تعتبر أسواق العملات الرقمية عالمًا متغيرًا بسرعة، حيث تتقلب الأسعار بشكل يومي بين الارتفاع والانخفاض. في هذه الأوقات، يترقب المستثمرون بحذر الأحداث والمؤشرات المالية ليتخذوا قراراتهم. وفي خضم هذا الزخم، نلاحظ أن شهر سبتمبر يراه الكثيرون بمثابة فترة اختبار للأسواق، في حين يُنتظر بعده "أكتوبر المتجدد". سنتناول في هذا المقال ما يحدث في سبتمبر 2024، والذي يُطلق عليه البعض "سلومنتمبر". بعد حوالي خمسة أشهر من حدث تقليل مكافآت البيتكوين المعروفة باسم "الهالفينغ"، يتطلع المتداولون والمستثمرون بشغف إلى الانطلاقة الكبرى للسوق. ومع ذلك، يبدو أن السوق قد دخل في فترة من الركود، مما يجعل الكثير من المراقبين يتساءلون عن السبب وراء هذا السكون. تراجع سعر البيتكوين بشكل ملحوظ بعد صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية، الأمر الذي دفع السوق نحو الأسفل. فقد انخفض سعر البيتكوين إلى 52000 دولار يوم السبت الماضي، مما أحدث حالة من الذعر بين المتداولين. ومع ذلك، تعافى السعر جزئيًا ليصل في الوقت الحالي إلى حوالي 56500 دولار. إلا أن الإبقاء على مستوى 60000 دولار يبدو تحديًا كبيرًا في الوقت الراهن. غير أن البيتكوين ليس الوحيد الذي يعاني. فعلى الرغم من بعض التحركات البسيطة، شهدت العديد من العملات الرقمية الأخرى، مثل الإيثيريوم وBNB وسولانا، وقتًا صعبًا. فقد انخفض سعر الإيثيريوم بنسبة 0،79% ليصل إلى 2300 دولار، بينما انخفض سعر سولانا بنسبة 2،5% وبلغ 131 دولارًا. في حين تكبدت عملة BNB خسارة بنسبة 1.7% لتستقر عند 511 دولارًا. يذكرنا التاريخ بأن سبتمبر هو تاريخ معروف بتقلباته الشديدة في أسعار العملات الرقمية. ومن المعروف أن هذا الشهر غالبًا ما يكون فترة اختبار حاسمة قبل أن تتحقق الارتفاعات الكبيرة في شهر أكتوبر، وهو ما يوحي بأنه قد يكون لنا "أكتوبر مزدهر" في الأفق، بعد "سلومنتمبر". تاريخيًا، شهدت أسعار البيتكوين تذبذبات كبيرة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، حيث كان البعض يتوقع بداية صعود الأسعار، بينما كان الآخرون يتوقعون المزيد من الانخفاض. على سبيل المثال، في سبتمبر 2010، كان سعر البيتكوين يتراوح حول 0.06 دولار ولكن في أكتوبر من نفس العام ارتفع إلى 0.08 دولار. في المقابل، كانت هناك أعوام شهدت تراجع العملاء بشكل حاد في أوكتوبر بعد ذروتها في سبتمبر. الأسواق تتسم بالتعقيد، ولا يمكن التنبؤ بدقة بما قد يحدث في الأيام المقبلة. بالنظر إلى الوضع الحالي والبيانات الاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: متى سيتعافى السوق ويبدأ في الارتفاع مرة أخرى؟ يرتبط هذا السؤال بمدى استجابة المستثمرين للتغيرات في السياسة النقدية، حيث تشهد الولايات المتحدة تطورات في قرارات البنك المركزي، وهناك شائعات عن تخفيض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر. هذا الأمر من شأنه أن يعيد جذب المستثمرين إلى الأسواق عالية المخاطر، مثل العملات الرقمية، مما قد يمهد الطريق لعودة قوية. تعتبر فترة ما بعد الهالفينغ عادةً وقتًا مشجعًا للتحركات الصعودية في السوق، ولكن نظرًا للظروف الاقتصادية العالمية وتأثيرها المباشر على السوق، فإن الوضع ليس كما هو متوقع. هناك من يتوقع "بداية جديدة" في الأسابيع المقبلة، في الوقت الذي تنخفض فيه معدلات التضخم، مما قد يولد الأمل من جديد لدى المستثمرين. أسواق العملات ليست سوى صورة مصغرة للاقتصاد العالمي، ومع كل تقلب، تأتي فرص جديدة واستراتيجيات للتكيف مع التغيرات. يجب أن يدرك المستثمرون أن الظروف الحالية ليست سوى مرحلة في حلبة الصراع المستمر بين التفاؤل والتشاؤم. على الرغم من عدم اليقين، يبقى لدى العديد من المستثمرين أمل في أن يعقب "سلومنتمبر" فترة مريحة، وأن نرى في أكتوبر المقبل بداية جديدة، مرحلة من النمو والازدهار. ومع مرور الوقت، ستتضح الصورة أكثر. في الختام، بينما يستعد السوق لأسابيع قادمة، يجب على المستثمرين أن يبقوا متيقظين وأن يتأملوا بعمق في اتجاه السوق، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستثمار في العملات الرقمية هو مجازفة تتطلب دراسة وتحليلًا دقيقًا. وبينما نتطلع إلى أكتوبر، فإن الأمل قائم، والفرص مستمرة، مما يجعلنا نترقب بشغف ما ستجلبه لنا الأيام القادمة.。
الخطوة التالية