في عالم العملات المشفرة، حيث تتسارع التطورات وتتزايد الابتكارات، يبرز مفهوم جديد يحمل آمالًا كبيرة للمستثمرين والمشاريع الناشئة على حد سواء. يعتقد كاين وارويك، مؤسس مشروع إنفينكس، أن ما يُعرف بـ "NFTs الراعية" قد يكون الحل لنموذج جمع الأموال في مجال العملات المشفرة، الذي يواجه صعوبات وتحديات عديدة. في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن نموذج تمويل المشاريع من خلال شركات رأس المال المغامر يعاني من نقص في العدالة. حيث تغتنم هذه الشركات فرصًا أفضل وتحقق عوائد ضخمة مقارنة بمعظم المستثمرين الأفراد. كما أشار وارويك، يبدو أن هناك "حوافز منحازة" تجعل الأثرياء يحصلون على صفقات أفضل بكثير من الآخرين. هذا الاستغلال للنموذج التقليدي للتمويل أثار قلق العديد من المعنيين في قطاع العملات المشفرة، مما استدعى التفكير في بدائل جديدة. نموذج "الراعية" الذي يقدمه وارويك يهدف إلى إحداث تغيير جذري في كيفية تمويل المشاريع. فهو يمنح جميع المشاركين، سواء كانوا من مستثمري رأس المال المغامر أو المستثمرين الأفراد، فرصة الحصول على حصة من المشروع بنفس الشروط. هذا النموذج يتحاشى التمييز الطبقي الذي يعرفه نظام التمويل التقليدي، ويهدف إلى تحقيق توزيع عادل للفرص بين الجميع. من خلال إطلاق "NFTs الراعية"، يتيح وارويك للمجتمع فرصة الاستحواذ على جزء من مشروعه إنفينكس، والذي يطمح إلى إنشاء طبقة تجربة مستخدم موحدة عبر جميع سلاسل الكتل وتطبيقات التمويل اللامركزي. وبذلك، يسعى إنفينكس إلى إزاحة بورصات العملات المشفرة التقليدية لتكون النقطة الأولى للتواصل بالنسبة للمستخدمين الجدد والحاليين. يمكننا اعتبار "NFTs الراعية" كوسيلة لبناء مجتمع قوي حول المحفظة الجديدة، حيث يتمتع المؤمنون بالفكرة، سواء كانوا مستثمرين تقليديين أو مدعومين بالقدرة المالية، بنفس درجة الوصول إلى الفرص. وفقًا لوارويك، كان الهدف من وراء ذلك هو تحفيز اهتمام المجتمع برؤية إنفينكس، وتعزيز فكرة الشراكة المتكافئة. عند النظر إلى النتائج، استطاع إنفينكس جمع نحو 65.3 مليون دولار من خلال بيع "NFTs الراعية". وعلى الرغم من أن هذه المبلغ يعد جيدًا، إلا أن وارويك كان يأمل في الوصول إلى 100 مليون دولار. وقد شارك في هذا البيع عدد من الشخصيات البارزة في القطاع، بما في ذلك ممثلون عن شركات رأس المال المغامر مثل "Wintermute Ventures" و"Framework Ventures"، بالإضافة إلى مؤسسي مشاريع شهيرة مثل "Solana" و"Ethereum". ومع ذلك، يبقى السؤال قائمًا حول مستقبل تمويل المشاريع في عالم العملات المشفرة. إذ أن حماس وارويك للمشاركة المجتمعية يتناقض مع الاتجاه العام في السوق، الذي يشهد انخفاضًا ملحوظًا في معدلات تمويل المشاريع. فبينما كانت هناك أوقات جذب فيها القطاعات أكثر من 12 مليار دولار، نجد أن التمويل في عام 2024 لم يتجاوز عتبة 3 مليارات دولار في كل ربع. من خلال طرح هذا النموذج الجديد، يأمل وارويك في تصحيح المسار وتحفيز الابتكار في طريقة تمويل المشاريع. فتجربة "NFTs الراعية" تمثل نقطة تحول قد تساهم في إعطاء صوت أوسع للمستثمرين الصغار، وتمكنهم من المشاركة بشكل فعال في القطاع. لكن سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية استجابة مجتمعات العملات المشفرة لهذا النموذج. هل سينجح في تحقيق العدالة في توزيع الأرباح والفرص؟ وهل سيؤدي إلى تعزيز الابتكار بدلاً من التركيز على تحقيق الأرباح السريعة؟ هذه الأسئلة تعتمد على استجابة السوق والاتجاهات المستقبلية في صناعات التكنولوجيا والتمويل. وفي النهاية، قد تلعب "NFTs الراعية" دورًا محوريًا في تغيير نموذج التمويل في عالم العملات المشفرة. إن قدرة وارويك ومن معه على إنشاء بيئة يمكِّن فيها الجميع من المشاركة والاستفادة ستكون خطوة كبيرة نحو تحقيق العدالة والابتكار في السوق. ومع استمرار تطور هذا المفهوم، قد نرى تأثيرات بعيدة المدى على كيفية تمويل المشاريع وكيفية تعامل المستثمرين مع الفرص الجديدة في هذا القطاع الديناميكي والمليء بالتحديات.。
الخطوة التالية