في خطوة أثارت تساؤلات كثيرة في الأوساط المالية، قررت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) تأجيل القرار بشأن الطرح الذي قدمته شركة هاشديكس (Hashdex) بشأن صندوق تبادل العملات الرقمية الجديد الذي يجمع بين البيتكوين والإيثريوم. وقد تم تمديد فترة المراجعة حتى نهاية شهر سبتمبر من العام 2024. هذه الأنباء جاءت في وقت يشهد فيه السوق المالي تطورات كبيرة ومهمة تتعلق بالاستثمار في العملات الرقمية. تسعى شركة هاشديكس من خلال هذا الصندوق، الذي يحمل اسم "صندوق هاشديكس للبيتكوين والإيثريوم المباشر"، إلى توفير فرصة للمستثمرين للحصول على تعريض مباشر لكل من البيتكوين (BTC) والإيثريوم (ETH) من خلال استثمار واحد. الصندوق يهدف إلى تتبع أداء مؤشر أسعار التسوية الخاص بنقاط التشفير (NCIUSS). هذا الاقتراح يعكس الاتجاه المتنامي في قطاع العملات الرقمية نحو تقديم أدوات استثمار جديدة تهدف إلى جذب شريحة أكبر من المستثمرين التقليديين. في إشعار رسمي أصدرته اللجنة في التاسع من أغسطس، أكدت اللجنة أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للنظر في التعديلات المقترحة ومناقشة القضايا التي تم تقديمها، مما أدى إلى تحديد الموعد النهائي الجديد للمراجعة في 30 سبتمبر 2024. ولقد تم تقديم الطلبات والمستندات الضرورية اللازمة منذ شهر يونيو من العام الجاري، مما يعكس التحديات التي يواجهها هذا القطاع في الحصول على الموافقة التنظيمية. الصندوق الذي تسعى هاشديكس لتقديمه يعتمد على استراتيجية استثمار سلبية تهدف إلى تتبع الأداء التاريخي للعملات الرقمية الكبرى. ويرى محللون في مجال الاستثمار، مثل جيمس سايفارت من بلومبرغ، أن تصميم الصندوق يعتمد على هيكل مدروس بعناية يجعله جاذبًا للمستثمرين الذين يسعون إلى تنويع استثماراتهم في العملات الرقمية. ومن المقرر أن تتولى شركتا "كوين بيس" و"بيتغو" مسؤولية خدمات الحراسة للأصول الرقمية، مما يوفر مستوى عالٍ من الأمان لتخزين العملات. في الوقت نفسه، يشهد السوق الأمريكي للمشتقات الاستثمارية نشاطًا متزايدًا، حيث يستعد عدد من البورصات ومديري الأصول لإدخال خيارات التداول على الصناديق التي تتعامل مع البيتكوين والإيثريوم. فقد قامت شركة بلاك روك، العملاق في مجال إدارة الأصول، بتقديم طلب لتداول الخيارات على صندوق الإيثريوم الخاص بها، وهو ما يعتبر خطوة مهمة نحو زيادة التفاعل مع الأسواق المالية التقليدية. وعلى الرغم من وجود بعض التأخر في الموافقات، يشعر بعض الخبراء في السوق بالتفاؤل حيال مستقبل صناديق ETFs المرتبطة بالعملات الرقمية. حيث أكد إريك بالشوناس، محلل آخر في بلومبرغ، أن التفاعل الحالي من قبل اللجنة يمكن اعتباره إشارة إيجابية. فقد أشار إلى أنه إذا كانت اللجنة سترفض الاقتراحات outright، لما كانت قد أبدت رغبة في الانخراط في المناقشات وإبداء الملاحظات. من جانبه، أبدى المستثمرون في سوق العملات الرقمية اهتمامًا متزايدًا باحتمالية إدخال صناديق ETF تتعلق بالأصول الرقمية، خاصة في ظل ظهور مجموعة من المراجعات والإشارات الإيجابية من الجهات التنظيمية. خاصة وأن الآراء تختلف حول كيفية تأثير هذه الخطوة على الأسواق، وقدرة الطلب على مثل هذه الأدوات الاستثمارية على تحفيز المزيد من السيولة وأحجام التداول. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط على اللجنة لمنح الموافقات، حيث تسعى العديد من الشركات للحصول على الضوء الأخضر لإدخال منتجات جديدة قد تكون قادرة على جذب المستثمرين نحو الأصول الرقمية.شهدت العديد من الشركات مثل "فيلس" و"سيفن كابيتال" انسحابها من التقديم على خيارات البيتكوين، ورغم أن هذا قد يبدو سلبياً في البداية، فإنه قد يعكس أيضًا عملية إعادة تقييم دقيقة لاستراتيجياتها. مع مرور الوقت، يبدو أن اللجنة تتجه نحو اتخاذ قرارات قد تغير ملامح سوق العملات الرقمية. تبقى الأنظار متجهة نحو نهاية سبتمبر، حيث سيتم الإعلان عن القرار النهائي من قبل SEC والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على السوق برمته. إن علاقة التنظيم بالابتكار في مجال العملات الرقمية هي موضوع حوار دائم والنقاش حول كيفية توازن هذه العلاقة بين حماية المستثمرين وتشجيع الابتكار. يمكن القول إن صناعة العملات الرقمية لا تزال في مراحلها الأولى وستواجه العديد من التحديات والفرص. يعتبر المستثمرون الآن في حالة انتظار وترقب، حيث ستحدد القرارات التنظيمية مصير العديد من المنتجات الاستثمارية التي قد تكون نقطة انطلاق جديدة للعديد من المستثمرين. مع تزايد الوعي والاستثمار في الأصول الرقمية، تظل سوق العملات الرقمية في تطور مستمر وتاريخها لم يُكتب بعد. بالنهاية، يمثل تأجيل SEC لقرار صندوق هاشديكس خطوة أخرى في رحلة طويلة ومعقدة نحو فهم كيفية دمج الأصول الرقمية في النظام المالي التقليدي. الأمل هو أن تسفر هذه الخطوات عن نتائج إيجابية تساهم في نمو السوق وتوفير خيارات استثمار جديدة للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.。
الخطوة التالية