إيثريوم في حالة من التراجع المستمر. مع بداية عام 2024، تظهر التوقعات بشأن سعر الإيثريوم (ETH) علامات تشير إلى أن الأمور قد لا تسير كما يأمل المستثمرون. العديد من الخبراء يتساءلون: هل ستتمكن إيثريوم من تجاوز حاجز 3000 دولار، أم أن هذا السعر سيصبح بعيد المنال؟ في الشهرين الماضيين، شهد سوق العملات الرقمية حالة من التذبذب الكبير. بينما تمكنت بيتكوين من إعادة بناء بعض قوتها، فإن الإيثريوم، كأكبر ثاني عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، لا يزال يعاني من الضغوط المستمرة. وفقًا لتقارير حديثة، فقدت الإيثريوم حوالي 19.35% من قيمتها في الأسابيع الأخيرة فقط. هذا التراجع كبير، خاصة في ظل الأجواء العامة الإيجابية التي تُظهرها عملة بيتكوين. التحليلات تشير إلى أن الفشل في تحقيق إنتعاشة حقيقية للإيثريوم يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة من العوامل. واحدة من هذه العوامل هي أن الطلب على الصناديق الاستثمارية المتداولة (ETFs) الخاصة بالإيثريوم لم يكن كما هو متوقع. على عكس بيتكوين، التي جذبت ETFs الجديدة اهتمام المستثمرين، فقد عانت إيثريوم من تدفقات نقدية سالبة، حيث سجلت ETFs الإيثريوم تدفقات خروج وصلت إلى 112 مليون دولار على مدى ثمانية أيام من الإطلاق. المحلل البارز، بينجامين كوان، يحذر من أن محاولات الإيثريوم للصعود قد تواجه صعوبات حتى لو شهد السوق عودة قوية. وفقًا له، فإنه حتى في سيناريو صعودي، فإن مقاومة الإيثريوم أمام حاجز 3000 دولار قد تكون قوية جدًا. وأوضح أن الإيثريوم قد يستمر في الانخفاض منذ مارس الماضي، وأنه من الصعب توقع تجاوز 3000 دولار في أي وقت قريب. على الرغم من التشاؤم السائد، إلا أن هناك أملًا ضئيلًا يلوح في الأفق. يعتقد بعض المحللين أنه إذا تمكنت الإيثريوم من الاحتفاظ بمعدلاتها الحالية وعدم الانزلاق إلى مستويات أدنى بكثير، فقد تشهد انتعاشة أخرى بحلول عام 2025، مما قد يمهد الطريق لتحطيم الأرقام القياسية السابقة. التحدي الأكبر لا يقتصر فقط على الأرقام والمؤشرات المالية، بل يتعلق أيضًا بمجمل السوق. العديد من المستثمرين يتحركون بحذر، ويختارون البقاء بعيداً عن السوق الخاسر. مع عدم اليقين اللائي يحيطان بمستقبل العملات المشفرة، قد يستمر الإقبال على الإيثريوم في الانخفاض، مما يزيد من الضغوطات على السعر. من المهم أيضًا أن نلاحظ وجود قلق مستمر بشأن تقنيات وحلول الإيثريوم نفسها. في حين أن الإيثريوم لا يزال يُعتبر منصة رائدة للعقود الذكية والتطبيقات اللامركزية، فإن ظهور منافسين جدد قد يُشكل تحديًا كبيرًا على المدى الطويل. إذا استمرت المشاكل التقنية أو ظهرت تحسينات جديدة من قبل المنافسين، قد يكون من الصعب على الإيثريوم الحفاظ على موقعه الراسخ في السوق. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يأخذ المستثمرون في الاعتبار تداعيات التطورات السياسية والاقتصادية العالمية. الأزمات الاقتصادية والسياسات التجارية يمكن أن تؤثر بشكل هائل على سوق العملات الرقمية. مراعاة هذه العوامل عند التوجه إلى استثمارات الإيثريوم يمكن أن تكون مفتاح النجاح أو الفشل. في الختام، يبدو أن الإيثريوم يواجه مرحلة صعبة في عام 2024. ورغم أن الأمل لا يزال قائمًا، فإن التوقعات تقلل من فرصه للعودة إلى 3000 دولار. على المستثمرين الانتباه إلى تكاليف الفرص والبحث عن المشكلات الأساسية التي قد تؤدي إلى تقلبات أكبر في السوق. كلما زادت التعقيدات، زادت أهمية استراتيجيات الاستثمار الذكية والمرنة. ومع كل هذه التحديات، تبقى صناعة العملات الرقمية ديناميكية ومليئة بالفرص والتهديدات.。
الخطوة التالية