في قلب مدينة نيويورك، وتحديداً في حي بروكلين، يقع مركز الاحتجاز الفيدرالي المعروف باسم مركز الاحتجاز المتروبوليتاني (MDC)، الذي بات يُعتبر بمثابة "جحيم على الأرض" لعدد من السجناء. والآن، يواجه هذا المركز تحدياً جديداً مع احتجاز نجم الموسيقى الشهير، شون "ديدي" كومbs، الذي دخل هذا المكان بعد اتهامه في قضية الاعتداء الجنسي. تأسس مركز الاحتجاز المتروبوليتاني في أوائل التسعينيات، وكان الهدف من إنشائه هو توفير مكان للاحتجاز الفيدرالي في مدينة نيويورك. لكن سرعان ما تحول المركز إلى مكان يعاني من ظروف مربكة وفظيعة. وقد أدين المركز منذ فترة طويلة بتردي ظروفه، إذ أشارت تقارير إلى انتشار العنف، وافتقار المرافق الأساسية، وظهور حالات من الاكتظاظ الشديد. في الأسابيع الأخيرة، زادت الأنظار نحو MDC بعد أن قضت محكمة بإبقاء "ديدي" داخل المركز أثناء انتظار محاكمته، رغم محاولات دفاعه للبحث عن بدائل مثل الإقامة الجبرية في منزله الفاخر في ميامي. وقد جمع محاموه أدلة وأدلة وثائقية حول الظروف المروعة داخل المركز، بما في ذلك تقارير عن الوفيات والأعمال الدموية التي كانت تحدث داخله. تتحدث الشهادات التي جمعها سكان المركز عن تجارب مرعبة، حيث يعاني السجناء من قلة النوم، والافتقار إلى الرعاية الصحية، وتدني مستوى الطعام. يعاني السجناء من حالات عنف متزايد، حيث شهد الشهر الماضي تحدياً عنيفاً أدى إلى وفاة أحد السجناء، بينما قُتل آخر بعد قتال عنيف. علاوة على ذلك، أبلغ عدد من السجناء عن تلقيهم تهديدات بالعنف. تشير تقارير الدول الفيدرالية إلى أن هذا المركز يعاني من نقص حاد في عدد الموظفين، حيث يبلغ النقص نحو 55% من مستواه المطلوب. وهذا النقص انعكس سلباً على الأمن داخل السجن وعلى سلامة السجناء، ما ساهم في انتشار المخدرات والتهريب داخل المنشأة. لقد أثار الوضع في MDC القلق بين قضاة محكمة وناشطين، حيث أكد العديد من القضاة أن الظروف داخل المركز لا تتماشى مع المعايير الإنسانية. وقد أدت هذه المخاوف إلى انتخاب بعض القضاة عدم إرسال المدعى عليهم إلى المركز أو تخفيض العقوبات ضدهم. فقد أقر قاضي في المحكمة الفيدرالية بأن الحالة داخل المركز لا يمكن القبول بها، مما يعني أن وضع "ديدي" في هذا المكان لن يكون مجرد مسألة قانونية، بل مسألة إنسانية أيضاً. تاريخياً، شهد MDC بروكلين احتجاز العديد من السجناء البارزين، بما في ذلك مشاهير مثل R. Kelly وغيسلين ماكسويل، مما يضيف طبقة من التعقيد إلى قضاياهم القانونية. ومع دخول "ديدي" إلى هذا المرافق، أصبح مركز الاحتجاز مرة أخرى محط أنظار وسائل الإعلام والجمهور، مما يزيد من الضغوطات لتغيير الأوضاع داخل هذا المكان. لكن ماذا يجري بالضبط داخل MDC؟ إن الحديث عن "الظروف المروعة" ليست مجرد مبالغات. فقد اشتكى العديد من السجناء من المعاملة السلبية التي يتلقونها، حيث يتعرضون للإهانات والإذلال. وغالباً ما تُجرى عمليات التفتيش بشكل متكرر، مما يسهم في تفشي ظاهرة الخوف بين السجناء. وتشير الإحصائيات إلى أنه من بين أكثر من 1200 سجين محتجزين حالياً، فإن نسبة كبيرة منهم لديهم قصص مأساوية تروي المعاناة والإهمال. كما أن هناك تقارير عن انتحار سجناء وتدهور صحتهم النفسية بسبب ظروف الاحتجاز. استجابة لهذه الأوضاع، طالبت بعض المنظمات الحقوقية بإدخال إصلاحات جذرية، مبديةً استياءها من ردود الفعل البطيئة تجاه هذه الأوضاع. وقد أكدت التقارير أن بعض القضاة قد بدءوا في تجنب إبقاء المدعى عليهم في MDC بروكلين بسبب مخاوفهم من الظروف القاسية. لقد أُجبرت إدارة السجون الفيدرالية على مواجهة هذه الأوضاع، حيث أصدرت تصريحات تؤكد على أهمية تحسين الظروف في المركز. لكن العديد من الناشطين يرون أن التغييرات البطيئة لا تكفي للتعامل مع الأوضاع الحالية. في النهاية، يواجه شون "ديدي" كومbs تحديات جديدة داخل MDC بروكلين. ورغم كونه شخصية شهيرة، إلا أن تجربته داخل هذا المركز تعكس مأساة أكبر تعيشها بيئة السجون في جميع أنحاء البلاد. إذا لم يتم إجراء تغييرات جذرية وعاجلة، فإن العديد من السجناء الآخرين سيستمرون في مواجهة واقع يعاني من العنف والإهمال، مما يجعل من السجون أماكن خطرة وغير إنسانية. بهذا، تأمل الكثير من الجهات المعنية أن يؤدي الاهتمام العام المتزايد إلى دفع الحكومة ومؤسسات السجون نحو اتخاذ خطوات فعالة لتحسين الظروف داخل مراكز الاحتجاز، وليس فقط بالنسبة لنجوم مثل "ديدي"، ولكن لكل الأفراد الذين يقضون وقتهم في هذه البيئات الصعبة.。
الخطوة التالية