شهدت المؤسسات المالية في الآونة الأخيرة تحولًا جذريًا نحو اعتماد العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، كأداة ضخمة في عالم الإقراض. من بين هذه المؤسسات، تبرز شركة "Ledn" التي تعد رائدة في مجال الإقراض المدعوم بالبيتكوين. يقوم نموذج عمل Ledn على تقديم قروض مضمونة بالبيتكوين، مما يتيح للمستخدمين الاستفادة من أصولهم الرقمية دون الاضطرار إلى بيعها. تأسست Ledn في عام 2018، ومنذ ذلك الحين بدأت في تطوير منصاتها لتلبية احتياجات المستخدمين في نظام التمويل اللامركزي. ومن خلال هذا النموذج، يمكن لعملاء Ledn أن يستخدموا بيتكوينهم كضمان للحصول على قروض نقدية. هذه الممارسة تشكل تحولًا كبيرًا في الطريقة التي تتعامل بها المؤسسات المالية التقليدية مع الأصول الرقمية. أصبح البيتكوين في السنوات الأخيرة من الأصول المفضلة لدى المستثمرين، إذ شهدت قيمته ارتفاعات ملحوظة. إلا أن احتفاظ المستثمرين بالبيتكوين لفترة طويلة يعود عليهم بمخاطر كبيرة في حال تراجعت قيمة العملة. من هنا، جاءت فكرة الإقراض المدعوم بالبيتكوين كحل جذري يمكّن المستثمرين من استثمار أصولهم بطرق جديدة وأكثر أمانًا. وعلى عكس النموذج التقليدي للإقراض، حيث يتم تقييم القروض وفقًا للائتمان والتاريخ المالي للفرد، تعتمد Ledn على قيمة البيتكوين المستخدم كضمان. هذا يعني أن المستثمرين يمكنهم الحصول على قروض سهلة السداد دون الحاجة إلى مراجعة تاريخهم الائتماني بشكل دقيق، الأمر الذي قد يكون عائقًا أمام الكثيرين في الحصول على التمويل. تتسم عمليات الإقراض المدعوم بالبيتكوين التي تقدمها Ledn بمرونة وسهولة كبيرة. يمكن للعملاء تحديد مقدار القرض الذي يحتاجونه، والذي يتراوح عادةً بين 50% و70% من قيمة البيتكوين الذي يتم وضعه كضمان. على سبيل المثال، إذا كان لدى العميل 10,000 دولار من البيتكوين، يمكنه الحصول على قرض يتراوح بين 5,000 و7,000 دولار. وتمتاز هذه القروض بأنها تساعد العملاء على الاحتفاظ بأصولهم، مع الحصول في الوقت نفسه على السيولة التي يحتاجونها. تشير الدراسات إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل الأفراد والشركات بالاعتماد على البيتكوين كوسيلة للإقتراض، خاصة في ظل الاتجاهات العالمية نحو التحول الرقمي. ومع تزايد عدد حاملي العملات الرقمية، أصبح الطلب على القروض المدعومة بالبيتكوين في ازدياد ملحوظ. هذا الوضع الجديد يعكس كيف أن المؤسسات المالية التقليدية تتبنى الابتكار لتلبية الاحتياجات المتغيرة للعملاء. علاوة على ذلك، تعمل Ledn على تقديم بعض الميزات الإضافية للعملاء، مثل حسابات الادخار المدعومة بالبيتكوين التي تمنح الفائدة على الأصول الرقمية المودعة. هذه الخطوة تساهم في زيادة جاذبية البيتكوين كمادة استثمارية، حيث يحصل العملاء على فوائد من أصولهم الموزعة. وبما يتعلق بالتحكم في المخاطر، تسعى Ledn إلى ضمان توفير بيئة آمنة للعملاء من خلال اتخاذ تدابير أمنية قوية لحماية الأصول. التكنولوجيا المستخدمة في حماية الأصول تعتمد على أمان المحفظة المتعددة التوقيعات وإجراءات التحقق المتعددة، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بسرقة الأصول الرقمية. إضافة إلى ذلك، تعد Ledn من بين عينات قليلة من الشركات التي توفر الإقراض باستخدام البيتكوين مما يجعلها تنافسية في سوق يزخر بالتحديات. يتوقع الخبراء أن تزداد حدة المنافسة مع دخول المزيد من المؤسسات المالية إلى هذا المجال، وهذا قد يؤدى إلى تحسين الخدمات المقدمة للعملاء. ومع تزايد اهتمام المؤسسات المالية بالبيتكوين، بدأت العديد من البنوك الكبرى أيضًا في دراسة كيفية دمج الأصول الرقمية في منتجاتها المالية. هذا الاتجاه قد يغير الطريقة التي نرى بها الإقراض مستقبلاً، حيث سيمهد الطريق لعالم يتحكم فيه الأفراد بأموالهم عبر استخدام التكنولوجيا. كما أن التحول الكبير نحو الإقراض المدعوم بالبيتكوين يواجه تحديات تنظيمية، حيث لا تزال الكثير من الحكومات حول العالم تحاول فهم هذه العملات الرقمية وكيفية تنظيم استخدامها. ومع ذلك، تعمل المؤسسات مثل Ledn على تقديم نموذج يُحتذى به في هذا الشأن، مما قد يساعد في وضع إطار عمل أكثر وضوحًا وأنظمة متسقة للاستفادة من هذه النموذج في الإقراض التقليدي. في النهاية، يبدو أن الإقراض المدعوم بالبيتكوين يمثل نقطة انطلاق جديدة للابتكار في نظم التمويل. وفي المستقبل القريب، قد نشهد اندماجًا أكبر بين النظام المالي التقليدي والعملات الرقمية، وهو ما يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة أمام الأفراد والشركات على حد سواء. تستمر Ledn في الازدهار كممثل قوي في هذا المجال، حيث تُظهر كيف أن الابتكار يمكن أن يغير بالكامل الطريقة التي نفكر بها في المال والإقراض في عصر التكنولوجيا الحديثة. ومع ازدياد اهتمام المستثمرين بالأصول الرقمية، تُعد هذه الخطوة علامة على بداية فصل جديد في تاريخ التمويل.。
الخطوة التالية