في عالم التشفير المتسارع، حيث تتنافس التكنولوجيا الحديثة لتحسين الحلول الحالية، برزت طبقات البلوكتشين الثانية كأحد الحلول المبتكرة للعديد من التحديات التي تواجه الشبكات الكبرى مثل البيتكوين والإيثيريوم. ومع ذلك، يجد بول رايتشغود، الخبير في البلوكتشين، أن هذه التكنولوجيا مبنية على أساس من الزيف. في مقالته الشهيرة على موقع "كوين جيك"، يقدم رايتشغود وجهة نظر مثيرة للجدل حول طبقات البلوكتشين الثانية وما تصنعه من وعود لم يتم الوفاء بها. الطبقات الثانية تتعلق بتقديم حلول إضافية تعمل فوق شبكات البلوكتشين الأساسية، مما يدعي المطورون أنها ستساعد في زيادة سرعة المعاملات وتقليل التكاليف. لكن رايتشغود يشير إلى أن هذه الوعود ليست سوى غلاف خارجي يهدف إلى إضفاء الشرعية على التكنولوجيا التي قد لا تكون فعالة كما يُظهرها المروجون. فبالتأكيد، في بعض الحالات، قد تعمل هذه الحلول، ولكن في باطنها، هناك العديد من التساؤلات والنواقص التي قد تؤثر على استدامتها. يبدأ رايتشغود بتحليل الفكرة الجوهرية وراء الطبقات الثانية، حيث يشير إلى أنها في جوهرها تعتمد على الاعتماد على الشبكات الأساسية. وهذا يعني أن أي مشاكل قد تواجه الطبقات الأساسية ستؤثر حتماً على الطبقات الثانية. بينما يعتقد الكثيرون أن الطبقات الثانية يمكن أن تحل مشاكل التحجيم، يرى رايتشغود أن هذا ليس سوى حل مؤقت، وأنه يعكس عجز الشبكة الأساسية في القيام بهذه المهمة بشكل كامل. يتحدث رايتشغود عن الانزلاقات والثغرات الأمنية المحتملة التي يمكن أن تقدمها الطبقات الثانية، حيث تتشكل بيئات جديدة قد تؤدي إلى تكوين هجمات غير متوقعة. ويستند إلى أمثلة حقيقية عن مشاكل سابقة أدت إلى خسائر مالية كبيرة. كما يصف كيف أن المستخدمين العاديين، الذين يأملون في الاستفادة من السرعة والتكلفة المخفضة، قد يجدون أنفسهم ضحية لتقنيات غير موثوقة. يستخدم رايتشغود أيضًا لغة قوية للتأكيد على أن الحلول الحالية لا تمثل اتجاهًا مستدامًا، بل هي مجرد تجميل للأوضاع الحالية التي تعاني من نقص الدعم الحقيقي من الشبكات الأساسية. فهو يصفها ك"ممارسات تجارية غير أخلاقية في عالم التشفير"، حيث يركز المطورون على تقديم التحسينات السريعة بدلاً من التركيز على البحث في الحلول الفعالة والقابلة للتطبيق. يعرب رايتشغود عن قلقه من أن المجتمع التقني قد يكون مهووسًا بما يسمى "زيادة الاستخدام"، متجاهلاً العواقب المحتملة. فالابتكار يجب أن يكون مدعومًا بممارسات مسؤولة، وليس فقط بالتركيز على الربحية السريعة. ويؤكد أن المعايير يجب أن تكون مرجعية قوية، وإلا ستصبح التقنيات أدوات لخنق الابتكار بدلاً من دعمه. بالإضافة إلى ذلك، يتناول رايتشغود نقطة مهمة تتعلق بجودة البرامج والتطبيقات المبنية على الطبقات الثانية. حيث يشير إلى أن العديد منها ربما لم يتم اختبارها بشكل كاف، وأن المطورين قد يكونون أكثر ميلًا لإطلاق تطبيقات جديدة بدلاً من التركيز على ضبط كفاءة التطبيقات الحالية. هذه الجوانب يمكن أن تؤدي إلى زيادة معدلات الفشل وقد تجعل المستخدمين يفقدون الثقة في الابتكارات الجديدة. في سياق حديثه، يقدم رايتشغود دعوة للتفكير النقدي والتأمل في مستقبل التكنولوجيا. ينبغي للابتكار أن يأتي مع التزام بالخصوصية والأمان وليس ببساطة زيادة الكفاءة. حيث يجب أن تُدار عمليات التطوير بشكل يضمن الأمان على المدى الطويل، ولا بد من تطوير حلول حقيقية تستند إلى أهداف مستدامة. مع تزايد الضغط لتوفير حلول سريعة في عالم سريع التطور، يبقى رايتشغود حذرًا من أن التسرع قد يؤدي فقط إلى تفاقم الأمور بدلًا من حلها. وهذا يشمل أهمية إيجاد توازن جيد بين الابتكار والتنفيذ السليم. في نهاية المطاف، يتركنا رايتشغود مع مفهوم مهم: "مستقبل البلوكتشين لا يعتمد على التقنية وحدها، بل يعتمد أيضًا على كيفية إدارتها وتطويرها بطريقة مسؤولة". من خلال تسليط الضوء على النقاط المهمة السابقة، يدعو بول رايتشغود إلى مناقشة أعمق حول البلوكتشين وتتطلب عصرًا جديدًا من التفكير النقدي حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بينما يستمر الحوار حول طبقات البلوكتشين الثانية، يبقى السؤال: هل ستكون هذه الحلول مؤقتة، أم أنها ستمهد الطريق لمستقبل أكثر أمانًا وابتكارًا؟ الجواب لا يزال معلقًا، ولكن الأهم هو أن يستمر النقاش بشكل بناء وموضوعي، من أجل تعزيز الابتكار الفعلي والاستدامة.。
الخطوة التالية