى الأصل الأكثر استقرارًا. يميل العديد من المستثمرين إلى متابعة هيمنة بيتكوين بعناية، حيث يمكن أن تعكس اتجاهات السوق وفرص الاستثمار. فعندما تكون الهيمنة في وضع مرتفع، قد يكون من الأفضل الاستثمار في بيتكوين. أما عندما تكون الهيمنة في تراجع، فقد يرغب المستثمرون في استكشاف الفرص الأخرى المتاحة في سوق العملات البديلة. في الختام، تعتبر هيمنة بيتكوين من العوامل الأساسية التي تساعد على فهم ديناميكية سوق العملات المشفرة. بمعرفة كيفية حسابها والاتجاهات المرتبطة بها، يستطيع المستثمرون اتخاذ قرارات أكثر وعيًا. ومع تجاوز عالم العملات الرقمية لتحدياته، يبقى بيتكوين في مركز الصدارة كقائد لهذا المجال. بينما تستمر الهيمنة في التأثر بعوامل عدة، يبقى السؤال قائمًا: إلى أي مدى ستبقى بيتكوين مهيمنة على السوق؟ هذا هو ما يسعى المستثمرون لمعرفة إجابته، مع اقتراب المستقبل وتزايد الابتكارات في عالم العملات المشفرة.。
الخطوة التالية