ارتفعت أسعار بيتكوين (BTC) بشكل كبير، حيث استردت العملة الرقمية الرائدة عرشها في السوق، لتتجاوز 37,000 دولار خلال الأسبوع الحالي. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة ملحوظة في تبني العملة، والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها السنوية، مما يمنح المستثمرين الأمل في مستقبل مشرق لعملة المشفرة الشهيرة. تشير التحليلات المبنية على البيانات الواردة من منصات تتبع المعاملات إلى أن هناك عوامل رئيسية تقف وراء هذا الارتفاع القوي في السعر. يبدو أن ارتفاع قيمة الرسوم الخاصة بالمعاملات قد ساهم في جذب مزيد من الانتباه إلى بيتكوين كأصل رقمي ذو قيمة. في الفترة ما بين 16 و18 نوفمبر، تجاوز متوسط الرسوم اليومية لبيتكوين 10.65 مليون دولار، مما وضعها في صدارة مقارنة مع شبكة إيثيريوم، التي قدرت رسومها في نفس الفترة بنحو 6.9 مليون دولار. تشير البيانات إلى أن الرسوم المتزايدة ليست عاملاً مانعًا بالنسبة للمستثمرين، بل تزيد من ثقتهم في مستقبل بيتكوين. فقد شهدت الرسوم نسبة ارتفاع تجاوزت 1000% منذ بداية الشهر، التي وصلت إلى ذروتها عند 18.67 دولار لكل معاملة في 16 نوفمبر. يأتي ذلك في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق الأميركية الموافقة على العديد من الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) الخاصة ببيتكوين، حيث تأخرت هيئة الأوراق المالية والبورصات في قراراتها بشأن تطبيقات ETF حتى عام 2024. وعلاوة على ذلك، يُعزى الارتفاع في رسوم المعاملات، إلى جانب زيادة عدد المستخدمين الجدد، إلى انتعاش الرموز المميزة تحت اسم "أورديال" (Ordinal Inscriptions)، والتي تُعتبر بمثابة NFTs على بلوكتشين بيتكوين. كان هناك تراجع في الاهتمام بهذه الأصول الرقمية في وقت سابق من العام، ولكنها عادت للظهور مرة أخرى مع توسع استخدامها إلى شبكات بلوكتشين أخرى مثل بوليغون (MATIC) ولايتكوين (LTC). انتعشت الأرقام الخاصة بالتبني بشكل كبير، حيث أظهرت البيانات من منصة "IntoTheBlock" أن نسبة تبني بيتكوين وصلت إلى 67.62% هذا الأسبوع، وهو ما يمثل أعلى مستوياتها على مدى العام. كما يعكس هذا الارتفاع زيادة في عدد العناوين النشطة التي تم إنشاؤها، مما يدل على تدفق كبير للمشاركين الجدد إلى السوق. ووفقًا للبيانات، بلغ عدد العناوين التي تمتلك أكثر من وحدة واحدة من بيتكوين أكثر من مليون عنوان، وهو مؤشّر قوي على احتفاظ المستثمرين بعملتهم المفضلة. تُعتبر هذه الأرقام دليلاً على أن تدفق رأس المال الجديد إلى السوق يمكن أن يشعل المزيد من الزخم في الأسعار. ومع تدفق الأموال من المستثمرين الجدد، من المتوقع أن يواجه المضاربون (الثيران) مقاومة قوية عند منطقة 38,400 دولار. يبدو أن الحالة العامة للسوق لا تزال متفائلة، مما يمهد الطريق لمزيد من النشاط الشرائي وقد يؤدي في النهاية إلى اختراق هذه النقطة. من جهة أخرى، يجب أن يكون المستثمرون حذرين حيث قد تتجه العلامات إلى هبوط محتمل إذا فقدت بيتكوين مستوى الدعم البالغ 35,000 دولار. في حالة حدوث ذلك، قد يتعرض السعر للهبوط نحو المتوسط المتحرك البسيط لمدة 30 يومًا والذي يبلغ تقريبا 33,328 دولار، مما يعني أن القلق بشأن العودة إلى الاتجاه الهبوطي قد يبدأ في التأثير على المتداولين. في سياق متصل، يُشير الكثير من الخبراء إلى أن هذه الزيادة في الأسعار قد تكون أيضًا مدفوعة بالعوامل الاقتصادية الكلية مثل التغيرات في سياسة الفائدة في الولايات المتحدة، وارتفاع معدلات التضخم، فضلاً عن القلق المستمر بشأن التبني الأوسع للبيتكوين على مستوى المؤسسات. تستمر الشركات الكبرى في الاعتراف بقيمة بيتكوين كأصل يمكن أن يحافظ على قيمته في أوقات عدم اليقين. يعد الاستثمارات المؤسسية أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الارتفاع؛ حيث بدأت مؤسسات مالية كبرى في توسيع محافظها لتشمل العملات الرقمية كجزء من استراتيجياتها الاستثمارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المستثمرين الأفراد قد بدأوا في إدراك أهمية بيتكوين كوسيلة تحوط ضد التضخم والسياسات النقدية الفضفاضة. من الممكن أيضًا أن يتزايد الطلب على بيتكوين مع اقتراب نهاية العام وبداية السنة الجديدة، حيث يميل العديد من المستثمرين إلى مراجعة وتعديل محافظهم الاستثمارية في تلك الفترة. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد نشهد مزيدًا من الزيادة في الأسعار قبل انتهاء العام. في الختام، عالم بيتكوين مليء بالإمكانيات والتحديات. على الرغم من أن الأسعار قد شهدت زيادة كبيرة، إلا أن الطريق لا يزال غير مؤكد، مع وجود عوامل عديدة تؤثر على السوق. من المهم للمستثمرين أن يتابعوا تحركات السوق عن كثب ويكونوا مستعدين لأي تغييرات قد تحدث. بالنظر إلى الأرقام الحالية، يبدو أن القدر من التفاؤل يسيطر على السوق، مما قد يؤدي إلى مرحلة نمو جديدة لعملة بيتكوين وقيمة الأصول الرقمية بشكل عام.。
الخطوة التالية