في عالم سريع التغير، حيث تتنافس الشركات على الابتكار وتحقيق التفوق، فإن التقنيات الجديدة تستمر في إعادة تشكيل مشهد الأعمال. ومع اقترابنا من عام 2025، يسعى قادة تكنولوجيا المعلومات إلى تحديد الأساليب الجديدة التي ستعزز من قدرتهم التنافسية، وتساعدهم على تقديم خدمات أفضل للعملاء وزيادة كفاءة العمليات. في هذا السياق، سنستعرض أبرز التقنيات التي يُتوقّع أن تُحدِث تغييرات جذرية في عالم الأعمال، وكيف يمكن أن تؤثر على استراتيجيات المؤسسات. تُعد الذكاء الاصطناعي بوجه خاص في مقدمة التشهدات المرتقبة. فهي ليست مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الأنظمة العاملة في المؤسسات اليوم. تقنيات مثل التعلم الآلي تُظهر بالفعل نتائج ملموسة، حيث تستخدم الشركات هذه التقنيات لتحسين عملياتها، وتقليل التكاليف، وزيادة الكفاءة. وفقًا لكوري تشابلين، وهو شريك إداري في شركة وست موني أو، فإن التعلم الآلي يمكن أن يعزز اتخاذ القرارات من خلال تحليل الأنماط في البيانات، مما يساعد على تحسين تخصيص الموارد والتفاعل مع العملاء بشكل أفضل. ولكن التقنيات الجديدة لا تشير فقط إلى الذكاء الاصطناعي. يتزايد الاعتماد على أدوات إدارة البيانات التي تسهم في تحويل البيانات المعزولة إلى رؤى قابلة للتنفيذ. تعتمد العديد من الشركات اليوم على أدوات مثل "سنوفليك" و "أمازون ريد شيفت" و "جوجل كلاود" لتحليل كميات كبيرة من البيانات. هذه الأدوات تساعد المؤسسات على دمج البيانات المتنوعة من مصادر متعددة، مما يعزز من قدرتها على اتخاذ قرارات مدروسة. ومع ذلك، يتجاوز التغيير التكنولوجي الجديد التحسينات الكبيرة في تحليل البيانات. فهناك تحول ملحوظ في كيفية استخدام الحوسبة المكتبية. استخدام بنية السطح الافتراضي في السحابة، مثل "ويندوز 365"، يوفر سبلًا جديدة للأمان وتحسين الإنتاجية. تستطيع الشركات الآن مشاركة الوصول إلى الأنظمة بشكل سريع وآمن، مما يسهل العمل عن بُعد ويعزز من تجربة الموظفين. التكنولوجيا الأخرى التي يبدو أنها ستكون محورية في التحول الرقمي هي الحوسبة المتطورة (Edge Computing) وشبكات الجيل الخامس (5G). يتوقع أن تُحدث هذه التقنيات تغييرات عميقة من خلال تحسين كفاءة القرارات وزيادة سرعة تنفيذها. الحوسبة المتطورة تُتيح تنفيذ مهام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مباشرة على الأجهزة، مما يقلل من مخاطر الخصوصية والأمان المصاحبة لإرسال البيانات إلى مراكز البيانات التقليدية. علاوة على ذلك، هناك زيادة ملحوظة في الاعتماد على التجارب الغامرة مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR). يمكن لهذه التقنيات تحسين جودة التدريب وزيادة فعالية تفاعل العملاء. التقنيات الجديدة توفر طرقًا جديدة للمستخدمين للتفاعل مع المحتوى الرقمي، مما يخلق تجارب فريدة ومبتكرة يمكن أن تعزز من ولاء العملاء. مع زيادة عدد الموظفين الذين يعملون عن بُعد، تزداد التحديات المتعلقة بالأمن السيبراني. ولهذا السبب، صدر العديد من الحلول الجديدة مثل إدارة الوضع الأمني لسحابة البرامج (SSPM) وإدارة سطح هجوم الأصول الإلكترونية (CAASM). هذه الأدوات تقدم رؤية شاملة لجميع الأصول الإلكترونية، مما يساعد المؤسسات على تقليل الثغرات وزيادة الامتثال للوائح الأمان. يمكننا أيضًا أن نرى تركيزًا أكبر على تحسين تقنيات المؤسسات الحالية. يلاحظ ديفيد هيغينسون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة فينيكس للأطفال، أن الكثير من الشركات تتسابق لتنفيذ تقنيات جديدة بدون استغلال كامل للإمكانات الموجودة في أنظمتها الحالية. لذا فإن إعادة التفكير في كيفية استخدام هذه الأنظمة بشكل أكثر فعالية قد يكون أكثر تأثيرًا من مجرد إضافة تقنيات جديدة. ومع دخولنا المرحلة التالية من التحول الرقمي، من الضروري أن تتبنى الشركات ثقافة الابتكار المستمر. يجب على قادة الأعمال أن يبحثوا عن طرق جديدة لتحسين العمليات الحالية واكتساب فهم أعمق لتكنولوجيا المعلومات. الربط الفعال بين التكنولوجيا والبشر سيكون أساسيًا لتحقيق النجاح في المستقبل. في الختام، يمكن القول إن السنوات القادمة ستكون مليئة بالابتكارات التكنولوجية المتنوعة التي تعد بتغيير جذري في كيفية عمل الشركات. الاستثمار الاستراتيجي في هذه التقنيات، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة المعيشية للتجديد، سيؤديان إلى تعزيز القوة التنافسية للمؤسسات. ومن الواضح أن المستقبل سيكون مشوّقًا بشكل بالغ، حيث ستتراح التكنولوجيا لتمكين الأعمال من تحقيق النجاح واستكشاف آفاق جديدة. كما يظهر بوضوح، كل تلك الابتكارات والأفكار تتطلب تخطيطًا دقيقًا واستجابة سريعة من قادة الأعمال لضمان تحقيق الفوائد القصوى من كل تقنية جديدة تدخل السوق. باختصار، من المتوقع أن يكون عام 2025 نقطة تحول فعلي في العديد من المجالات بفضل التكنولوجيا، وعليهم الاستعداد لذلك.。
الخطوة التالية